تبين أن نظام
السيسي في
مصر دفع ملايين الدولارات لشركة إعلانات عالمية في بريطانيا، وتعتبر الأكبر بين نظرائها في العالم، وذلك من أجل "تبييض" سجل مصر في حقوق الإنسان، والترويج لها وإخفاء الانتهاكات التي ترتكبها بحق مواطنيها، بما في ذلك أحكام الإعدام التي تصدر بالجملة بحق المعارضين السياسيين لزعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وكشفت جريدة "إندبندنت" البريطانية أن شركة (WPP) وهي أكبر شركة إعلانات في العالم، وتتخذ من بريطانيا مقراً لها رغم أنها متعددة الجنسيات وتعمل في أماكن كثيرة وأسسها السير مارتن سوريل، هي التي لعبت دورا أساسيا في دفع الكثير من وسائل الاعلام العالمية الكبرى لتجاهل التقارير والأخبار السلبية المتعلقة بمصر، ولعبت دورا في إخفاء انتهاكات حقوق الإنسان التي يقوم بها النظام المصري.
وتكشف الصحيفة البريطانية أن شركة (WPP) هي التي لعبت أيضا دورا مهما في الترويج لمؤتمر التنمية الاقتصادية الذي عقد في مصر قبل شهور بحضور أكثر من ثلاثين من رؤساء الدول، واشتمل على كلمات لكبار الشخصيات العالمية المعروفة، ومن بينها رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير الذي تحدث أمام الحضور في المؤتمر لدعم الاقتصاد المصري.
وبحسب "دراسة حالة" نشرتها الشركة ذاتها على موقعها الإلكتروني، فقد نجحت (WPP) في "إطلاق علامة تجارية جديدة لمصر وإعادة الثقة بالنظام الحاكم" الذي يرأسه الجنرال عبد الفتاح السيسي، الذي وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري أطاح بالرئيس المدني المنتخب حينها، وذلك في تموز/ يوليو من العام 2013.
وتلفت "إندبندنت" إلى أن نحو 600 شخص تم الحكم عليهم بالإعدام منذ بداية العام الماضي، أي منذ بداية 2014 حتى الآن، على أن الغالبية الساحقة من هؤلاء ليس لهم أي ذنب سوى المشاركة في احتجاجات سلمية كانت تطالب بالتحول إلى الديمقراطية في البلاد، بحسب ما تقول الصحيفة البريطانية، التي تؤكد أيضا أن مصر تشهد ارتفاعا كبيرا في المحاكمات الجماعية والإعدامات منذ تولي السيسي الحكم في البلاد.
وبحسب الوثيقة التي تنشرها الشركة الإعلانية على موقعها الإلكتروني فإنه "بعد أربع سنوات من الفوضى والتوترات السياسية، فإن اسم الدولة المصرية كان بحاجة لإعادة إطلاق، وإعادة تموقع عالميا"، وهو ما نجحنا في تحقيقه عبر تنظيم المؤتمر الذي أقيم في منتجع شرم الشيخ في آذار/ مارس الماضي، ونجحنا في الدعاية له والترويج له.
وتلفت الوثيقة الصادرة عن الشركة كيف أن الشركة نجحت في دفع وسائل الإعلام التي تحدثت سابقا عن الحملة الأمنية في مصر، إلى أن تقوم بإعادة الكتابة بشكل مختلف عن مصر.
وأضافت الوثيقة: "نسبة السلبية في الأخبار غير الاقتصادية عن مصر اتجهت نحو الانخفاض بعد أن استطعنا بناء المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، حيث ركزت غالبية وسائل الإعلام على القضايا الاقتصادية، وحدثت إعادة توازن في وسائل الإعلام".
وتابعت الوثيقة: "تحول المؤتمر إلى منصة لتسليط الضوء على الإصلاحات المكثفة لحكومة السيد السيسي، وواحد من نجوم المؤتمر كان السيد طوني بلير، الذي لعب دور المستشار لنظام السيسي في مجال الإصلاحات الاقتصادية".
يشار إلى أن شركات الإعلانات والعلاقات العامة الكبرى تتقاضى مبالغ مالية ضخمة نظير الخدمات التي تقدمها لزبائنها، وغالبا ما يكون الزبائن من الحكومات أو المؤسسات الكبرى التي تواجه رفضا شعبيا في بلدانها وتسعى لتحسين صورتها أمام العالم.