فتحت لجان الاقتراع أبوابها صباح الأحد في 13 محافظة
مصرية، لاستقبال الناخبين في المرحلة الثانية من
الانتخابات البرلمانية التي تقام لأول مرة منذ انقلاب الجيش على الرئيس المنتخب محمد مرسي في تموز/ يوليو 2013.
ولم يختلف الوضع في هذه المرحلة من الانتخابات عن سابقتها، حيث خلت معظم لجان التصويت من الناخبين باستثناء أعداد قليلة، ونقلت القنوات الفضائية المصرية المؤيدة للانقلاب مشاهد من لجان الاقتراع في العديد من المحافظات التي بدت شبه خاوية، فيما أكد القضاة المشرفون عليها أن كل شيء معد لاستقبال الناخبين، إلا أنهم لم يظهرا حتى ظهر اليوم الأول.
وكانت المرحلة الأولى من الإنتخابات قد أقيمت قبل ثلاثة أسابيع وشهدت مشاركة هزيلة، في حين أعلنت اللجنة العليا للانتخابات أن نسبة الإقبال فيها هي نحو 26.5% وهو ما شكك فيها الكثيرون.
وتقام الجولة الأولى من المرحلة الثانية من الانتخابات يومي 22 و23 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، في محافظات القاهرة والسويس وكفر الشيخ والإسماعيلية وبورسعيد والدقهلية والقليوبية وجنوب سيناء وشمال سيناء والشرقية ودمياط والمنوفية والغربية، على أن تجري جولة الإعادة يومي 1 و2 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
وكان المصريون المقيمون في خارج البلاد قد بدأوا التصويت أمس السبت، على أن يستمر إدلاؤهم بالأصوات اليوم الأحد.
العزوف مستمر
وتصدر كبار السن والسيدات الناخبين الذي أدلوا بأصواتهم فيما غاب الشباب بشكل شبه كامل عن المشهد، استمرارا لحالة العزوف عن المشاركة في أي استحاق انتخابي من انقلاب 2013.
وبحسب العديد من المواطنين الذين التقتهم "
عربي21"، أعرب معظمهم عن عدم اكتراثهم بتلك الانتخابات بعدما فقدوا الأمل في أن يغير البرلمان المقبل من أوضاعهم المعيشية المتردية.
وأكد كثيرون أن البرلمان المقبل لن يكون إلا مجلسا مستأنسا ومؤيدا للسيسي في غياب نواب جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تشكل جبهة المعارضة الرئيسة في مصر لعقود طويلة.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد حصلت على الأكثرية في آخر انتخابات برلمانية عام 2012، قبل أن يحل المجلس العسكري هذا البرلمان بدعوى مخالفة القانون الذي انتخب على أساسه لبنود الدستور.
ويتوقع مراقبون ألا يكون للبرلمان المقبل أي تأثير على المشهد السياسي في البلاد، بعد إقصاء جميع أطياف المعارضة من السباق الانتخابي وفي ظل هيمنة الجيش على مؤسسات الدولة.
وفي المرحلة الأولى من الانتخابات، حصدت قائمة تحالف "في حب مصر" المدعومة من الدولة 60 مقعدا، ومن المتوقع أن تحصد الـ60 الأخرى المخصصة للقوائم في المرحلة الثانية، في ظل ضعف المنافسين الآخرين لها.
نقل القضاة داخل المدرعات
وأكدت القوات المسلحة ووزارة الداخلية، الدفع بأعداد كبيرة من القوات لتأمين لجان الاقتراع وتوفير أجواء هادئة للمشاركة في التصويت.
وأعلنت وزارة الداخلية حالة الاستنفار الأمني الكامل، وقيام مساعدي الوزير ومديري أمن المحافظات التي تجرى بها الانتخابات بتفقد عدد من لجان الاقتراع للتأكد من تطبيق الخطط الأمنية المتفق عليها، حسبما أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها، تلقت "
عربي21" نسخة منه.
وأعلنت القوات المسلحة الدفع بنحو 180 ألفا من عناصرها للمشاركة في تأمين الانتخابات بالتعاون مع الشرطة المدنية، بحسب بيان للمتحدث العسكري.
وتشهد لجان الاقتراع بمناطق شمال سيناء تعزيزات من القوات المسلحة في ظل توتر الأوضاع الأمنية هناك، حيث انتشرت القوات بشوارع العريش والشيخ زويد ورفح، وتم نقل القضاة إلى لجان الانتخاب داخل المدرعات الحربية وتحت حراسة أمنية مشددة.
وقال شهود عيان إن قوات الأمن أغلقت محيط اللجان وأطلقت الأعيرة النارية في إجراء احترازي.
السيسي أول الناخبين
ونقل التلفزيون الحكومي مشاهد فـي ديو لإدلاء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بصوته في إحدى اللجان بضاحية مصر الجديدة التي يقع فيها القصر الرئاسي، وسط حراسة أمنية مشددة وإغلاق للطرقات المحيطة بمقر الاقتراع.
وقالت وسائل الإعلام المصرية إن السيسي حرص على أن يكون أول مواطن يدلي بصوته في تمام التاسعة صباحا عند فتح مقر لجنته الانتخابية، وأدلت زوجته انتصار السيسي بصوتها في ذات اللجنة.
وأدلى رئيس الوزراء شريف إسماعيل بصوته في الانتخابات، وأكد في تصريحات صحفية أن الحكومة تعد برنامجها لعرضه على مجلس النواب القادم والحصول على ثقته.
وتوقع إسماعيل أن تكون المشاركة في المرحلة الثانية أكبر من الأولى، دون أن يوضح أسباب هذا التزايد في الإقبال.
ومن المقرر أن يتكون مجلس النواب المقبل من 568 عضوا، منهم 448 يتم انتخابهم بشكل فردي، و120 عضوا يتم انتخابهم عن طريق القوائم الانتخابية.
وأعطت التعديلات الدستورية الأخيرة التي أقرت في كانون الثاني/ يناير 2014 رئيس الجمهورية، الحق في تعيين 28 نائبا.