بات
صلاح عبد السلام، أحد منفذي
هجمات باريس، التي راح ضحيتها 130 شخصا، لغزا يحير المحققين الفرنسيين والبلجيكيين على حد سواء، إثر اختفائه بعد تنفيذ الهجمات.
وشارك عبد السلام في الهجمات ليلة الجمعة 13 تشرين الثاني/ نوفمبر؛ إذ كان هو الذي استأجر سيارة سوداء من طراز "رينو كليو" إلى شمال باريس، وجعل المحققين يتساءلون ما إذا كان صلاح عبد السلام، الذي فقدوا أثره في الـ14 من تشرين الثاني/ نوفمبر، كان هو من يقودها بعد أن أوصل ثلاثة انتحاريين إلى محيط ملعب "ستاد دو فرانس" ملعب
فرنسا الدولي،
ويبقى الأمر المؤكد الوحيد هو أن وثائق شخصية تحمل اسم صلاح عبد السلام قدمت إلى القوات الفرنسية غداة الاعتداءات، خلال عملية صباحية عادية وروتينية للتدقيق في الهويات بـ"كامبري" على طريق بلجيكا.
إلا أن قوات الدرك الفرنسي لم تكن تدرك أنه ملاحق إلا في وقت لاحق وبعد فوات الأوان، ولا يزال صلاح مختفيا منذ أن قدم شريكان له من بلجيكا لتهريبه إلى الخارج.
في غضون ذلك، اعتقد المحققون أن المشتبه به قد يكون موجودا في "مولنبيك" مكان وجود الأخوين عبد السلام في بروكسل، حيث يملكان حانة.
جدير بالذكر أن عمليتين أمنيتين جرتا في هذا الحي الشعبي في بروكسل، لكن دون العثور على صلاح.
وظهر اسم صلاح عبد السلام بسرعة في إطار التحقيقات في الهجمات، وهو فرنسي ولد في بروكسل ويعيش في بلجيكا، وعمره 26 عاما، وقد استأجر سيارة "رينو" وأخرى من "فولكسفاغن بولو" استخدمتها المجموعة التي هاجمت مسرح باتاكلان، كما استخدمت بطاقة صلاح المصرفية لتسديد فواتير غرفتين في منزل بالقرب من باريس؛ حيث أقام المهاجمون قبل الاعتداءات.
وإلى جانب دوره في المساعدة اللوجستية، يعتقد المحققون أنه قد يكون من أفراد المجموعة المسلحة التي أطلقت النار على زبائن في مطعم في وسط باريس، وقد شارك شقيقه إبراهيم عبد السلام، 31 عاما، في هذه الهجمات قبل أن يفجر نفسه في مطعم.
يذكر أنه تم إيقاف شخصين، وهما محمد عمري، 27 عاما، وحمزة عطو، 20 عاما، يشتبه بأنهما شريكان لـ"صلاح"، حيث أكد الطرفان أنهما أوصلا المشتبه به الأساسي إلى بروكسل، لكن أقوالهما تختلف حول مكان صلاح.
وفي مولنبيك، وصف جيران صلاح عبد السلام بأنه حسن المظهر، ولم يوح يوما بأنه إسلامي متطرف يميل إلى الجهاد، مشيرين إلى أن إبراهيم وصلاح كانا يشربان الخمر بكثرة ويدخنان، لكنهما ليسا متشددين إطلاقا.
كما صرح صديق الأخوين عبد السلام أنهما كانا من هواة كرة القدم، ويسهران في الملاهي، ويعودان مع شابات.
جدير بالذكر أن صلاح عبد السلام أودع السجن عام 2010، إثر عملية سطو ورد فيها اسم أباعوض المدبر المفترض لهجمات باريس، الذي يتحدر من مولنبيك أيضا، حيث أفاد الخبير الفرنسي في الإرهاب "ماتيو غيدير" أن أباعوض لقن، على الأرجح، صلاح في السجن وسائل الالتفاف على أجهزة الأمن وجمع المعلومات.
يشار إلى أن الشرطة البلجيكية استجوبت مطلع عام 2015 الأخوين عبد السلام، اللذين كانا قد تبنيا التطرف، بتهمة الرغبة في التحول إلى سوريا، إلا أنهما لم يعتقلا لغياب أي أدلة أو تهديد.
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس الجمعة 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، سلسلة من الهجمات الانتحارية الدامية، فتحت أبواب التحقيقات والتخمينات على مصراعيها، وبقي لغز صلاح عبد السلام يحير المحققين، بعد أن تواردت أنباء عن هربه من فرنسا نحو بلجيكا؛ حيث يوجد في بروكسل على الأرجح.