خلفت المعارك الأخيرة غرب
درعا السورية، بين
جيش الفتح ولواء
شهداء اليرموك المتهم بمبايعة تنظيم الدولة؛ عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، فيما لا تزال هناك جثثت قتلى لكل طرف محتجزة لدى الطرف الآخر.
وفيما تركزت الدعوات على مطالبة "شهداء اليرموك" بتسليم عدد من الجثث لذوي القتلى، قال المحامي عبد المنعم الخليل، مدير مؤسسة يقين الإعلامية سابقا: "نحن نوجه نداء إنسانيا بلسان أمهات الشهداء الثكلى بأبنائهن..
وأضاف أن الأمهات "يناشدن الله وقادة شهداء اليرموك لإعادة جثث أبنائهن الذين قضوا نحبهم في المعركة الأخيرة بينهم وبين جيش الفتح، ولسان حالهن يقول لقد خطفت حربكم أرواحهم فاتركوا لنا جثثهم نودعها قبرا بجوار بيتنا، نزوره كل مساء ونقرأ الفاتحة لهم كل صباح"، بحسب قوله لـ"عربي21".
وفي المقابل، وجه مقربون من شهداء اليرموك انتقادات لهذه الدعوات،ـ بسبب ما أسموها "عدم الشفافية والمساواة"، بعدم مطالبة
النصرة وجيش الفتح لتسليم الجثث التي لديهما أيضا.
ويقول الخليل في هذا الصدد: "حسب المعلومات المتوفرة لدي، تم طلب الجثث من جبهة النصرة ووعدوهم مرار وتكرارا ثم تنصلوا من وعودهم، وحصلت بعدها مشادة كلامية قوية بينهم. ما بالنسبة للمناشدات الأخيرة فهي لجثة ابن بلدة معربة تحديدا".
من جهته، فضّل مصدر في المكتب الإعلامي لشهداء اليرموك عدم الإدلاء بأي تصريح لـ"عربي21" حول هذا الموضوع، مكتفيا بالقول: "وجهة نظرنا واضحة: ما في (لا يوجد) جثث"، على حد قوله.
وفي هذا السياق، أوضح ناشطون أنه في نهاية المطاف؛ جميع العائلات تريد جثث أبنائها، منتقدين جبهة النصرة التي هي برأيهم من سنت هذا الفعل بعد تسليم الجثث في الأشهر الماضية، وخصوصا في قضايا محكمة الكوبرا سابقا، التي أطلقت أحكاما وإعدامات بحق قياديين عسكريين، بينهم قائد المجلس العسكري في درعا، العقيد أحمد النعمة، وقائد "لواء الحرمين" شريف الصفوري، والقيادي بلواء "شهيد حوران" موسى الأحمد، دون تسليم جثث هؤلاء لعائلاتهم.
ويقول أحمد المسالمة، وهو ناشط إعلامي مقرب من شهداء اليرموك، إن هناك جثثا لقرابة 20 مقاتلا من شهداء اليرموك لدى النصرة، جراء المعارك في الأسبوعيين الماضيين، من بينهم أبو بلال، إعلامي اللواء.
وحول فرص قيام صفقة لتبادل الجثث بين شهداء اليرموك والنصرة، يقول المسالمة لـ"عربي21": "بالنهاية الاحتفاظ بالجثث لن يقدم ولن يؤخر من المعركة، وبالتأكيد الطرفان يريدان جثث عناصرهما، كما أن الأهالي يريدون جثث أبنائهم، ولا فائدة من أن يستمروا بالاحتفاظ بالجثث لديهم"، وفق قوله.