نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا، حول الحملة الشعواء التي يشنها المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكي، دونالد
ترامب، ضد المسلمين، في إطار سعيه لاجتذاب الناخبين من خلال استغلال مخاوفهم من ظاهرة الإرهاب.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن دونالد ترامب، بعد أن انتهى من هجماته العنصرية على المهاجرين، ركز خطابه في الفترة الأخيرة على معاداة المسلمين، حيث طالب في يوم الاثنين الماضي بأن "يتم منع دخول المسلمين للبلاد، سواء كانوا مهاجرين أو طلبة أو سياحا".
وأضافت أن ترامب وفريق حملته الانتخابية، يحاولون استغلال حادثة سان برناردينو للتحريض ضد المسلمين، من خلال الادعاء بأن "غالبية المسلمين يكنون مشاعر كراهية كبيرة تجاه الأمريكيين"، وهي ادعاءات باطلة ولا تستند إلى أية حجج واقعية، بحسب الصحيفة.
وبينت لوموند أن ترامب يتحجج في إطار مغالطاته، باستطلاعين للرأي تم نشرهما في أمريكا، حيث أن الاستطلاع الأول، الذي قام به "مركز بيو للأبحاث" في إطار دراسة أجراها في سنة 2011، يدعي ترامب بأنه أثبت أن نسبة كبيرة من مسلمي أمريكا عبروا عن كرههم للأمريكيين، ولكن الواقع أن تلك الدراسة أثبتت أن الغالبية العظمى من الجالية الإسلامية تنبذ التطرف وتخشى من تنامي ظاهرة الإرهاب في الولايات المتحدة.
أما الاستطلاع الثاني الذي أشار إليه ترامب فقد أجراه "مركز السياسات الأمنية"، وهي منظمة معروفة بنشرها للإسلاموفوبيا وتبنيها لنظرية المؤامرة. وقد نشرت هذه المنظمة أرقامها بناء على سبر آراء أجرته في ظروف غامضة، لا يحترم أبسط شروط المهنية، حيث تم إنجازه على شريحة صغيرة جدا لا تتجاوز 600 شخص، وبطريقة غير مباشرة عبر شبكة الإنترنت.
وأكدت الصحيفة أن الواقع هو أن الأمريكيين هم من يتخذون موقفا سلبيا من المسلمين وليس العكس، فقد بينت دراسة أجراها "مركز بيو للأبحاث"، الذي اعتمد ترامب على إحصائياته بطريقة انتقائية، أن غالبية المسلمين الذين يهاجرون للولايات المتحدة ينخرطون في نمط الحياة الأمريكي، بينما يفضل 20 في المئة فقط الانعزال عن المجتمع المحلي".
وأضافت الصحيفة في السياق ذاته أن هذه الدراسة بينت أن 74 في المئة من المسلمين يعتقدون أن العمل هو سبيلهم لتحسين أوضاعهم، و90 في المئة يؤمنون بحق المرأة في العمل، و68 في المئة لا يرفضون انخراط المرأة في الحياة السياسية. كما أن 46 في المئة من المسلمين راضون عن مستوى معيشتهم، في حين أن هذه النسبة تبلغ 38 في المئة فقط لدى عامة الأمريكيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن ثلث الأمريكيين في المقابل يرون أن المسلمين يرفضون الاندماج في مجتمعهم، كما أن استطلاعات أخرى أجريت في سنة 2014 بينت أن نظرتهم للإسلام أكثر سلبية من نظرتهم لأي معتقد آخر، حيث حصل الإسلام على 40 نقطة فقط، أي أقل من فكرة الإلحاد التي حصلت على 41 نقطة.
واعتبرت الصحيفة أن هذه المغالطات والأفكار المسبقة، هي التي يلعب عليها دونالد ترامب لزيادة شعبيته، من خلال استغلال النظرة السلبية للمجتمع الأمريكي تجاه المواطنين المسلمين، وتعميقها.
وأوردت الصحيفة أن الإحصائيات الدينية في الولايات المتحدة ليست ممنوعة كما هو الحال في فرنسا، وهذا مكن بعض مؤسسات البحث من إجراء استطلاعات تقدم فكرة حول مسلمي الولايات المتحدة، حيث أنه في سنة 2014، قدم 0.9 في المئة من المستجوبين الأمريكيين أنفسهم على أنهم مسلمون، أي حوالي 2.75 مليون مسلم.
كما أن نسبة 69 في المئة من المسلمين الأمريكيين يؤكدون أن الدين يحتل مكانة محورية في حياتهم، و65 في المئة يؤدون صلاتهم كل يوم، و47 في المئة يرتادون المؤسسات الدينية مرة كل أسبوع على الأقل. وهو ما يعني أن درجة التزامهم بمعتقداتهم توازي درجة التزام المسيحيين الكاثوليك.
وأضافت الصحيفة أن 70 في المئة من المسلمين يميلون نحو الحزب الديمقراطي، و11 في المئة فقط يساندون الجمهوريين. كما أن 65 في المئة منهم يعتبرون أنفسهم سنة، و11 في المئة ينتمون للمذهب الشيعي، والباقون يكتفون بتعريف أنفسهم بأنهم مسلمون.
وذكرت الصحيفة أن 37 في المئة من مسلمي أمريكا ولدوا في الولايات المتحدة، وأغلب هؤلاء هم من أبناء المهاجرين، ويتحدر 41 في المئة منهم من أصول شرق أوسطية، و26 في المئة من أصول آسيوية.
وأشارت إلى أن 81 في المئة من المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة يحملون الجنسية الأمريكية، رغم أن 70 في المئة منهم لم يولدوا في الأراضي الأمريكية. واعتبرت الصحيفة أن هذه النسبة هامة، إذا ما علمنا أن 47 في المئة فقط من مجموع المهاجرين الذين لم يولدوا في أمريكا حصلوا على الجنسية.