نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لإيان برل، حول احتمال إلغاء
أخبار القناة الرابعة، إن تمت
خصخصة القناة، وتساءل الكاتب في بداية التقرير: ماذا سنخسر إن تم إلغاء أخبار القناة الرابعة، نشرة الأخبار المسائية التي يقدمها جون سنو وكريشنان غورو-ميرثي وكاثي نيومان؟
ويجيب برل عن تساؤله قائلا: "سنخسر الكثير؛ لأن النشرة تجمع بين الاستقلالية والصيغة المطولة، التي تسمح بعرض السياق، وتسمح بالحوار أكثر من غيرها من نشرات الأخبار".
ويشير التقرير إلى أن النشرة نالت 28 جائزة هذا العام، بما في ذلك جوائز "روي بك" للأخبار، للقطات الفيديو التي صورها زمناكو إسماعيل حول الأزيديين الفارين من تنظيم الدولة. وجائزة "أمنستيى للأخبار التلفزيونية"، لفيلم جاكي لونغ من داخل معتقل يارلز وود، سيئ السمعة في المملكة المتحدة، "الذي يسجن فيه المهاجرون غير الشرعيين قبل ترحيلهم".
وتستدرك الصحيفة بأنه مع ذلك، فإن إلغاء أخبار القناة الرابعة أمر وارد جدا؛ بسبب رغبة الحكومة في خصخصة الشركة المالكة. وقد حذر المدير التنفيذي للقناة الرابعة ديفيد أبراهام من أنه منذ أن تمت مناقشة البيع فإن مشترين دوليين ومحليين بدؤوا بالتودد للوزراء.
وينقل الكاتب عن رئيس القناة اللورد بيرنز قوله إن الأخبار ستكون أول ضحية للملكية الخاصة للقناة. ويضيف: "ليس سرا أن أخبار القناة الرابعة لا تبدو جاذبة اقتصاديا، وتستطيع ملاحظة ذلك في غياب الإعلانات خلال الفواصل، ومن الصعب علي أن أرى أي مالك خاص يستطيع أن يقدم برنامج أخبار طوله ساعة كاملة في ذلك الوقت من اليوم، وبالمستوى ذاته الذي عليه البرنامج الآن".
ويلفت التقرير إلى أنه كان في غرفة الأخبار يوم الخميس الماضي شعور بالطامة القادمة. مشيرا إلى أن أخبار القناة تبث من استديوهات مصممة لها في بناية "آي تي إن" في شارع "غريز إن". ويعمل في النشرة فريق متعاون مؤلف من 130 شخصا، وتحتوي على شخصيات قوية "لدى (
بي بي سي) جيش من المحررين، يبلغ عددهم سبعة آلاف محرر".
ويقول برل: "لقد علمت بأن سنو طلب تقصير شجرة عيد الميلاد المعروضة في صالة (آي تي إن) بمقدار خمسة أقدام؛ كي لا تظهر في خلفية الأخبار؛ لأن ظهور الشجرة يمس بنزاهة الأخبار التي تبث للمشاهدين بمعتقداتهم المختلفة".
وتورد الصحيفة نقلا عن غورو-ميرثي قوله إن أخبار القناة الرابعة، التي تأتي بعد أخبار الـ "بي بي سي" والـ "آي تي في" المسائية، تهدف إلى إعطاء المشاهد شيئا مختلفا، على سبيل المثال، مقابلات حصرية، مثل المقابلة التي استطاع بريان ويهلان ترتيبها مع زعيم (بيغيدا) اليميني المتطرف. ولدى غورو-ميرثي مقابلة مسجلة مع كبير الخبراء الاستراتيجيين في الحرب على تنظيم الدولة بريت ماكغيرك. واشتهر هذا المقدم بأسلوبه القوي في مقابلاته، من روبرت داوني جونيور (الذي خرج من الاستوديو) إلى جيرمي كوربين.
ويقول غورو-مثرثي: "من العدل القول إن كل الألوان السياسية المختلفة تتعامل معنا بكم لا بأس به من الحذر، فمقابلتي مع كوربين كانت الأولى منذ ترشحه لرئاسة الحزب، التي وصل فيها إلى نقطة فقدان أعصابه".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن القناة انسحبت من إجراء مقابلة مع الأمير تشارلز، عندما تقدم القصر بعقد من 15 صفحة، يشترط دورا في تحرير المقابلة، والموافقة على الإنتاج النهائي قبل البث.
وينقل الكاتب عن المراسل أليكس ثومسون، الذي أجرى المقابلة مع زعيم "بيغيدا" (وهو جندي سابق يسمي نفسه تيم)، قوله إنه ببث المقابلة قد تكون هناك مسألة عدم التزام، فمن ناحية تقنية "تعطي 3 دقائق و12 ثانية لحزب، وليس هناك رأي مقابل"، وقد طلب من المحرر مشاهدة اللقطات، ولكنه يقول إن تيم لم يكن متحدثا جيدا، وإن المساحة التي أعطيت له هي بما يشبه "إعطاءه ما يكفي من الحبل ليشنق نفسه"، فهو يدعي أنه يمثل حزبا معتدلا، وفي الوقت ذاته يدعو إلى منع هجرة المسلمين وبناء المساجد لمدة خمس سنوات. وكان أن استقال تيم من زعامة الحزب في عطلة نهاية الأسبوع، بعد تلك المقابلة.
ويقول برل عن الدعاية خلال الحرب إنه "على وسائل الإعلام أن تكون حذرة من الدعاية، كما يذكرنا العدد الجديد من "مجلة تاريخ الحرب بفضح الخرافة" بأن الجنرالات البولنديين نشروا فرسانا هجموا على الدبابات النازية في الحرب العالمية الثانية، وقد أصبحت هذه القصة التقليدية حقيقة مقبولة، لدرجة أنها ذكرت في مسلسل (آي تي في) الوثائقي (وورلد أت وار)".
وتذكر الصحيفة أنه "تم تثبيت القصة بعد أن تمت دعوة عدد من الصحفيين الإيطاليين لزيارة ميدان حرب في كروجانتي، وفيه قتلى من فرسان الجيش البولندي وخيول مقتولة، وتم إخبار الصحفيين بأن الفرسان هجموا على الدبابات. لكن الواقع هو أن فرسان الجيش البولندي حاربوا من مسافة، حيث كانوا يطلقون النيران من بنادقهم المضادة للدبابات، ولكن الحديث عن الهجوم على الدبابات ناسب النازيين ليظهروا غباء البولنديين. ولا نزال نتعرض لمثل هذه الدعاية من أفلام تنظيم الدولة إلى دعايات مبيعات الأسلحة عالميا".
وينوه التقرير إلى أهمية الوعي الديني لدى الإعلام، مذكرا كيف سخر الإعلام من عمر بكري محمد، الذي أطلق عليه لقب "آية الله توتنهام"، الذي أسس حركة المهاجرين، وكيف تأثر عدد كبير من الشباب المسلمين بأفكاره. مشيرا إلى أنه في برنامج القناة الرابعة حول النساء المؤيدات لتنظيم الدولة في
بريطانيا، أشارت إحداهن إلى عمر بكري بـ"شيخنا".
ويجد الكاتب أن "المشكلة تكمن في كون الإعلام كثيرا ما يصور المسلمين جميعا على أنهم تهديد إرهابي، والمسيحيين على أنهم متخوفون من المثلية والبوذيين والهندوس كونهم معلمي يوغا، ولذلك نحتاج حتى في ثقافة (الساوندبايت) إلى المزيد من الثقافة العالية".
وتختم "إندبندنت" بالإشارة إلى أن التقرير، الذي يصدر اليوم عن لجنة المعتقدات الدينية في الحياة العامة البريطانية، سيبرز الفرق الشاسع بين الإعلاميين وما يتصور عن "قلة دينهم"، والمؤسسات الدينية التي تعاني من "غياب الثقافة الإعلامية". مشيرة إلى أن التقرير يمتدح الـ"بي بي سي"، ويقترح أن يتوسع تقديم برنامج راديو "بي بي سي 4" (خاطرة اليوم)، ليشمل من لا دين لهم، خاصة أن 49% من البريطانيين يقولون إنه لا دين لهم.