هل تمثل رسالة نتنياهو تهديدا أم محاولة لكبح جماح بعض أعضاء حزبه؟ - أرشيفية
كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عبر تسجيل مسرب من إحدى جلسات حزب الليكود، تأكيد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن "إسرائيل باستطاعتها هدم المسجد الأقصى بسهولة لو أرادت ذلك".
الخطورة البالغة
وأوضحت الإذاعة، أن نتنياهو قال خلال اجتماعه بأعضاء الكنيست عن حزب الليكود اليميني الذي يرأسه: "من السهل على إسرائيل أن تهدم ثالث أقدس الأماكن في الدين الإسلامي، لإجبار الفلسطينيين الإرهابيين على وقف عمليات الطعن والدهس التي ينفذونها ضد المواطنين الإسرائيليين الأبرياء، انتقاما من استمرار اقتحام المستوطنين اليهود لباحات المسجد الأقصى، تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية"، بحسب التسجيل.
واستدرك نتنياهو بقوله: "لكننا لا نريد هدم الأقصى، لأن هذا يتعارض مع مبادئ إسرائيل المتسامحة والمسالمة تجاه الأديان"، وفق زعمه.
من جانبه، حذر مسؤول ملف القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني، النائب أحمد أبو حلبية، من "الخطورة البالغة لتصريحات المجرم الصهيوني نتنياهو"، مؤكدا أنها "تحمل في طياتها أخطارا كبيرة جدا تحدق بالمسجد الأقصى المبارك".
وأوضح لـ"عربي21"، أن الاحتلال الإسرائيلي "يراهن على هدم المسجد الأقصى المبارك؛ بواسطة زلزال صناعي يؤدي إلى انهيار كبير في بنيانه، خاصة وأن الحفريات التي يقوم بها الاحتلال أسفل الأقصى وفي محيطه كبيرة ومتشعبة"، وفق تأكيده.
استخفاف واضح
وأضاف أبو حلبية، الذي يرأس مؤسسة القدس الدولية: "حينما يطلق قادة العدو الصهيوني هذه التصريحات في ظل الأوضاع الراهنة والصعبة التي تعيشها الأمتان العربية والإسلامية، فهذا يدل على استخفاف واضح واستهتار كبير على كل المستويات والأصعدة"، لافتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي: "لا يأبه بأي اتفاقيات مع السلطة الفلسطينية، ولا يهتم بدول الجوار العربية ولا يقيم لها وزنا".
وقال: "من هنا تكمن خطورة هذه التصريحات"، معربا عن استنكاره لموقف المؤسسات الدولية تجاه ما يخطط للمسجد الأقصى من قبل أذرع الاحتلال المختلفة.
كما أشار النائب أبو حلبية إلى عدم رضاه عن أداء السلطة الفلسطينية؛ لأنها، كما قال: "مقصرة في تفعيل البعد القانوني والقضائي في ملاحقة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال، وذلك لما يرتكبون من جرائم بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة والمقدسيين".
وحول فكرة هدم المسجد الأقصى لدى الاحتلال الإسرائيلي، أكد المختص والمتابع للشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أن الاحتلال الإسرائيلي "يسعى بشكل حثيث إلى بناء هيكله المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك"، لافتا إلى أن فكرة هدم الأقصى "واردة بشكل كامل عند اليمين الإسرائيلي المتطرف"، وفق قوله.
البقرة الحمراء
وأضاف لـ"عربي21": "الفكر الأصولي اللاهوتي في العهد القديم يأمر بهدم المسجد الأقصى شئنا أم أبينا"، مؤكدا وجود "نحو 30 مؤسسة ومنظمة صهيونية كبيرة، تمتلك أموالا ضخمة، تعمل وتخطط لأجل تنفيذ هذا الاعتقاد اللاهوتي، ومن أكبر الداعمين لتلك المؤسسات هي الجاليات اليهودية الأمريكية"، وذكر منها "أمناء من أجل الهيكل"، و"منظمة طلاب من أجل الهيكل"، و"منظمة إعادة بناء الهيكل"، و"منظمة أمناء الهيكل" و"منظمة عائدون إلى جبل الهيكل".
وأوضح جعارة أن الاحتلال "يجهز الآن الملابس الخاصة بكهنة الهيكل، ويجمعون الحجارة الخاصة الكبيرة والصغيرة؛ التي تنطبق عليها مواصفات الهيكل التي وردت في صموئيل الأول والثاني"، مضيفا: "يشرفون الآن على مزارع الأبقار من أجل انتظار البقرة الحمراء"، وفق تعبيره.
وقال: "كل هذه التجهيزات وغيرها؛ مقدمة حقيقية لهدم الأقصى، وإقامة الهيكل المزعوم"، مذكرا بمطالبة الضابط الإسرائيلي المتطرف، جرشون سولومون وزير دفاع الاحتلال الأسبق موشيه ديان؛ بهدم الأقصى، بعد سيطرة الاحتلال على المسجد الأقصى واحتلاله في حرب حزيران 1967، لكن "ديان رفض هذا الطلب"، كما أوضح.
وقام سولومون بعد حرب حزيران، بتأسيس "حركة دينية يهودية إسرائيلية يمينية متطرفة مقرها مدينة القدس المحتلة، وأطلق عليها "جماعة أمناء الهيكل"، بحسب جعارة.