أثارت دعوة غريبة أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لتبادل القبلات بين الطلبة والطالبات داخل
جامعة القاهرة، جدلا شديدا في
مصر.
وكان طلاب أطلقوا دعوة لتنظيم ما أسموه "مهرجان البوسة" -القبلة- ليتواكب مع احتفالات رأس السنة واستقبال العام الجديد، على أن ينظم في ساحة كلية التجارة.
وعلى الرغم من غرابة الحدث على المجتمع المصري، إلا أنه نجح في جذب قرابة 4 آلاف شخص أكدوا عزمهم المشاركة فيه، كما أبدى نحو 6 آلاف شخص اهتمامهم بمتابعة الحدث.
حاجة شايفينها صح!
وكتب منظمو الحدث في الدعوة له على "فيسبوك": "هنعمل حاجة إحنا شايفينها صح، إننا ندعى كل اتنين مرتبطين أو مخطوبين عشان يعبروا عن حبهم لبعض، سواء من خلال هدية، أو أقل حاجة ممكن تتعمل للإنسان اللي بنحبه، وهي البوسة على خده، محدش هيقدر يمنعنا، إحنا هنرفع شعار "إنهي 2015 ببوسة لأغلى حد عندك".
وأضافوا: "حتى لو من بعيد، هننهي السنة ببوسة لبعض، تعبيرا عن الحب لأقرب وأعز الناس علينا، هنستناكوا يوم 31 ديسمبر، وسيبك من التفكير الرجعي وأصحابه".
وأثار الحدث جدلا كبيرا؛ حيث دشن نشطاء هاشتاج جديد باسم #جامعة_القاهرة احتل مرتبة متقدمة بين أكثر الهاشتاجات تداولا في مصر، وجاءت أغلب التعليقات عليه مهاجمة للفكرة التي تتعارض مع تقاليد المصريين.
وقال أحد المعلقين: "مهرجان البوس في جامعة القاهرة وصمة عار علينا حتى لو كان افتكاسة، إحنا عدينا القاع بمراحل"، وأضاف آخر: "قمة قلة الأدب والانحطاط بجد، البوس بقى حرية؟ فين القيم والأخلاق".
وقال الناشط عبدالله الشريف: "إقامة مهرجان "للبوس" في جامعة القاهرة.. لسه يا ما هانشوف انبهارات!!"، أما محمد نصر فقال: "قشطة.. ممكن مهرجان الجواز العرفي كمان من فضلك؟".
وقالت منى زكريا: "أنا بصراحة مشوفتش سفالة ولا قذارة أكتر من كده، شباب بيدعي لمهرجان قذر ويوم لقلة الأدب في الجامعة، بلد بيحكمها يهودي منتظرين إيه؟".
وكتب آخر: "مصدوم من المتخلفين اللي عملوا فكرة ايفنت البوس، يعنى أنت ترضى أختك تتباس عادى؟ ده قمة القرف".
الجامعة مراقبة بالكاميرات
وفي أول تعليق رسمي على هذه الدعوة، قلل جابر نصار رئيس جامعة القاهرة من أهمية الحدث، وأكد أنه لا قيمة له، كما استبعد أن ينجح الطلاب في تنظيمه داخل الجامعة.
وأوضح نصار -في تصريحات صحفية- أن الجامعة مراقبة بالكاميرات التي ترصد كل ما يدور بداخلها، وأن أي طالب سيرتكب أي مخالفة للأخلاق أو القانون سيواجه لعقوبات رادعة تبدأ بالفصل النهائي من الجامعة، مشددا على أن طلاب جامعة القاهرة يتمتعون بالأخلاق الفيعة، ولن ينساقوا وراء تلك المهاترات الصبيانية، على حد قوله.
كما أكد محمد مرتضى، رئيس اتحاد كلية التجارة، أن الاتحاد سيقوم بشكوى رسمية لعميد الكلية ضد مطلقي الدعوة، مشيرا إلى أن الحساب الوهمي الذي أنشأ الحدث على "فيسبوك" قد يكون وراءه شخص من خارج الجامعة، أما إذا كان أحد طلاب الجامعة فسيتم محاسبته وتوقيع عقوبة رادعة عليه.
وشدد أمين اللجنة الثقافية في اتحاد طلاب كلية التجارة عمرو البجيرمي على أن الدعوة لهذا الحدث غير حقيقية، مشيرا إلى أن هذا الأمر غير مقبول أخلاقيا في دولة عربية وإسلامية مثل مصر.
وأوضح البجيرمي أن عدم صدور بيان رسمي من الجامعة لنفي صحة هذه الدعوة، يؤكد أن الأمر برمته هزلي وغير جاد، ويهدف فقط إلى إثارة الجدل، ولا يستحق كل هذه الضجة المثارة حوله.
الدعوة تنتشر
وبعد الهجوم الشديد عليه، اضطر الطالب الذي أطلق الدعوة في جامعة القاهرة إلى إغلاق حسابه على "فيسبوك"، كما تم إغلاق الصفحة الخاصة بالدعوة للحدث بعد غلق الحساب المنظم لها.
وبعد ساعات من نشر الدعوة لمهرجان "البوسة" داخل جامعة القاهرة، انتشرت الدعوة في أماكن أخرى؛ حيث أطلق طلاب في جامعة السادات بمحافظة المنوفية دعوة مماثلة لمهرجان "البوس".
وأعرب طلاب السادات عن غضبهم من غلق الصفحة الخاصة بمهرجان جامعة القاهرة، وأكدوا أن هذه الخطوة تعدّ تعديا على الحريات.
وكتب مطلقو الدعوة: "الناس اللي بنشغل برنامج العلم والإيمان، ياريت محدش ييجي منهم هنا علشان مفيش إنسان كامل".
يشار إلى أن جامعة القاهرة اتخذت قرارا بمنع الصلاة في الزوايا والمساجد الصغيرة داخل الجامعة، بحجة محاربة الأفكار المتطرفة، كما هدمت مسجد كلية التجارة؛ لإجبار الطلاب على الصلاة في مسجد واحد فقط تم بناؤه مؤخرا.