هذه ليست دعابة.. هذا هو مانشيت إحدى أكبر الصحف
المصرية، وهي صحيفة "الأخبار"، الصادرة الاثنين 21 كانون الأول/ ديسمبر 2015، إذ تصدَّرها مع صورة لرئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي خلال اجتماعه بمُساعِده للمشروعات القومية والاستراتيجية، إبراهيم محلب، ووزير النقل سعد الجيوشي.
ويدل المانشيت - وفق مراقبين - على مدى "الهُزال" الذي أصاب آلة الدعاية الإعلامية للسيسي، فلم تجد هذه الصحيفة التي يرأس مجلسي إدارتها وتحريرها الذراع الإعلامية للسيسي، "ياسر رزق"، إنجازا للسيسي يستحق الدعاية له، والاحتفال به، سوى هذا الإنجاز الكبير: استجابته لأهالي الجيزة، وتوجيهه الحكومة لحل مشكلة انقطاع المياه هناك.
هذه المشكلة التي تدخل ضمن مسؤوليات مسؤولين تنفيذيين تحت إمرته، ورئيس شركة المياه الحكومية، ومسؤولي المحليات بالمحافظة، والمحافظ نفسه، فضلا عن وزير التنمية المحلية، ورئيس الوزراء.. إلخ، بينما ينبغي على رئيس الدولة الانصراف إلى الشؤون الأكثر أهمية من ذلك.. ليس تقليلا من حجم المشكلة، ولكن تحديدا للاختصاصات، وتوزيعا للأولويات.
لكنها الدعاية التي ليس له مثيل في صحافة العالم، باسثتناء صحف الدول الشمولية، كما أنها دعاية لم تتكرر سوى أيام الحكم العسكري للراحل جمال عبدالناصر، في ستينيات القرن الماضي، علاوة على ما بعدها في عهدي السادات ومبارك، بدرجة أقل.
وقد واصلت الصحيفة مسلسل الإدهاش بمانشيت آخر أسفل الصورة نفسها للسيسي، لكن الإنجاز هذه المرة لرئيس الوزراء شريف إسماعيل، بمانشيت آخر يقول: طرح 350 سيارة للشباب لتوزيع السلع الغذائية الأحد القادم.
زيادة استثمارات التنقيب عن النفط والغاز
"الأهرام" شاركت "الأخبار" احتفاءها الدعائي، لكنها اختارت تسليط الضوء على استقبال السيسي وزراء وممثلي منظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك)، فتصدَّرها صورة السيسي خلال استقباله وزراء النفط العرب.
لكنها خرجت بمانشيت، ينطوي على غموض، قال: "زيادة استثمارات التنقيب عن النفط والغاز.. الرئيس: مصر ترحب بالتعاون العربي في مجالات الطاقة".
ولم تحدد الأهرام "زيادة استثمارات التنقيب عن النفط والغاز"، أين وبكم ومتى؟ تاركة الأمر للقارئ كي يفهم ما يفهم من الجُمل، معتبرة أن العبارات الإنشائية للسيسي كافية في هذا الصدد، فيما يبدو (!)
فقالت "الأهرام" في التفاصيل إن السيسي أكد أهمية وحدة الصف العربي، والتكاتف من أجل التغلب على التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وفي مقدمتها الإرهاب الذي يلقي بظلاله السلبية على الأوضاع الاقتصادية للدول، والشعوب العربية.
وأضافت الأهرام أن السيسي رحب ـ خلال استقباله أمس وزراء وممثلي منظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك) ـ بمشاركة الشركات العربية في مجال البحث والتنقيب عن النفط والغاز في مصر، أخذا في الاعتبار الإمكانات الواعدة في هذا القطاع، التي حدت بالعديد من الشركات الأجنبية العاملة في مصر إلى زيادة استثماراتها.
وبحسب "الأهرام" أيضا: "أشار الرئيس إلى ترحيب مصر بتوثيق التعاون مع أشقائها العرب في مجالات الطاقة والنفط، منوها إلى أهمية تعظيم الاستفادة من الإمكانات الكبيرة للبنية التحتية التي تتمتع بها مصر في هذا المجال، سواء من حيث إمكانية التخزين بالموانئ على البحرين الأحمر والمتوسط وتوافر محطات الإسالة ومعامل التكرير".
هذا هو مانشيت "الأهرام"، ومحتواه كله.. مجرد "ترحيب من السيسي بمشاركة الشركات العربية في مجال البحث والتنقيب عن النفط والغاز في مصر، أخذا في الاعتبار الإمكانات الواعدة في هذا القطاع"، وهو ما خرجت منه "الأهرام" بمانشيتها السابق: "زيادة استثمارات التنقيب عن النفط والغاز"(!)
الحكومة تبدأ "انتفاضة المرافق"
وشاركت في هذا المهرجان الدعائي المبالغ فيه، صحيفة "الوطن"، التي أقامته هذه المرة للحكومة، فقالت مع صورة ل"شريف إسماعيل خلال اجتماعه بلجنة الخدمات في مجلس الوزراء أمس"، وبمانشيت أحمر على ثمانية أعمدة: "الحكومة تبدأ "انتفاضة المرافق".. السيسي يوجه بحل أزمة "انقطاع المياه".. و3 محطات كهرباء بـ10 مليارات جنيه.. و"نصر": 45 مليون دينار كويتي لـ"الصرف".
وفي التفاصيل قالت "الوطن": "تسعى الحكومة لإنقاذ قطاع المرافق والبنية التحتية من الانهيار، من خلال الاتفاق على تنفيذ مشروعات في مجالات المياه والكهرباء والصرف الصحي، كما تسعى للحصول على قروض لتمويل هذه المشروعات.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكومة بالتحرك العاجل لحل أزمة انقطاع المياه لفترات طويلة بمنطقة الهرم بالجيزة، التي تسبب فيها التوسع العمراني خلال السنوات الماضية إلى التأثير سلبيا على الاتزان المائي للشبكة"، بحسب المكتب "الإعلامي للرئيس"، الذي أضاف في بيان له أمس أنه تقرر الانتهاء من تنفيذ خط قطر 1000 مم من محطة مياه 6 أكتوبر الجديدة بمعرفة الجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي، لتدعيم هذه المنطقة بكمية 100 ألف متر مكعب يوميا"، بحسب "الوطن".
ليلة سقوط "دعم مصر"
واهتمت صحف الاثنين، تاليا، بزلزال التفكك الذي ضرب ائتلاف "دعم مصر"، الذي يمثل الظهير السياسي للسيسي في مجلس النواب المزمع انعقاده قبل نهاية الشهر الحالي، وذلك بعد إعلان أحزاب شتى عدم المشاركة فيه داخل البرلمان، وإن بقيت تلك الأحزاب وأعضاؤها باقين على ولائهم للسيسي، وخضوعهم له.
وأبرزها أحزاب: "المصريين الأحرار"، ومستقبل وطن" و"الوفد"، وهي الأحزاب الفائزة بالأكثرية النسبية داخل البرلمان، فضلا عن المستقلين، الذين يمثلون أكثرية أخرى جاءت بها الانتخابات.
وتحت المانشيت السابق، قالت "اليوم السابع": "تبخر حلم تشــكيل ائتلاف "دعم مصر" للأغلبية المطلقــة بمجلــس النــواب، وتواصلــت الضربــات القاضية التي تلقاها التحالف المُشــكل من قائمة "في حب مصر"، بانســحاب حزب "مستقبل وطن" الذى يحل ثانيا في ترتيب القوى الحزبية بالبرلمان، بجانب رفــض حزب "الوفد" الانضمــام.
وبذلك تكون الأحــزاب الثلاثة الكبــرى في المجلــس (المصريين الأحــرار ومســتقبل وطن والوفــد) خــارج الائتلاف، إضافــة إلى حزب النــور والمســتقلين، الذين رفضوا الانضمام، وهو ما يعني عدم اســتطاعة "التحالف" الحصول على ثلثي مقاعد المجلس"، وفق "اليوم السابع".
ومع صورة "جانب من احتفالات "مستقبل وطن" بنوابه الجدد أمس"، بدا فيها هؤلاء النواب، وهم يحملون لافتة كبرى للسيسي، مع عبارة تقول: "نرى فيك مستقبل وطن"، قالت "الشروق"، في مانشيت أقل: "دعم مصر" يتعرض ل"نيران صديقة".. انسحاب مفاجئ لـ"مستقبل وطن".. و"الوفد" يرفض الانضمام.. و"الائتلاف" يعقد اجتماعا طارئا خلال ساعات.
الصورة نفسها أبرزتها صحيفة "الوطن"، في مانشيتها الثاني، قائلة: "الانشقاقات تضرب "دعم مصر".. "مستقبل وطن" ينسحب من التحالف و"الوفد" يتجه لتشكيل "هيئة مستقلة".
أما "الأخبار" فقالت: شرخ في "دعم مصر" بعد رفض "الوفد" وانسحاب "مستقبل وطن".
فيما قالت البوابة: "التكويش" على البرلمان.. خطيئة ائتلاف "دعم مصر".
تدخل عسكري بريطاني محتمل في ليبيا خلال أيام
هكذا غردت "الشروق" في مانشيتها بعيدا خارج الحدود، وتناولت هذا الموضوع الخارجي، وخصصت المانشيت الرئيس لما ذكرته صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية من أن اتفاق السلام الليبي الذي توصلت إليه الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من شأنه تعقيد الأمور أكثر، مرجحة حدوث تدخل عسكري خارجي قريب في ليبيا، أرجعته الصحيفة إلى الهلع، وليس التخطيط، وفق "الشروق".
ونقلت الصحيفة عن "أوبزيرفر" قولها: داعش وتهريب المهاجرين وحماية النفط.. أبرز أسباب تصدر ليبيا للأجندة الغربية".
وغير بعيد، قالت "الأخبار المسائي" في مانشيتها: مخطط أجنبي لإشعال 3 جبهات حدودية.. وتوريط مصر في حروب المياه.
داعش وإسرائيل يشعلان المنطقة
مع صورة سمير القنطار، وبهذا المانشيت، قالت "المصري اليوم" : "تل أبيب تغتال "القنطار" وتصعيد خطير مع "حزب الله.. الاحتلال يرد بالمدفعية على إطلاق صواريخ "كاتيوشا" من لبنان".
وفي التفاصيل قالت الصحيفة: "تصاعد التوتر الأمني بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني بما يهدد باندلاع حرب جديدة بينهما، بعد إعلان الحزب استشهاد القيادي به سمير القنطار، الذى كان مُعتقلا بإسرائيل لمدة 29 عاما، في غارة شنها الجيش الإسرائيلي على ريف دمشق".
وإلى جوار هذا المانشيت نشرت "المصري اليوم" إشارة - في قلب الصفحة الأولى، مع صورة نساء عراقيات - إلى حلقة ثانية من ملفها "المصري اليوم" في العراق"، تحت عنوان "أسرار سوق داعش لتجارة الصبايا.. نساء في قبضة الخلافة".. الضحايا يروين تفاصيل جرائم الاغتصاب والإجهاض وتوزيع الجواري على الأمراء.. نسرين شاهدتهم يعتدون على طفلة.. وبلقيس تنتظر عودة 50 من أسرتها".