أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة مؤازرة للأسير المحرر عمر نايف المقيم في
بلغاريا والمهدد بالترحيل إلى
إسرائيل بعد مطالبة الأخيرة السلطات البلغارية بتسليمه بدعوى هروبه من السجن قبل 20 عاما.
ونشرت الحملة هاشتاغا باسم "#خلوه_يعيش_بحرية" شارك فيه العديد من رواد مواقع التواصل لتشكيل ضغط يمنع من تسلميه إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وكان نايف أسيرا لدى الاحتلال عام 1986 بعد طعنه مستوطنا في البلدة القديمة في القدس المحتلة، لكنه استطاع الهروب من يد الاحتلال بعد تظاهره بالإصابة بمرض نفسي دفعهم لنقله إلى مستشفى في بيت لحم، ليتمكن من الفرار لخارج الأراضي الفلسطينية والتنقل بين دول عربية حتى استقر به المقام في بلغاريا.
وعقب عودة الاحتلال لملاحقته في بلغاريا الشهر الماضي قام نايف باللجوء إلى مقر السفارة الفلسطينية في بلغاريا للحيلولة دون تسليمه كونها أرضا تابعة للدولة، وليست تابعة للدولة المضيفة.
وطالبت السلطات البلغارية نايف بتسليم نفسه للبحث في قضية هروبه من سجون الاحتلال وسط مخاوف من قيامها بتسليمه تحت ضغط إسرائيلي.
وعلمت "
عربي21" أن مسؤولين في
السلطة الفلسطينية داخل السفارة في بلغاريا يمارسون نوعا من الضغوط على نايف من أجل تسليم نفسه للبلغاريين وفق ترتيبات خاصة.
تداعيات خطيرة
وفي تصريح لــ"
عربي21" أعرب رئيس المنتدى الأوروبي الفلسطيني من لندن زاهر البيراوي عن قلقه من أن تفتح بلغاريا إن تمكنت من نايف وسلمته للاحتلال الباب لقيام دول غربية بتسلم أسرى آخرين محررين بحجج لن تنتهي".
وأشار نقلا عن قيادي في حركة فتح إلى أن السلطات البلغارية طلبت من السفارة تسليم نفسه وفق ترتيبات معينة، ويقصدون بها اتفاقا بين بلغاريا وإسرائيل يقضي بترحيله للأخيرة دون إعادته إلى السجن.
وقال البيراوي إن "إسرائيل تستغل دول أوروبا الشرقية التي تعاني من فوضى وضعف في القوانين وتمارس الضغوطات والإغراءات عليها من أجل الحصول على الأسرى المحررين بحجة مخالفة شروط الإفراج عنهم أو هروبهم من سجونها".
وأشار إلى أن قضية نايف "هي قضية مقاوم تمكن من الإفلات من سجون احتلال، وليست سجون المجرمين والجنائيين فهو لم يسجن بسبب جريمة ارتكبها إنما سجن لأنه كان يقاوم احتلال انتهك كل المحرمات ضد وطنه".
الشعبية تحذر السلطة
بدورها حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السفارة الفلسطينية في بلغاريا من "تسليم المناضل الفلسطيني عمر زايد النايف الى السلطات البلغارية بهدف تسليمه إلى دولة الاحتلال الصهيوني".
وحملت "الشعبية" في بيان صدر عنها اليوم السفير الفلسطيني بلغاريا أحمد المذبوح عن "كامل التداعيات السياسية وغيرها التي قد تنشأ عن مثل هذا القرار".
ووصفت هيئة الأسرى ملاحقة الاحتلال للمحرر نايف قرصنة دولية في ملاحقة أسرى محررين محذرة من أن نجاح الاحتلال في اعتقال نايف "سيشكل خطرا على الأسرى المحررين كافة في الخارج".
يشار إلى أن المحرر عمر نايف متزوج وله ثلاثة أبناء يحملون جميعهم الجنسية البلغارية.