أعلنت حركة "
طالبان"، عن رغبتها في بناء وإقامة علاقات جيدة مع مختلف دول العالم، بالرغم من تصنيفها "حركة جهادية"، لها ارتباطات بتنظيم القاعدة، المصنف على "لائحة الإرهاب" لدى مجلس الأمن.
وفي تصريح صحفي اطلعت عليه "
عربي21"، قالت "طالبان" إن "جميع أصحاب الرأي المنصفين يعلمون أن الإمارة الإسلامية حركة أفغانية بحتة، منذ نشأتها، قائمة على أساس الأصول الإسلامية والقيم الأفغانية والمسالمة".
وتابعت الحركة: "منذ اليوم الأول، كانت أحاديث زعامة الإمارة الإسلامية وكبار مسؤوليها، وبياناتها الرسمية تدور حول حل مشاكل الوطن الحنون أفغانستان ومتاعبه، واليوم أيضا تدور على المدار نفسه".
ونأت "طالبان" بنفسها عن التصريحات العدائية لدول العالم، حيث جاء في التصريح: "بلا شك أنه حين تظهر حركات جديدة في أي بقعة من العالم خاصة في حالات التشنج والاضطراب، فإن هناك بعض الشباب عديمي التجربة يطلقون تصريحات خلافا لأصول وسياسة الحركة والتي لا تمثل تلك الحركة بحال من الأحوال".
ونفت الحركة ضمنيا وجود أي نية للتراجع عن قتال الأمريكان، حيث قالت إن "المقاومة الجهادية في وجه الاحتلال، والحركة الإصلاحية في وجه الفساد، مطالب حقة وفقا للشريعة الإسلامية والفطرة الإنسانية والعقل السليم أيضا".
وأضافت أنه "أثبتت الحقائق التاريخية والتجارب البشرية أن القرارات والأحكام الصادرة خلافا للعدل والحكمة ليس فقط لا فرصة لنجاحها في الواقع، بل إنها تكون سببا لكثير من المشاكل والخراب والدمار، ولعل أنسب مثال لما قلنا هو القرار الجائر الصادر من رئيس أمريكا السابق جورج بوش الصغير لاحتلال أفغانستان، حيث أخلت الحرب التي شملت أفغانستان وأمريكا بثبات العالم كله".
وبعبارات مستحدثة على الحركات الجهادية، قالت "طالبان": "في العصر الحالي أصبحت الدنيا بمثابة قرية واحدة.. التبادل التجاري والقيم الاجتماعية والثقافية والعلمية المشتركة والتعاون في جوانب أخرى للحياة، من مطالب ومقتضيات العصر الحاضر".
وتابعت: "نحن ندعو إلى العلاقات الحميدة، بل إلى توسعة العلاقات مع جميع دول العالم بشمول الدول الإسلامية في ضوء المصالح الإسلامية والوطنية على أساس التفاهم".
وفي نهاية التصريح، استعرضت "طالبان" مقتطفات من كلمة أميرها الملا أختر منصور، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، التي دعا من خلالها لإقامة علاقات حسنة مع دول العالم، لا سيما الإسلامية منها.
يشار إلى أن حركة "طالبان"، ومنذ تعيين الملا أختر منصور أميرا لها خلفا للملا محمد عمر في تموز/ يوليو من العام الماضي، اتخذت نهجا جديدا يسعى للتقارب مع الدول العربية والإسلامية.