قالت صحيفة "الصندي تلغراف" البريطانية، إن البرنامج النووي
الإيراني سيغدو "بلا قيمة" إذا لم يكن هناك قنبلة نووية، مشيرة إلى أن
رفع العقوبات هو "اختبار تاريخي لنوايا إيران الحقيقية".
وأشار محرر الشؤون الخارجية في الصحيفة ديفيد بلير، إلى "أهمية الخطوات التاريخية التي حصلت السبت، والمتمثلة برفع العقوبات عن إيران والإفراج المتبادل عن السجناء، مقابل خفض مستوى الإنتاج النووي والتخلي عن القنبلة النووية التي كانت فخرا وطنيا".
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران فككت عدة مفاعلات كانت سببا لكوابيس، باستثناء واحد من أهمها، وهو مفاعل "آراك".
وأشار بلير إلى أن أكثر من تسعين بالمئة من الرؤوس النووية لا تبنى من اليورانيوم، بل من البلوتونيوم، وهو المتواجد في مفاعل "آراك" للمياه الثقيلة، في حين أوضحت الوكالة الدولية السبت أن إيران فككت قلب مفاعل "آراك" وملأته بالأسمنت، ما يعني أنه لا يمكن استخدامه مجددا، في خطوة لا يمكن التراجع عنها.
ووصفت صحيفة إيرانية متشددة خطوة التفكيك هذه بأنها "أكبر عملية تفكيك نووي بالعالم، دفنت سنوات من الدم والتعب للعلماء الإيرانيين تحت الأسمنت"، في حين اعتبر بلير أن هذه الخطوة يمكن أن ينظر إليها على أنها نموذج كبير لآلية تطبيق الدبلوماسية كبديل عن العمل العسكري.
ومقابل صب إيران للأسمنت على "درة تاج برنامجها النووي"، فإن إيران حصلت على فك قبضة العقوبات المشددة عليها، بحسب "التلغراف"، التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة لن تتعامل مع إيران مباشرة، لكنها لن تعاقب الدول على التعامل معها.
وتمتلك إيران ثاني مخزون من الغاز، وثالث مخزون من النفط في العالم، وأصبحت قادرة على جني مئات مليارات الدولارات من هذه الثروات الطبيعية، وستكون قادرة على فرد يديها على الأموال المجمدة من المبيعات السابقة للنفط، والتي يتوقع أن تصل إلى مئة وخمسين مليار دولار، سيطلق منها خمسة وخمسون.
ويطرح هذا الرفع تساؤلا: كيف سيتعامل رجال طهران المتشددون مع هذه الأموال؟ هل سيعطونها لأشباه نظام بشار الأسد وحزب الله والحوثيين في اليمن؟ أم سيستخدمونها لحل الإشكالات الداخلية والمطالب الاقتصادية الشعبية التي تصل إلى مئتي مليار دولار؟
وحتى لو تم الافتراض أن إيران ستستخدم تسعين بالمئة من دخلها لأهداف غير هجومية، فإن هذا يترك ما يقارب أربعة مليارات دولار (أي ثمانية أضعاف التمويل السنوي لحزب الله)، لمساعدة حلفاء النظام الإيراني.
وتجادل أمريكا، بحسب خاتمة مقال بلير، بأن تخفيض البرنامج النووي كاف لتبرير أي مخاطر يشكلها رفع العقوبات، في جدل تحول من مناظرات أكاديمية، إلى اختبار واقعي.