استعادت فصائل الثوار في
جبل التركمان، في ريف
اللاذقية، السيطرة على عدد من القرى والتلال التي خسرتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بعد معارك عنيفة خاضتها ضد قوات النظام يوم الاثنين.
وأكد علي شاهرلي، قائد كتيبة الظاهر بيبرس التابعة للفرقة الثانية
الساحلية، لـ"عربي21"، أنه تم التنسيق مع الفصائل المقاتلة بجبل التركمان لإطلاق معركة "رص الصفوف"، بهدف تحرير المناطق التي دخلتها قوات النظام "وإبعاد خطر سقوط جبل التركمان بشكل كامل، من خلال استرجاع مناطق مهمة كان دخلها عناصر النظام خلال وقت سابق من الشهر الماضي".
وقال شاهرلي: "بعد التمهيد المكثف من قبلنا بالأسلحة الثقيلة، تم اقتحام المواقع التي كان قد سيطر عليها النظام قبل أيام، وهي تلة بيت أبلق، وقرية عطيرة، وقرية الدرة، ودغدغان"، حيث اضطرت قوات النظام للانسحاب من هذه المناطق في أعقاب معارك استمرت عدة ساعات "قُتل خلالها العشرات من عناصر النظام، وتم واغتنام أسلحة وذخيرة"، بحسب قول شاهرلي.
ورأى أن مقاتلي
الجيش الحر "قلبوا موازين القوى" من خلال هذه المعركة، وقال إن المبادرة أصبحت بيدهم، وانتهت حالة الانهيار المتكررة في صفوفهم، بعد وصول مؤزرات من عدة فصائل، من إدلب وريف حماة، إلى ثوار الساحل في الأيام الماضية.
من جهته، ذكر مدير المكتب الإعلامي للفرقة الأولى الساحلية، فادي أحمد، أن الثوار تمكنوا من تدمير دبابتين لقوات النظام في محيط قرية عطيرة وفي محور الجب الأحمر بجبل الأكراد، وذلك باستهدافهما بصواريخ "تاو" المضادة للدروع.
وبيّن أحمد، في حديث "لـ"عربي21"، أن المعركة ستبقى مستمرة "حتى تحقق جميع أهدافها"، موضحا أن الثوار استغلوا الظروف الجوية التي ساهمت بتحييد سلاح الطيران الروسي، خصوصا أن قوات النظام تعتمد على الطيران الحربي الروسي بشكل كبير في معاركها بالساحل.
وذكر أنه تزامنا مع المعارك الجارية بجبل التركمان، تمكن عناصر الفرقة الأولى الساحلية من استعادة السيطرة على كل من قريتي دويركة وطعوما بجبل الأكراد المجاور، وقتل عدد من عناصر قوات النظام خلال تلك المعارك وأنه تم اغتنام أسلحة وذخائر، وفق قوله.
يذكر أن أبرز الفصائل المشاركة في معركة جبل التركمان الاثنين؛ هي الفرقة الثانية الساحلية، والفرقة الأولى الساحلية، وجبهة شام، والجبهة الشمالية، ولواء صقور الجبل، وجبهة النصرة، وكتيبة جبل الإسلام وكتائب أنصار الشام، إضافة إلى عدد من الفصائل الأخرى.
وكانت قوات النظام قد حققت تقدما في ريف اللاذقية منذ أن بدأ الطيران الحربي الروسي غاراته الجوية على قرى ريف اللاذقية، قبل حوالي 100 يوم، حيث تمكنت قوات النظام من السيطرة على العديد من القرى والبلدات في كل من جبلي الأكراد والتركمان، أبرزها بلدة سلمى الاستراتيجية في جبل الأكراد.