إلى جانب أنواع
التعذيب المعهودة، يجبر السجناء
السنة في سجن
الناصرية في
العراق؛ على حضور حلقات "تثقيفية" حول التشيع مع وعود بإطلاق سراحهم أو تخفيف مدة حكمهم، فيما يتعرض من يرفض ذلك للتعذيب، بحسب ما نقله مركز بغداد لحقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان ببريطانيا عن سجناء من داخل السجن، فيما يتصاعد التعذيب مع سقوط قتلى من المليشيات الشيعية، وفق ما رواه سجين لـ"
عربي21".
وبشكل عام، يشتكي المعتقلون السنة في العراق من تعرضهم للعديد من أنواع التعذيب خلال فترات اعتقالهم، لإجبارهم على الإدلاء باعترافات بأعمال لم يرتكبوها، كالقيام بعمليات مسلحة ضد القوات الحكومية والانتماء للجماعات المسلحة، فيما يتم اعتماد الاعترافات المنتزعة تحت التعذيب أمام القضاء العراقي.
عبد الله، أحد السجناء السنة القابعين في سجن الناصرية المركزي، تحدث لـ"
عربي21" عبر الهاتف قائلا: "أنا محكوم بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة كيدية من قبل مخبر سري، ونحن نتعرض لمختلف أنواع التعذيب الجسدي والإذلال وانتهاك للكرامة، بشكل يومي، من قبل حراس السجن".
وذكر عبد الله أن المعتقلين يتعرضون للصعق بالكهرباء، والضرب المبرح، والإيهام بالغرق، مضيفا: "كلما وقع قتلى من مليشيات الحشد الشعبي في معاركهم ضد تنظيم الدولة تكون شدة التعذيب أكثر، فحراس السجن يقومون بتعذيبنا ثأرا وانتقاما لقتلى المليشيات".
وتحدث عبد الله لـ"
عربي21" عن حدوث حالات وفاة للعديد من السجناء، بسبب تعرضهم للتعذيب الشديد، كما أن السجانين "لا يسمحون لنا بإجراء الاتصال مع أقاربنا إلا بعد أن ندفع لهم مبالغ كبيرة، ومن ثم يقومون بإعطائنا هواتف سرا من قبل بعض الحراس من أجل الاتصال"، وفق قوله.
ولفت عبد الله إلى أن السجناء يتعرضون لضغوط كبيرة لإجبارهم على اعتناق المذهب الشيعي، مع وعود بأنه حال اعتناقهم المذهب الشيعي سيتم إطلاق سراحهم أو تخفيف مدة حكمهم وأن يتجنبوا التعرض للتعذيب، بحسب الوعود الممنوحة للسجناء.
وفي حديث مع أبي عادل الذي فقد أحد أبنائه، يقول: "وردني بلاغ من إحدى الدوائر الأمنية العراقية أنه يتوجب علي الحضور لاستلام جثة ابني عادل، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما بتهمة الإرهاب"، مبينا أنه بعد تشريح الجثة في دائرة الطب العدلي اتضح أنها تعرضت للضرب والصعق بالكهرباء، ما تسبب بكسور في الجمجمة ثم وفاته، في حين يقول التقرير الذي أعده الكادر الطبي في السجن أن القتيل تعرض لسكتة قلبية تسببت بوفاته.
وأضاف أبو عادل لـ"
عربي21": "لقد تقدمت بشكوى ضد مسؤولي السجن في المحاكم العراقية، ولكن دون جدوى، وتلقيت تهديدا بالقتل ما لم أغلق ملف هذه القضية".
وأوضح أن ابنه كان يشكو دائما من سوء المعاملة وتعرضه للتعذيب والضرب من قبل القائمين على السجن، حاله كحال آلاف السجناء السنة الذين يعانون من التعذيب والإذلال وسوء المعاملة في هذه
السجون، على حد قوله.
ويعد سجن الناصرية من أكبر السجون في العراق، إذ يضم بداخله نحو 10 آلاف معتقل، بحسب تقارير سابقة. ويقع في صحراء الناصرية التابعة لمحافظة ذي قار، وكان قد برز بعد أحداث العاشر من حزيران/ يونيو 2014، حيث تم نقل آلاف السجناء من سجن الحوت وأبو غريب والشعبة الخامسة إليه، بسبب التهديد الذي تعرضت له هذه السجون وقربها من مسرح العمليات العسكرية وهجمات تنظيم الدولة.