ترى صحيفة "الغارديان" البريطانية أن
إيران لم تتغير أبدا بعد بدء تطبيق الاتفاق
النووي، ورفع العقوبات عنها.
وتعلق الصحيفة في افتتاحيتها على زيارة الرئيس الإيراني حسن
روحاني، قائلة إن زيارته الأخيرة إلى أوروبا كانت تعبيرا عن رغبة إيران بالتخلص من وضع الدولة المنبوذة، ورغبتها باستئناف العلاقات التجارية والمالية مع الدول الغربية.
وتشير الافتتاحية إلى أن روحاني وقع في هذه الزيارة على عشرات العقود التجارية، التي تقدر بالمليارات، وقابل في الزيارة البابا فرانسيس، والرئيس الفرنسي، وعددا آخر من قادة رجال الأعمال.
وتقول الصحيفة: "بعد خمسة أعوام من التوتر وعدم الثقة، فإن صور الرئيس المبتسم، الذي رحبت به العواصم الأوروبية بأذرع مفتوحة، متناقضة تماما مع الماضي القريب".
وتستدرك الافتتاحية بأنه "على الرغم من الصورة المبهجة، فإن الاعتقاد بأن إيران قد تحولت بشكل كامل، وتنتقل بشكل حازم من أجل الإصلاحات الداخلية، ولأداء دور بناء على المسرح الدولي، ما هو إلا اعتقاد ساذج ويعبر عن ضيق نظر".
وتجد الصحيفة أن "إيران ربما كان لديها رئيس يملك نظرة معتدلة، لديه نهج سلس يبعث على الارتياح بعد سنوات أحمدي نجاد، لكن هذا لا يعني أن طبيعة النظام الإيراني وأهداف سياسته الخارجية قد تغيرت، فلا تزال إيران في مقدمة الدول القمعية في العالم، ولم يتغير الوضع".
وتعتقد الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، أن الحكومة الإيرانية عندما أفرجت عن عدد من الصحافيين، فإنها كانت تريد تحسين صورتها عند الغرب، مستدركة بأن الأرقام تقول غير هذا؛ ففي عام 2015 أعدمت إيران 830 شخصا، بينهم قاصرون، والكثيرون منهم اتهموا بارتكاب جنح خفيفة. ولا تزال القوى الأمنية تلاحق الناشطين والكتاب والصحافيين وتتحرش بهم وتعتقلهم، ولا تزال الدولة تستخدم الأساليب ذاتها التي استخدمت لسحق الداعين إلى الديمقراطية في عام 2009.
وتلفت الصحيفة إلى أن "إيران لم تغير من تصرفاتها في منطقة الشرق الأوسط، ففي
سوريا أصبح الحرس الثوري متورطا في جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد ضد شعبه، ويؤدي حليف إيران الرئيس، حزب الله، دورا مهما في حصار وتجويع سكان بلدة مضايا، حيث مات أطفال من الجوع، وهو جزء من حصارات مماثلة في مناطق آخرى".
وتعلق الافتتاحية بأن "تطبيق الاتفاق النووي كان يؤمل منه تحسين الأمن الدولي، لكن هذه الفكرة تبدو ساذجة، فالمتشددون الإيرانيون كانوا يأملون في أن يحسن الاتفاق النووي الوضع الاقتصادي؛ لأنهم يريدون الاحتفاظ بسيطرتهم على السلطة، ولا يريدون بناء نظام ديمقراطي في الداخل، وتبني مواقف عقلانية في الخارج".
وترى الصحيفة أن "الدبلوماسية مهمة، ولكن يجب ألا تأتي على حساب النظرة الواضحة، ويجب ألا ترفق بتحليل تبسيطي يضع المسؤولية على السعودية أكثر من إيران، خاصة في ما يتعلق بحقوق الإنسان، مع أن سجل الاثنتين صارخ فيه".
وتعلق الافتتاحية ساخرة على تغطية
التماثيل العارية أثناء زيارة روحاني حتى لا يخدش شعوره والوفد المرافق له، بالقول: "إن الأمر مضحك؛ لأن القوات الإيرانية كانت تواصل عملياتها الوحشية في سوريا كالعادة، في الوقت ذاته الذي كان يقوم فيه الرئيس بحملته الدبلوماسية".
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إن "إيران مسؤولة عن الجرائم التي أدت إلى أزمة اللاجئين، وهي جريمة مقرفة، وهذا هو الفحش الحقيقي، وليس مجموعة من التماثيل العارية في متحف الكابتولاين".