علقت صحيفة "ديلي تلغراف" في افتتاحيتها على بدء الاتفاق
النووي مع
إيران، بأنه "تطور إيجابي، ولكن ..".
وتقول الصحيفة: "التجارة بين الأمم أمر جيد؛ ليس لأنها تجعل العالم أكثر ثراء، ولكنها تزيد من الأمن؛ لأن الشركاء التجاريين لديهم الكثير مما يخسرونه من الحرب".
وترى الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، أن "رفع العقوبات عن إيران تطور إيجابي، فهو سيساعد الإيرانيين على تجاوز الخطاب الكئيب لزعمائهم الدينيين". مستدركة بأن "هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نتساءل حول الاتفاقية التي أخرجت إيران من عزلتها، مقابل وعود تتعلق ببرنامجها النووي، منها أن استعداد الجمهورية الإسلامية للوفاء بجانبها من الاتفاق غير مؤكد، فأي تحول في نظام إيران الغامض قد يدفعها للتراجع عن التزاماتها، خاصة إن رأت ترددا في عزم
الغرب لمعاقبة هذا التصرف".
وتبين الصحيفة أن "الأمر الثاني، هو أن ما أظهرته إيران حول عملها النووي ليس واضحا، من خلال رعايتها للعناصر التدميرية في الشرق الأوسط، وليس حزب الله فقط، ولكن بدعمها للمتمردين الحوثيين أيضا، فقد ضاعفت طموحاتها لتعزيز نفوذها في المنطقة، وقد تعزز من الحرية
الاقتصادية. وفي الوقت ذاته تراجعت الولايات المتحدة في ظل باراك أوباما عن أداء دور فاعل في الشرق الأوسط".
وتشير الافتتاحية إلى أن من الآثار التي تركها الاتفاق النووي هو "قلق عميق في
السعودية، وإشارات إلى حرب باردة بين القوتين الإقليميتين في الشرق الأوسط. ويقوم حكام السعودية السنة بدفع أسعار
النفط إلى الانخفاض من أجل تخفيض موارد إيران من النفط".
وتستدرك الصحيفة بأن "الرصاصة التي أطلقتها السعودية باتجاه إيران قد تترك آثارها الجانبية على الاقتصاد العالمي الهش، وبالتأكيد فقد هبطت الأسواق المالية في الشرق الأوسط بعد الإعلان عن رفع العقوبات".
وتختم "ديلي تلغراف" افتتاحيتها بالإشارة إلى أن "التعاملات التجارية مع إيران، التي تحررت من برنامجها النووي، مرحب بها، ولكن من المبكر جدا وصف هذه الصفقة بأنها ناجحة".