تستمر المواجهات العنيفة في مدينة
التل المحاصرة بريف دمشق، بين الفصائل السورية ومعها جبهة النصرة من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى، في حين فرضت الفصائل حظرا للتجول، تزامنا مع وقوع ضحايا مدنيين وقتلى من الجانبين، وفي ظل تصميم الفصائل على القضاء على أي تواجد للتنظيم في المدينة.
اقرأ أيضا:
"تنظيم الدولة" يظهر في مدينة التل المهادنة للنظام
وتحدث الناشط الإعلامي في تنسيقية مدينة التل، أحمد البيانوني، عن توسع المواجهات العنيفة؛ لتشمل كافة الأحياء السكنية التي يقطنها قرابة مليون مدني، وتخضع للحصار منذ سبعة أشهر، رغم اتفاق الهدنة مع النظام السوري، في حين ما يزال المشفى الوحيد العامل في المدينة يستقبل المزيد من الجرحى.
وقال البيانوني لـ"عربي21" إن الفصائل المقاتلة أعلنت حظر تجول كامل، برعاية وجهاء المدينة الواقع في القلمون، في حين طالبت المساجد أهالي مدينة التل بعدم الخروج من المنازل، وإغلاق كافة المحلات التجارية، مشيرا إلى توثيق مقتل خمسة مدنيين جراء الاشتباكات المستمرة منذ يومين، مع تزايد أعداد المصابين.
ورأى الناشط الإعلامي أن إمكانية التصعيد محتملة بين الفصائل وتنظيم الدولة، في ظل غياب أي بادرة لإيقاف المعارك بين الجانبين؛ حيث تعدّ هذه المعارك هي الأولى من نوعها منذ ظهور
تنظيم الدولة في المدينة، إلا أنها تتعمق مع ازدياد أعداد القتلى وارتفاع مستوى التوتر الأمني وانقسام الأحياء بين التشكيلات المتحاربة.
فرع تنظيم الدولة حديث الولادة في مدينة التل يتخذ -بحسب الناشط في المدينة- من منطقة "وادي موسى" مقرا له، إضافة إلى مناطق غربي المدينة وفي منطقة البانوراما. ويتولى قيادة التنظيم حاليا أبو عبادة هلال، في حين تسلم القيادة العسكرية أبو بكر الأردني. وقد كان لهذه القيادات الدور الأبرز في تشكيل خاصرة جديدة للتنظيم في
ريف دمشق، ضمن المناطق الموقعة على هدنة أو اتفاقيات مصالحة مع النظام السوري.
وكان قد تحدث نشطاء محليون في وقت سابق عن أنه مع ظهور التنظيم في المدينة، منذ أواخر العام الماضي، تعرض ثلاثة من عناصره للاغتيال، كما اغتال مسلحون مجهولون قياديين في جبهة النصرة، لتكون هذه العوامل بمثابة النار التي اتسع لهيبها تدريجيا، وصولا إلى ما آلت إليه الأمور مؤخرا من معارك مستمرة.
من جهتها، أصدرت الفصائل المقاتلة في المدينة بيانا أعلنت من خلاله بأنها ستسمر في قتال التنظيم حتى القضاء عليه، حيث بدأت بمهاجمة مواقع التنظيم للسيطرة عليها.
وجاء في البيان: "قامت ثلة من هؤلاء المارقين بالاعتداء على بعض مقار المجاهدين، وإنهم -لا قدر الله- لو تركوا ليتمكنوا من المجاهدين فلن يقفوا عند هذا الحد، كما عرف عنهم، فإنهم سيتطاولون على كل المسلمين؛ استباحة للدماء والأعراض والأموال".
ودعا البيان عناصر "المغرر بهم والمخدوعين بشعاراتهم الكاذبة ممن انتسب للدواعش" لإلقاء السلاح، "وكل من لزم بيته وألقى سلاحه على أن يسلم نفسه فهو آمن".