هاجم الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان روسيا، ووصف تدخلها العسكري في
سوريا "باجتياح" للبلاد، واتهاماتها لأنقرة بالإعداد لتدخل عسكري في سوريا بالـ"المضحكة"، كما انتقد تأجيل
مباحثات جنيف الخاصة بسوريا، إلى يوم 25 من الشهر الجاري.
وقال أردوغان "ادعاءات روسيا حيال قيام
تركيا بتحضيرات عسكرية، لاقتحام الأراضي السورية، مثيرة للضحك"، مضيفا أن "روسيا هي التي تقوم باجتياح سوريا".
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي، عقده أردوغان مع نظيره السنغالي "ماكي سال"، الذي استقبله في مطار "ليوبولد سيدار سنغور" الدولي، في العاصمة السنغالية، "داكار"، التي وصل إليها اليوم.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، أمس الخميس أن لديها "أسبابا جدية" تحمل على الاعتقاد بان أنقرة تعد "لتدخل عسكري" في سوريا.
اقرأ أيضا: الدفاع الروسية تشتبه بأن تركيا تعد "لتدخل عسكري" بسوريا
وأوضح الرئيس التركي أنّه ينبغي محاسبة روسيا على أعمال القتل، التي ارتكبتها بالتعاون مع النظام السوري، داخل سوريا، والتي راح ضحيتها 400 ألف سوري.
واعتبر أردوغان الوجود الروسي داخل سوريا، احتلالا لأراضي هذا البلد.
وأشار إلى أنّ تدخل روسيا عسكريا في روسيا، باستخدام قواعدها البحرية في محافظة طرطوس وقاعدتها الجوية في اللاذقية، تندرج ضمن سعي موسكو لإقامة دويلة صغيرة للأسد، مُعللا ذلك بأن الأسد قد انتهى، وأن "التنظيمات الإرهابية" وعلى رأسها داعش، تتقاسم الأراضي السورية.
وتساءل أردوغان عن سبب وجود الروس والإيرانيين في سوريا، قائلاً: "بالنسبة لتركيا، فإنّ دولتنا تتعرض في هذه الآونة للتهديد، لدينا حدود بطول 911 كيلو متر مع سوريا، فهل لروسيا حدود مع هذه الدولة، وهل لإيران حدود مشتركة مع سوريا، ماذا تفعلان في هذا البلد، المبرر الوحيد الذي تقدمه موسكو وطهران، هو أنهما تقومان بتلبية دعوة الأسد، لا يجوز الاستجابة لكل دعوة، لان الأسد يقوم بممارسة إرهاب الدولة، وهو ظالم وقاتل، والذين يقدمون الدعم له، يشتركون معه في الجريمة".
وخلال زيارته للبيرو انتقد الرئيس التركي تأجيل المحادثات السورية بجنيف، وقال وقال أردوغان متسائلا: "لماذا تجتمعون؟ هل من أجل تأجيل المباحثات، وإلهاء العالم؟، فالعالم ينتظر منكم نتيجة".
وأضاف: "هذا الأمر حدث على مر التاريخ، دائما يجتمعون، يأكلون ويشربون، ومن ثم يتفرقون، والآن حددوا نهاية شهر فبراير/شباط الجاري، ولنتابع معا، وسترون، عندما يأتي يوم 25 (من الشهر نفسه) سيؤخرون ذلك".
وتابع: "الكل يأتون إلى هناك (جنيف)، الذين لهم علاقة بالموضوع، والذين ليس لهم أية علاقة، وهناك حديث آخر يجري خلف الأبواب الموصدة، وحقيقة الأمر لا يُناقش هناك".
واستطرد: "الجهات التي يُفترض أن تكون هناك لا يتم دعوتها، والجهات التي لا ينبغي أن تكون هناك يوجهون إليها الدعوة للحضور، والمثال على ذلك، هو أن الموافقة على دعوة المعارضة جاء في اللحظات الأخيرة".
وأردف في هذا السياق: "المعارضة قالت: إذا دُعيت التنظيمات الإرهابية إلى جنيف، فإننا لن نحضر، وفي آخر لحظة قالت للتنظيمات الإرهابية: نحن سنقوم بإيصال الأمر إلى نقطة معينة، وسنتحدث معكم في وقت لاحق. سوف ينتقدونني لأنني تحدثت هكذا، غير أننا مجبرون على قول الحقيقة".
وأشار أردوغان إلى أن الأزمة السورية، "مهدت الطريق إلى حدوث أكبر مأساة إنسانية بعد الحرب العالمية الثانية"، متهما نظام الأسد بأنه هو الذي سلط تنظيم الدولة على العالم، وتسبب في تهجير ملايين السوريين، وممارسة جميع أشكال الظلم ضد شعبه منذ خمس سنوات.
وفي هذا الصدد، دعا الرئيس التركي، إلى ضرورة البدء بمرحلة الانتقال السياسي بشكل سريع في سوريا، معتبرا أن كل جهد لعرقلة الانتقال السياسي في البلاد، ليس إلا جهدا من أجل تعميق الأزمة الإنسانية الراهنة، داعيا المجتمع الدولي إلى إبداء حساسية بهذا الخصوص وأن يكون عادلا في هذه المسألة.
وشدد أردوغان على أنه إذا لم يتم وقف عمليات القتل الناتجة عن هجمات النظام والقوات الداعمة له ضد الشعب السوري، وإنهاء المأساة أولا، فإنه لا يُتوقع أن تأتي المباحثات بنتيجة تذكر، منوها في الوقت ذاته إلى ممثلي الشعب السوري في جنيف، وفي الطرف الآخر تواصل روسيا قتل الناس في بلادهم.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، أعلن أمس الأربعاء، تعليق المباحثات السورية التي بدأت الخميس الماضي، في مدينة جنيف السويسرية، إلى 25 فبراير/شباط الجاري، وذلك لـ"تعديل المسار"، على حد تعبيره.