تخوض قوات إيرانية ومعها قوات من حزب الله بالإضافة إلى الجيش السوري معارك كبيرة في مناطق معينة في جنوب سوريا، ضد الجماعات المسلحة، مع دعم روسي واضح، وشراكة جزئية لمقاتلين أفغان ينتمون لمذهب محدد.
تؤكد المعلومات أن الوضع الميداني بدأ يميل فعليا لصالح هذه القوات ضد الجماعات المسلحة، ودرعا المدينة كما هو معروف بيد النظام، فيما العمليات تمتد إلى بقية محافظة درعا، لخلع الجماعات المسلحة منها.
بيد أن السؤال الذي يتردد في عمان وغيرها، يتعلق بمدى احتمال الأردن لوجود قوات إيرانية وقوات من حزب الله، وغيرها من قوات ذات صبغة مذهبية على حدوده، أو تقترب من حدوده بشكل أو آخر، وما مدى الخطر الذي تشكله هذه القوات فعليا على الأردن، وهل افتراض الخطر، صحيح، أم مجرد مبالغة؟!.
يقول مطلعون هنا إن الأردن تلقى ضمانات سرية من الروس ألّا تؤدي العمليات إلى اقتراب القوات الإيرانية وقوات حزب الله وغيرها من قوات من الحدود الأردنية، وهناك تفاهمات على ما يبدو بين عمان وموسكو حول هذا الملف تحديدا لما للروس من تأثير على هذا المعسكر؛ حيث قدم الروس ضمانات من اجل طمأنة الأردن في هذا الصدد.
شخصيات دبلوماسية غربية رفيعة المستوى في عمان، تعتقد في تقييماتها أن الأردن لن يكون مستهدفا من القوات الإيرانية أو أي قوات لحزب الله، إذ ترى هذه الشخصيات أن الخطر الأكبر على الحدود يتعلق بالجماعات المسلحة مثل داعش وغيرها من جماعات.
العلاقات بين الأمريكيين والروس -على ما يبدو- تجتمع عند نقطة واحدة تتعلق بالأردن، وهناك توافق بين البلدين على أن الأردن في هذه القصة خط أحمر بالنسبة للأمريكيين، وهو ما تدركه موسكو تحديدا، وهي أيضا على صلة جيدة بعمان.
الأردن في كل الحالات لن يقبل أن تلجأ دمشق إلى أي قوات إيرانية أو قوات من حزب الله لحراسة الحدود مع الأردن أو لإدارة المعابر والحدود، أو تولي امن المنطقة المحاذية للأردن، ويتقبل الأردن وفقا لمعلومات مؤكدة، عودة ما كان سائدا من وجود قوات رسمية سورية، وفي حالات أخرى قوات المعارضة السورية المعتدلة على افتراض بقاء الأخيرة في تلك المنطقة.
في الحديقة الخلفية للعلاقات الأردنية السورية، ارث كبير من التصعيد السياسي بين البلدين، وتصريحات المسؤولين السوريين تتهم الأردن دوما بتمرير السلاح والمقاتلين إلى سوريا، وارث التصريحات تقرأه عمان، على أساس يقول أن دمشق الرسمية قد تتعمد لاحقا إلى إثارة حنق الأردن وقلقه بشكل متعمد، عبر الثأر والاستعانة بقوات إيرانية أو من حزب الله، أو أفغانية ، للإشراف على الحدود مع الأردن، من باب المكايدة السياسية.
هذا الاعتقاد، دفع الأردن مرارا إلى إجراء اتصالات مع عواصم فاعلة، إذ يريد الأردن أن يجعل القضية مرتبطة بأمن الإقليم، وليس بأمنه وحده على وجه الحصر والتحديد.
لكن يبقى السؤال ماذا لو تراجع الروس عن تعهداتهم، واستيقظت عمان على انتصارات للروس ومن والاهم في سوريا، وبحيث تكون النتيجة معاكسة، وبحيث تمتد قوات إيرانية ولبنانية من حزب الله، وأفغانية، على طول الحدود مع الأردن؟!.