اجتمعت تسعة من أبرز الفصائل المسلّحة في مدينة
حلب وريفها في غرفة عمليات موحدة، يقودها المهندس
هاشم الشيخ "أبو جابر"، القائد العام السابق لحركة
أحرار الشام الإسلامية.
وأعلنت الفصائل أن الهدف من هذا الاجتماع هو توحيد الجهود في مواجهة نظام الأسد، المدعوم بطائرات روسية ومليشيات إيرانية وعراقية وغيرها.
ونوّهت الفصائل إلى أنه جرت بيعة "أبو جابر"، بيعة قتال، وليس بيعة كاملة، أي أن الفصائل تحتفظ بكيانها واسمها، وتشترك سوية في التخطيط وتنفيذ العمليات والمشاركة في المعارك.
والفصائل المنضوية تحت قيادة "أبو جابر"، هي: "أحرار الشام، نور الدين زنكي، فرقة السلطان مراد، تجمع "فاستقم كما أمرت"، الفرقة 101، الفوج الأول، الفرقة 16، لواء صقور الجبل، ولواء المنتصر بالله".
بدوره، قال النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المتحدث العسكري باسم حركة "نور الدين زنكي"، إن "الحركة كانت من أوائل المبادرين لأي عمل يوحد الثوار، ووافقت عليه دون أي شرط".
وتابع في حديث خاص لـ"
عربي21" قائلا: "غرفة العمليات المشتركة (القوة المركزية) لا تشمل فقط ريف حلب الشمالي، بل تختص بكافة مناطق حلب، مرجحا تركيزها على الريف الشمالي الذي يشهد حربا عالمية مصغرة"، وفق قوله.
وأعرب النقيب عبد الرزاق عن تفاؤله فيما تحمله قادم الأيام، مضيفا: "إن شاء الله سوف تكون الأمور أفضل من ذلك، وهذه خطوة سريعة لتلبية متطلبات وضعنا الحالي، ونحن في الزنكي متفائلون ومصممون على متابعة الجهد في طريق وحدة الثورة السورية إن شاء الله، والقادم أفضل وفيه الخير".
"أبو جابر الشيخ" قال في أول تعليق على تكليفه بالمهمة الجديدة والحساسة: "أهلنا في
سوريا، ما زالت أنهار تضحياتكم جارية، وأنتم صابرون مصابرون، وقد آن الأوان لأن تقر أعينكم بوحدة الفصائل، فأبشروا بما يسركم في زمن البأس".
وتابع في تغريدات عبر حسابه في "تويتر" قائلا: "إن حجم التكالب الذي تتعرض له الثورة السورية، الذي يهدف لإجهاضها، لا دفع له إلا بالوحدة والثبات، وفاء لدماء الشهداء".
واعتبر الشيخ أن "سعي الفصائل الصادقة لتوحيد الصف ما هو إلا استجابة لأمر الله، وإقرار لعين المستضعفين من أبناء شعبنا المكلوم بالوحدة والاعتصام".
يشار إلى أن هاشم الشيخ "أبو جابر" (48 عاما)، يحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، قبل أن ينخرط بالعمل الدعوي ثم الجهادي.
اعتقل الشيخ عام 2005؛ بتهمة حمل الفكر "الوهابي"، والتنسيق لدخول المقاتلين العرب إلى العراق لمحاربة الاحتلال الأمريكي.
بعد تنقله في عدة سجون وأفرع أمنية بسوريا، حُكم على "أبو جابر" بالسجن ثماني سنوات، شهد خلالها مجزرة سجن "صيدنايا" سيئ الصيت، حيث أقام فيه رفقة أبرز قادة الفصائل السورية.
خرج "أبو جابر" في أيلول/ سبتمبر من العام 2011، أي بعد ستة شهور من انطلاق الثورة السورية، ولم ينه محكوميته كغيره من القادة، الذين أخرجهم النظام السوري؛ ليحاول تهدئة الغضب الشعبي، وإنهاء الثورة.
وعلى الصعيد العسكري، أسس "أبو جابر" كتيبة "مصعب بن عمير" في مدينة مسكنة بريف حلب الشرقي (مسقط رأسه).
وبعد مشاركة الكتيبة في تحرير أجزاء واسعة من محافظة الرقة، ومدينة الطبقة، ومطار الجرّاح العسكري، انضمت إلى حركة فجر الشام الإسلامية، قبل أن تنضوي في صفوف حركة أحرار الشام الإسلامية في آذار/ مارس 2013.
وعقب مقتل قادة الصف الأول في "أحرار الشام" بأيلول/ سبتمبر 2014، بمن فيهم قائد الحركة حينها حسان عبود "أبو عبد الله الحموي"، تم تعيين "أبو جابر" خلفا له.
وبعد عام من قيادة الحركة، انتهت ولاية "أبو جابر"، وخلفه المهندس مهند المصري "أبو يحيى الحموي"، ليشكّل الشيخ وآخرون "الهيئة الشرعية في حركة أحرار الشام".
يشار إلى أن هذا التوحد الجزئي يأتي بعد دعوات أهالي ريف حلب الشمالي كافة الفصائل إلى الاندماج تحت كيان واحد يحمل اسم "جيش حلب"، لمجابهة الحملة الإيرانية - الروسية - السورية الشرسة على المنطقة.