رد وزير الخارجية السعودي، عادل
الجبير، في حواره مع شبكة "CNN" الأمريكية الأحد، على عدد من القضايا الحساسة التي تتناول المملكة العربية
السعودية، وفي مقدمتها النظام القضائي المحلي.
وحول ما يتعلق بـ"تنظيم الدولة"، قال الجبير إن "التنظيم يقوم بالتجنيد من كل مكان.. هاجمنا التنظيم في المملكة خمس مرات خلال العام الماضي، البغدادي يريد السيطرة على المملكة ومكة والمدينة، هم أعداؤنا بصورة صريحة، لا يوجد شيء في الدين الإسلامي يبرر قتل الأبرياء".
وأضاف قائلا: "من المثير للسخط أن يقال بأن هؤلاء هم سعوديون أو يستمدون أيديولوجيتهم من السعودية، لدينا أعداد كبيرة من الأجانب في المملكة، والكثير منهم غير مسلمين، ولدينا دولة منفتحة على العالم، نعم دولة محافظة، وليست عدوانية".
أما فيما يتعلق بالأزمة
اليمنية، فقال وزير الخارجية السعودية: "كان لدينا وضع يتمثل بوجود مليشيا موالية لإيران وحزب الله، قامت بالسيطرة على دولة، وبحوزة المليشيا أسلحة ثقيلة وصواريخ باليستية وسلاح جو.. حتى حزب الله لا يملك سلاح جو، وهذا الأمر كان خطرا واضحا وصريحا للمملكة العربية السعودية ودول الجوار.. الحكومة الشرعية في اليمن -التي كانت على وشك أن تدمر- طلبت المساعدة، ونحن لبينا ذلك، ولم تكن هذه حربا اختيارية، بل حربا ضرورية".
وأضاف قائلا: "بذلنا جهودا كبيرة للحد -ولدرجة كبيرة- من تهديد الصواريخ الباليستية، وعملنا بجد للسيطرة على الأراضي وإعادتها للحكومة اليمنية الشرعية.. الحكومة اليمنية في الوقت الحالي تسيطر على نحو 75 في المئة من مساحة الأراضي في البلاد.. لا يمكن لأحد توقع متى تنتهي هذه العمليات."
وتابع: "فيما يتعلق بموضوع الضحايا المدنيين، فإن الكثير من الأنباء يتم تضخيمها، فنحن كنا حذرين جدا بطريقة استخدامنا للقوات العسكرية، ونحن نسجل عملياتنا الجوية بالصوت والصورة، ونؤكد ضرورة تقليل الضحايا المدنيين، كانت هناك أخطاء، وفي حال وقوع أخطاء، نقوم بالتحقيق، ونعترف بالخطأ، ونضع خطوات للحيلولة دون تكرار هذا مجددا، والعديد من الاتهامات -ومنها لبعض المنظمات الحقوقية- لم تكن موثوقة، حيث اتهمونا بالعديد من الأمور، من بينها قصف المدينة القديمة في صنعاء، وتبين لاحقا أن الأمر لم يحصل..".
وفيما يتعلق بإعدام رجل الدين الشيعي المعارض، نمر النمر، ضمن 47 شخصا، وما أثاره من ضجة في إيران ودول أخرى، قال الجبير: "كان رجل دين، تماما كما كان أسامة بن لادن رجل دين، كان إرهابيا، قام بالتجنيد والتمويل، وخطط ونفذ، وأعماله أدت إلى وفاة عدد من رجال الشرطة في السعودية."
وأضاف: "كانوا إرهابيين، وتمت محاكمتهم، وسير المحاكمة كاملة متوفر للعامة ووسائل الإعلام، حيث مروا بثلاث مراحل من المحاكمة، من الاستئناف والمحكمة العليا.. ومن بين المحكومين كان شخص مسؤول عن مهاجمة القنصلية الأمريكية في جدة، الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص، وآخرون مسؤولون عن تفجيرات الرياض في العام 2003.. كلهم كانوا إرهابيين، لدينا حكم الإعدام في السعودية، فأمريكا لديها حكم الإعدام أيضا، ولا أرى الأشخاص يقومون بتهويل موضوع الإعدام هناك".
وأما في مصير
رائف بدوي، فقال الجبير: "مصيره في المحاكم التي ستصدر قرارها، وفي المملكة العربية السعودية محاكمنا مستقلة، وسيتم احترام قرارات المحاكم مهما كان الحكم، نحن دولة ذات سيادة، ولدينا نظام قضائي، ونتوقع من الناس احترام ذلك، تماما كما نحترم نحن الأنظمة القضائية الأخرى."
وتابع الوزير السعودي قائلا: "العديد من القضايا التي تخلق انتقادات يظهر أنه أسيء فهمها، والعديد من الأمور التي تتعلق بالسعودية يتوصل البعض فيها إلى استنتاجات قبل المرور بالحقائق، وتستند في أحيان كثيرة على معلومات غير كاملة.. والحقيقة أنه لا يحق لأحد أيا كان أن ينتقد النظام القضائي السعودي، باستثناء الشعب السعودي".