نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا لمراسلها من طهران ديفيد بلير، قال فيه إن أكبر شخصيات التيار الإصلاحي في
إيران تحدى الجهود لإسكاته، وتدخل هذا الأسبوع في الحملة الانتخابية، حيث أطلق رسالة مسجلة، أكد فيها تأييده للمرشحين المعتدلين.
ويشير التقرير إلى أنه لم يكن أمام محمد
خاتمي، الذي شغل منصب الرئيس في إيران لمدة ثماني سنوات، وسيلة لإيضاح موقفه سوى هذه الوسيلة، فالإعلام الإيراني لا ينقل تصريحاته، ولا يطبع صورته، ولا يذكر اسمه، وينظر إليه المتشددون الأقوياء بعين الشك، لدرجة أنه لا يسمح له بإلقاء خطاب في اجتماع عام.
وتذكر الصحيفة أن حلفاء خاتمي الإصلاحيين سيقومون بتحدي هيمنة المحافظين المتشددين في
الانتخابات البرلمانية الإيرانية يوم الجمعة، مشيرة إلى أن الرئيس الأسبق، الذي ترك الرئاسة عام 2005، يحافظ على شعبية كافية لأن يكون مكسبا لحملة الإصلاحيين.
ويلفت الكاتب إلى أنه في تجمع للمرشحين المعتدلين في طهران، صمت الجمهور فجأة عندما سمع صوت خاتمي يقول: "إذا ترشحت شخصيات جيدة يثق فيها الناس، فإن تجربتنا تشير إلى أنه كلما شارك عدد أكبر من الناس في الانتخابات، كانت النتيجة أقرب لآراء الناس، وفي صالح البلد". ويقود تحالف المرشحين الإصلاحيين محمد رضا عارف، الذي شغل منصب نائب الرئيس تحت رئاسة خاتمي.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن خاتمي حث في رسالته على دعم هذه "القائمة"، حيث قال: "علينا جميعا أن نذهب إلى صندوق الاقتراع، وأن نصوت لإيران أفضل".
وتستدرك الصحيفة بأن الحظوظ ليست لصالح الإصلاحيين بشكل كبير، فقد منع مجلس صيانة الدستور عددا كبيرا منهم من الترشح للانتخابات خلال عملية الغربلة، التي يقوم بها المجلس للمتقدمين للترشح، وقد استأثر المتشددون على معظم مقاعد البرلمان، الذي ستنتهي ولايته، والبالغ عددها 290 مقعدا.
وينوه بلير إلى أن عضو البرلمان المعتدل والمرشح حاليا على قائمة عارف، علي منتظري، انتقد عملية منع المرشحين من المنافسة، وقال: "الديمقراطيات كلها تضع حدودا، لكننا نزيد من القيود على أنفسنا في هذا البلد؛ بسبب أفعال مجلس صيانة الدستور".
وأضاف منتظري قائلا إنه يجب منع أولئك المدانين "بالفساد" أو "سوء السلوك الخطير" فقط من الترشح للانتخابات، "وإلا فسيؤدي هذا إلى المزيد من المرشحين الذين يخفون معتقداتهم وأفكارهم؛ كي لا يتم سحب أهليتهم للترشح".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه بالإضافة إلى الانتخابات البرلمانية، فإن إيران ستقوم يوم الجمعة بانتخاب مجلس الخبراء، ولهذا المجلس المؤلف من 88 عضوا السلطة لاختيار المرشد الأعلى، ويتوقع أن يختار المجلس المنتخب الجديد مرشدا آخر، خاصة أن المرشد الحالي آية الله خامنئي بلغ من العمر 76 عاما.