دفع الإعلاميون المعروفون في مصر بأنهم "الأذرع الإعلامية" لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، في اتجاه إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، "منظمة إرهابية"، رابطين ذلك بإعلان مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب، "حزب الله"، قبل أيام، "منظمة إرهابية".
جاء ذلك في تعليقاتهم على اتهام وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار، في مؤتمر صحفي الأحد، حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين، بالضلوع في حادث اغتيال النائب العام الأسبق، هشام بركات، في 29 حزيران/ يونيو عام 2015، قرب منزله بحي "مصر الجديدة".
وزعم عبد الغفار وجود دور كبير لحركة حماس فى تنفيذ الاغتيال، وأنها أشرفت على العملية منذ بدايتها حتى انتهاء تنفيذها، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ خطوات للتعامل مع الحركة، بناء على ذلك، دون أن يكشف ماهية هذه الخطوات.
وفي المقابل، دعا هؤلاء الإعلاميون، في البرامج الفضائية التي يتولون تقديمها، مساء الأحد، الدول العربية إلى الوقوف إلى جانب مصر، ضد ما وصفوه بـ"إرهاب حركة حماس"، وهددوا بتوجيه ضربات جوية إلى قطاع غزة، بزعم احتوائه على "معسكرات إرهابية".
ومن جهتهم، أبدى مراقبون اندهاشهم من السياسة التي يتبعها السيسي مع السعودية ودول الخليج، إذ بدا أنه ينتقم من الالتزام الذي أجبر عليه، بالموقف السعودي-الخليجي، في اعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية، بتلفيق حادث مقتل هشام بركات، في هذه الآونة، إلى "حماس" و"الإخوان"، مرجحين أن السيسي يريد إلهاء المصريين من جديد عن متاعبهم الاقتصادية بهذا الإعلان، وشحن نظرية "المؤامرة"، بعد أن نفد رصيدها.
أحمد موسى: نريد تحركا عربيا
في برنامجه، "على مسؤوليتي"، وصف الإعلامي أحمد موسى (أول من يعبر عن توجهات الأجهزة الأمنية في مصر)، حركة حماس، بأنها "حركة إرهابية إجرامية"، كما أنه وصف القائدين خالد مشعل وإسماعيل هنية، بأنهم "قتلة إرهابيون"، معتبرا أن كل عنصر من "حماس" هو "إرهابي".
وأضاف أن الكرة الآن في ملعب القضاء، داعيا إلى دعم الشرطة المصرية في كل مكان، معلنا تدشين وسم (هاشتاغ) "ادعموا الشرطة المصرية".
وطالب موسى بالإعدام لعناصر جماعة الإخوان (الإرهابية) طالما أنهم أحياء، وطالما أن هناك جرائم ترتكب، معلنا رفض أي مصالحة معهم، منتقدا مبادرة مدير مركز ابن خلدون، سعد الدين إبراهيم، إلى المصالحة "بين الدولة والإخوان"، معتبرا أنها خيانة، ومصالحة وهمية مزعومة، وأنه "لا تصالح مع القاتل، والإرهابي"، على حد وصفه.
وتابع موسى: "نريد تحركا سياسيا ودبلوماسيا من الدول العربية".
وطالب بضرب ما اعتبره "معسكرات الإرهاب في داخل غزة، مرة واثنتين وثلاثا، لأن الإرهاب يأتي دائما من غزة، وحماس متورطة، وغزة متورطة"، وفق قوله.
وأكد أن مصر لن تنسى مواجهة حركة "حماس الإرهابية"، مخاطبا العرب قائلا: "لا بد أن تتحركوا ضد حركة حماس الإرهابية، مثلما تحركتم ضد حزب الله قبل أيام، وعليكم باتخاذ تحركات سريعة ضد حماس".
واستطرد: "يا عالم عربي.. عليكم ردع منظمة حماس الإرهابية بدلا من أن نتحرك لردعها، ومن لم يتحرك فهو شريك"، مشددا على ضرورة "وقوف الدول العربية لردع كل دولة، بما فيها تركيا التي تؤوي الإرهاب، وأن العالم العربي اليوم على المحك"، متسائلا: "هل ستساندون مصر في الإجراءات أم تتقاعسون؟".
ثم انتقل أحمد موسى إلى الحديث عن الرئيس محمد مرسي، فقال (مع صورة له): "لا بد من الإعدام لهذا الجاسوس.. ليس عندنا حل آخر.. الشعب عايز يشوف حد بيتعدم".
وأردف: "أُس الإرهاب في العالم كله حماس.. لو ربنا أخذها من على وش الأرض.. الدنيا هتهدأ، والشعب الفلسطيني سيخرج رافعا الأعلام"، مدعيا أن "حماس لا تقل خطرا عن حزب الله"، وأنه: "طول ما حماس على وش الأرض.. الدنيا خراب".
واستطرد: "كل بتوع حماس عملاء لإسرائيل.. كل واحد في حماس جهاز الموساد معلم عليه.. بجنيه تشتري أي حمساوي.. اللي قتل يتقتل، ومصيرك تدفع الثمن النهارده أو بكرة.. لو حصل ده عندنا في الصعيد، وقدمت كفنك خلاص.. لكن ثأرنا مش هنسيبه.. مطلوب أن تقدم كفنك، وأن تسلم الإرهابيين اللي عندك واحد واحد، وإلا هتدفع الثمن النهارده أو بكرة".
سيد علي: ما موقف الخليج والسعودية؟
وبالأسلوب نفسه، تساءل الإعلامي سيد علي، في برنامجه "حضرة المواطن": "ما موقف دول الخليج؟ وتحديدا موقف السعودية؟".
وأضاف: "لا بد من طرح هذا السؤال في هذا التوقيت"، مشيرا إلى أن دول الخليج ومجلس داخلية الدول العربية أعلن حزب الله "منظمة إرهابية".
وقال: "لا تعليق.. لكن ماذا بشأن حماس؟ وماذا بشأن الإخوان المسلمين، وأنا أعلم أن قيادات كبيرة في دول الخليج، وربما في الأسر الحاكمة، يتعاملون مع حماس والإخوان، ويساعدونهم.. في اليمن، وسوريا، وغيرها".
وتابع: "ما ينفعش نبقى قاعدين، وعارفين إن قيادات في الأسر الحاكمة الخليجية يلتقون مع جماعة حماس، وجماعة الإخوان.. ما ينفعش".
وشدد سيد علي، على أنه يتكلم باسم الناس في البلد دي (يقصد القيادة السياسية الممثلة في السيسي)، مستطردا: "للصبر حدود فعلا.. لا تتخيل حماس أنها بعيدة عن أن مصر ستثأر منها ثأرا يشفي غليل كل المصريين".
وعن نفي "حماس" أي علاقة لها بالحادث، قال سيد علي: "تلك الجماعة الإرهابية نفت ده.. ما هو ده طبيعي.. ليس هناك إرهابي يقول إنه إرهابي، وتركيا التي تؤوي هؤلاء الإرهابيين ستذوق من نفس الكأس، وطباخ السم لازم يذوقه.. أنت تربي ثعبانا في حضنك.. شوف هيحصل لك إيه؟"، بحسب قوله.
الحسينى: ننتظر ضرب حماس!
وغير بعيد قال الإعلامي يوسف الحسيني: "هذه أول إشارة واضحة، نُطقا، من وزير الداخلية، نصا على إشراف حماس على عملية الاغتيال (النائب العام) بتعليمات مباشرة من تنظيم الإخوان".
وأضاف أنه "لأول مرة تم ذكر اسم التنظيمين، حماس والإخوان، بصراحة ووضوح"، متسائلا: هل ستبدأ تحركات ما ضد الحركة أم لا؟".
وشدد الحسيني على أن المسألة أبعد بكثير من أن حماس تترصد مصر بسوء، وأن "المسألة أنها تترصد الواقع العربي، والأراضي المحتلة في فلسطين، والبلدان العربية بمنتهى السوء"، وفق زعمه.
وأضاف: "المتاجرة المستمرة بقضيتنا المركزية، وهي الصراع العربي الصهيوني في المنطقة.. حركة اتعملت علشان هذه المتاجرة، ويقول لك: بُص العصفورة.. ثم ماذا بعد؟".
ومحرضا، اختتم كلامه بالقول: "هل ستكون هناك تحركات واضحة من مصر تجاه هذه الحركة؟ وقال: "ننتظر الإجابة عن هذا السؤال بشكل إيجابي، وتحرك فعلي على الأرض قر يبا".
عزمي مجاهد: "حماس" ذراع الصهيونية
ومن جهته، استقبل النائب سعيد حساسين في برنامجه "انفراد"، على قناة العاصمة، مداخلة هاتفية من "الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم اتحاد كرة القدم، عزمي مجاهد، استخدم فيها أقذع السباب بحق "حماس"، فقال: "حماس ذراع الصهيونية، وأوباش، وأوساخ، وبيعاملوا الفلسطينيين بشكل قذر".
وزعم أن حركة حماس هي الذراع اليمنى للصهيونية وقطر والإخوان.
وأضاف: "بيخططوا لقتل أوطاننا.. الجيش المصري لو كح في وشهم مش هتبقى غزة موجودة.. وللصبر حدود.. دول أخطر على العرب من أي حد في العالم".
سعيد حساسين: حماس شياطين
ومن جهته تساءل سعيد حساسين: "ليه لم نستطع تصنيف حماس جماعة إرهابية، ولمصلحة مين؟ وأضاف: "حماس دول ناس شياطين، ولازم يتصنفوا في مصر جماعة إرهابية.. فنحن لا نرى منهم إلا إرهابا.. الشعب الفلسطيني يحتله اثنان: إسرائيل وحماس.. وإسرائيل هي اللي جايبة حماس".
سمير غطاس: جماعة إرهابية كحزب الله
في السياق نفسه، طالب النائب سمير غطاس، باعتبار "حماس" جماعة إرهابية مثل حزب الله.
ومشيرا إلى قرار اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، قال: "ماذا عن حماس؟".
وتساءل: "لماذا أُلغي قرار اعتبار حماس جماعة إرهابية"، زاعما أنه "لم تنعم إسرائيل بأمن شامل سوى خلال العامين الماضيين. فلماذا تردع حماس تجاه إسرائيل، وترسل إلينا إرهابيين ومتفجرات؟".
وزعم أن "حماس" ترعى داخل غزة عددا من أخطر التنظيمات في العالم، وأنها المظلة التي ترعى هذه الجماعات، وأنها "ستبقى الجناح العسكري لجماعة الإخوان".
لميس جابر: فلسطين ماتت
وقالت النائبة لميس جابر، في مداخلة هاتفية مع برنامج أحمد موسى: "بمناسبة التهديد.. أنا كنت على قائمة الألوية الكبرى"، زاعمة أن "قضية فلسطين ماتت بسبب حماس".
وأضافت: "كل همي إن منظمة فتح تشد حيلها، وتتخلص من الناس دي، علشان القضية تتحل".
وادعت أن "قضية فلسطين ماتت بسبب حماس"، داعية إلى محاكمة عناصرها، وزاعمة أن "حماس" منظمة صهيونية، و"معمولة علشان تضرب فتح، والقضية الفلسطينية"، حسبما زعمت.
لميس الحديدي: اتهام صريح
ومن جانبها، قالت لميس الحديدي: "وزير الداخلية اتهم صراحة جماعة الإخوان بالضلوع في اغتيال هشام بركات، وكشف أبعاد المخطط الإرهابي الكبير لزعزعة الإرهاب في مصر، واتهم صراحة "حماس" بالضلوع في اغتيال بركات، مع التخطيط لأعمال إرهابية أخرى.. تم إحباطها".
مصطفى بكري: لا للمصالحة
أخيرا، قال مصطفى بكري، في مداخلة هاتفية بقناة المحور، عبر برنامج "90 دقيقة": "نحن أمام أناس ارتكبوا جرائم ثمنها الدم بالفعل.. بأي منطق يمكن المصالحة مع هؤلاء.. خير رد على هذه الدعاوى.. هو إعلان تورط الإخوان في اغتيال بركات".