دعا رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى
الصدر، السبت، لاعتصام اعتبارا من الجمعة المقبل عند بوابات المنطقة الخضراء شديدة التحصين في العاصمة بغداد للضغط على حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي لتنفيذ وعوده بتطبيق إصلاحات لمكافحة
الفساد.
ويهدد الاحتجاج الذي يدعو له الصدر بتصعيد التوتر بشأن عملية إصلاح الاقتصاد التي طال انتظارها.
ويتسبب الفساد في تبديد موارد العراق وهو الذي يعاني أصلا من تراجع الإيرادات بسبب انخفاض أسعار النفط وزيادة الإنفاق نتيجة التكاليف الكبيرة للحرب ضد تنظيم الدولة "
داعش".
وقال الصدر في بيان نشره موقعه الإلكتروني: "أوجه ندائي التاريخي هذا لكل عراقي شريف محب للإصلاح بل محب للعراق والعراقيين أن ينتفض لبدء مرحلة جديدة من الاحتجاجات السلمية الشعبية... مرحلة أخرى غير التظاهر، لتبدأ مرحلة جديدة تقومون بها بالاعتصام أمام بوابات الخضراء حتى انتهاء المدة المقررة أعني الـ45 يوما".
وأضاف: "استعدوا ونظموا أموركم من أجل إقامة خيم
الاعتصام السلمي فهذا يومكم لاجتثاث الفساد والمفسدين من جذورهم وتخليص الوطن من تلكم "الشرذمة الضالة المضلة"".
وتابع: "عليكم الرجوع في ذلك إلى اللجنة المنظمة لذلك الاعتصام الوطني السلمي، وليبدأ من الجمعة القادمة بتوفيق من الله وبإسناد من الشعب".
ويسعى العبادي منذ بداية ولايته قبل عام ونصف للتصدي لنظام المحاصصة الذي شاع في العراق خلال العقد الماضي وأدى لسياسات استقطابية وسمح بتفشي الفساد.
لكنه يواجه ضغوطا مزدوجة حيث تقاوم الفصائل السياسية البارزة في البلاد أي تقليص لنفوذها في حين يهدد الصدر بتصعيد الاحتجاجات لإسقاط الحكومة إذا لم تحقق وعودها بشكل أسرع.
وأشار العبادي، الجمعة، إلى استعداده للموافقة على مشاركة الأحزاب السياسية في تعيينات الحكومة التي ينوي تشكيلها لمواجهة الفساد وتحسين الإنفاق الرسمي للتأقلم مع الانهيار الحاد في أسعار النفط.
ويمثل الكتلة الصدرية في البرلمان التي تسمى الأحرار 34 نائبا من أصل 328 عضوا، ولن تتمكن من إسقاط حكومة العبادي إذا وافقت الأحزاب السياسية الأخرى على حكومة جديدة.
وتقع المنطقة الخضراء الشديدة التحصين على ضفاف نهر دجلة وسط بغداد، وتضم مقار الحكومة وعددا من السفارات الأجنبية وأبرزها سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا.