قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، إن
روسيا قررت سحب قواتها من
سوريا انطلاقا من مصلحة الشعب السوري ومنطقة الشرق الأوسط، وليس لنيل الإعجاب، بحسب ما نقلته وكالة "سبوتنك" الروسية.
وأشار لافروف إلى أن "روسيا مهدت الطريق، من خلال إجراءاتها، للنصر النهائي على تنظيم داعش الإرهابي".
وشدد على أن "ذلك سيساهم في حل القضايا الإنسانية بفعالية، وسيكون أساسا لتنظيم العملية السياسية المناسبة".
وأضاف لافروف أن "القرار الذي تم الإعلان عنه أمس، اتخذه الرئيس الروسي اليوم، الذي بدأت فيه المفاوضات السياسية في جنيف برعاية الأمم المتحدة… وبطبيعة الحال، فإن بدء المفاوضات سوف يتطلب المزيد من العمل المكثف من قبل روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة".
موسكو تمتدح الدور السعوي
وفي السياق ذاته، أعربت موسكو عن تقديرها للسعودية فيما يخص جهود التسوية السياسية في سوريا، معتبرة أن معارضة "قائمة الرياض" تبدي موقفا جادا في مفاوضات جنيف.
وقال لافروف في معرض تعليقه على المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل المغربي الملك محمد السادس في الكرملين الثلاثاء 15 آذار/ مارس إن الجانب الروسي يثمن عاليا دور دول الخليج في التسوية السورية، لا سيما فيما يخص تشكيل "قائمة الرياض" للمعارضة السورية.
وأضاف أن قائمة الرياض تعد من الأطراف الرئيسية في المفاوضات التي تبدأ بجنيف.
وقال: "نحن نقدر ما بذله الشركاء السعوديون لكي تعدل هذه الفصائل ما أبدته من المواقف في يناير الماضي، ويبدو اليوم أنها مصممة على الانضمام إلى العملية السياسية السورية انطلاقا من ضرورة البحث عن حلول وسط والتوصل إلى اتفاقات على أساس توافق مع الحكومة".
وتابع بأن موسكو تأمل في أن يسترشد جميع المشاركين في العملية السياسية بمصالح بلادهم وشعبهم فقط، وسيتخلون عن طموحاتهم الشخصية؛ من أجل التوصل إلى اتفاق على أساس المبادئ التي تبناها مجلس الأمن في قراره رقم 2254 حول سوريا.
وأضاف: "إننا لدى اتخاذ القرار بتعليق عملية القوات الجوية والفضائية الروسية في سوريا جزئيا، كنا ننطلق من تحقيق الأهداف التي طرحها الرئيس الروسي أمام القوات المسلحة استجابة لطلب الرئيس السوري لتعزيز القدرات القتالية للجيش السوري. ومنذ ذلك الحين تمكن الجيش السوري من استعادة مواقعه في المسارات الرئيسية، كما تم إلحاق خسائر كبيرة بالإرهابيين".
وأكد لافروف أن الرئيس الروسي أعلن قراره بسحب القوات من سوريا في اليوم نفسه الذي استؤنفت فيه محادثات السلام في جنيف برعاية الأمم المتحدة. وأكد أن انطلاق المحادثات يجعل تكثيف الجهود المشتركة من جانب روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة أمرا لا مفر منه.
لقاء كيري بوتين
وفي السياق ذاته، صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الثلاثاء بأنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل؛ لبحث الأزمة السورية بعد إعلان موسكو سحب قواتها جزئيا من سوريا.
وقال كيري: "سأتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل للقاء الرئيس بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف لمناقشة كيف يمكن أن نحرك العملية السياسية بشكل فعال ونحاول الاستفادة من هذه اللحظة".
وفي موسكو، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لوكالة الأنباء الروسية (إنترفاكس) أن وزارة الخارجية تستعد لزيارة محتملة لكيري إلى موسكو.
ولم يحدد كيري موعدا لزيارته المتوقعة، إلا أن المتحدث باسمه جون كيربي صرح للصحافيين في وقت لاحق بأن الزيارة ستكون بعد يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل، عندما يعود كيري من رحلة إلى كوبا يرافق فيها الرئيس باراك أوباما.