حاولت نخب
إسرائيلية توظيف الهجوم الذي استهدف شارعا في مدينة إسطنبول، أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين، في تشويه سمعة
تركيا، وتحديدا رئيسها رجب طيب
أردوغان، في حين أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الهجوم لن يفضي إلى إحداث انعاطفة إيجابية على المحادثات الهادفة لتطبيع العلاقات بين الجانبين.
وخلال رده على أسئلة الصحفيين من مقر "خلية الأزمة" في وزارة الخارجية الليلة الماضية، لفت نتنياهو الأنظار إلى وجود خلافات "جدية" تعيق التوصل لاتفاق، وأن عملية السبت ليس بوسعها أن توجد بيئة تساعد على التطبيع دون حل هذه الخلافات بشكل جذري.
وعلى الرغم من أن نتنياهو أكد أن اتصالات تجرى بين أنقرة وتل أبيب بشأن العملية وتبعاتها، فإنه نفى أن يكون في نيته الاتصال بأردوغان، أو رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو.
وفي السياق ذاته، ادعى جميع المعلقين الإسرائيليين الذين تناولوا هذا الهجوم، أنه قد جاء نتاج التعاون الذي كان قائما بين تركيا وتنظيم الدولة.
وقال دان مرغليت، وهو كبير المعلقين في صحيفة "يسرائيل هيوم" أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا: "جنى أردوغان ما زرعه بالضبط، لقد تعاون مع
داعش وحول تركيا إلى ساحة لانتقال العناصر الجديدة من أوروبا وغيرها إلى مناطق تواجد التنظيم في سوريا والعراق، وبالتالي فإنه ليس له الحق في أن يوجه اللوم إلا لنفسه".
وفي مقال نشرته الصحيفة في عددها الصادر الأحد، عدّ مرغليت ما حدث نتاج "خيارات أردوغان المتطرفة"، التي على رأسها أيضا موقفه المعادي من نظام السيسي بسبب الإطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي.
وهاجم مرغليت أردوغان بسبب "مزاجه"، قائلا إن إسرائيل لا يمكنها أن توافق على نقل الغاز إلى أوروبا عبر تركيا، خشية تغير مزاج أردوغان في يوم من الأيام.
من جهة أخرى، كشف معلق الشؤون الخارجية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، عراد نير، النقاب عن أن إسرائيل تصر على اتهام تنظيم الدولة بمسؤوليته عن العملية، وذلك لخدمة المصالح الاستراتيجية والدعائية لإسرائيل.
ومن إستنطبول حيث يتواجد، قال نير الليلة الماضية، إن توجيه الاتهام للأكراد سيحرج إسرائيل أمام العالم، لا سيما أن تل أبيب تجاهر في تأييدها فكرة إقام الدولة الكردية.