نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الجدل الذي أثارته قضية مشاركة كريم
بنزيمة في المنتخب الفرنسي بعدما أصبحت موضوع تجاذبات سياسية.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته
"عربي21"، إن مدرب المنتخب الفرنسي، ديدي ديشون، سيكون أمام تحد كبير خلال الفترة المقبلة لتحديد قائمة اللاعبين الذين سيمثلون المنتخب الفرنسي في بطولة أمم أوروبا التي ستنظمها
فرنسا بعد أقل من ثلاثة أشهر، وتحديدا من 10 حزيران/يونيو إلى 10 تموز/يوليو.
وذكرت الصحيفة أن المنتخب الفرنسي أصبح أكثر استعدادا للدفاع عن حظوظه في اليورو، لكن قضية الفضيحة الجنسية التي أثارها لاعب ريال مدريد والمنتخب الفرنسي، كريم بنزيمة، عكرت الأجواء داخل حجرات الملابس، وأثارت جدلا كبيرا بين الأوساط الرياضية والسياسية الفرنسية.
وأضافت الصحيفة أن مهاجم ريال مدريد يواجه عديد الإشكاليات الأخلاقية والرياضية بعد تورطه في "محاولة ابتزاز" و"المشاركة في عصابة إجرامية" فيما يعرف بقضية "ساكس تايب" التي كان ضحيتها زميله في المنتخب الفرنسي، ماتيو فالبونيا، ومنذ ذلك الحين أصبحت مشاركة بنزيمة موضوع تجاذبات رياضية، قضائية، وأخيرا سياسية.
وذكرت الصحيفة أن قضية بنزيمة بدأت تأخذ منحى آخر منذ بداية شهر كانون الأول/ديسمبر، عندما أعلن رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نوال لوغريت، أن مهاجم ريال مدريد، كريم بنزيمة، "لن يكون ضمن المنتخب الفرنسي" طالما "لم يتغير" وضعه القانوني فيما يتعلق بابتزاز زميله فالبوينا.
وبدت قضية بنزيمة تتجه للانفراج بعدما أصدر القضاء الفرنسي يوم 11 آذار/مارس حكمه برفع العقوبات عن اللاعب، ثم إعلان لوغريت عن نيته عقد جلسة بين بنزيمة وفالبوينا في بداية شهر نيسان/أبريل القادم، لوضع حد للخلاف الذي عكر الأجواء داخل المنتخب الفرنسي، بينما التزم ديشون بموقف أكثر حيادا بعد أن امتنع عن استدعاء أي من اللاعبين خلال المباراة الودية الأخيرة ضد المنتخب الهولندي يوم 25 آذار/مارس، ثم في مواجهة المنتخب الروسي التي ستقام لاحقا، لكنه سيكون في حاجة لحسم موقفه سريعا مع اقتراب موعد اليورو.
وأضافت الصحيفة أن استبعاد فالبيونا يعود أساسا لأسباب صحية نتيجة لتراجع أدائه بعد إصابته على مستوى الفخذ، لكن الأمر يختلف بالنسبة لكريم بنزيمة الذي استهدفته موجة كراهية كبيرة، وهو ما دفع ديشون إلى صرف النظر عنه في تشكيلة المنتخب الفرنسي، ولو مؤقتا.
يبدو أن عودة بنزيمة ليست موضوع توافق كبير بين الفرنسيين، بل إن أغلبهم يعارض مشاركته في المنتخب الفرنسي خلال كأس أمم أوروبا القادمة، وهو ما كشف عنه سبر آراء قامت به "بي أف أم تي في" الذي أكد أن 82 في المائة من الفرنسيين يعارضون عودة اللاعب السابق لأولمبيك مارسيليا للمنتخب الفرنسي، أرقام أكدها لاحقا سبر آراء آخر قامت به "أودوكسا" التي قدمت نتائج متقاربة بنسبة 70 في المائة من الأشخاص ضد عودة بنزيمة للمنتخب الفرنسي.
وذكرت الصحيفة أن التجاذبات حول قضية بنزيمة كان يجب أن تنحصر في الوسطين الرياضي والقضائي، لكن تأخر الحسم في هذه القضية ساهم في تشعبها، ما جعلها تتخذ أبعادا أخرى بعدما أعلن الرئيس الفرنسي، فرنسوا
هولاند، عن معارضته استبعاد بنزيمة من المنتخب الفرنسي.
هذا الموقف الذي تبناه هولاند، لم يكن موضوع توافق في قمة هرم السلطة، فوزير الرياضة الفرنسي، باتريك كرانير لم يكن يساند عودة بنزيمة للمنتخب الفرنسي، بل إنه اعتبر أن نجم ريال مدريد وقائد المنتخب الفرنسي لا تتوفر فيه الشروط الضرورية للعودة إلى تشكيلة ديدي ديشون، وهو موقف يسانده فيه رئيس الحكومة الفرنسية، منوال فالس، الذي أكد خلال حوار له مع قناة "أر تي أل" في منتصف شهر آذار/مارس الجاري أن "قضية بنزيمة لازالت معلقة، لكن لاعبا في قيمته يجب أن يكون مثالا يحتذى به".
وأضافت الصحيفة أن تصريحات الشخصيات السياسية في فرنسا استفزت بنزيمة الذي رد في إحدى تغريداته عبر "تويتر" على تعليقات رئيس الحكومة الفرنسية، قائلا: "لعبت 11 موسما كلاعب محترف، أي 541 مباراة، تحصلت خلالها على 11 ورقة صفراء، ولم أتلق أي ورقة حمراء، والبعض لازال يتحدث عن المثالية؟".
لم تكن هذه المرة الأولى التي يواجه فيها بنزيمة نوعا مماثلا من المشاكل، ففي سنة 2010، تورط اللاعب في ما يعرف "بقضية زاهية"، لكنه تمكن حينها من المشاركة مع المنتخب الفرنسي في تشكيلة لوران بلون ثم ديدي ديشون.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن موقف نوال لوغريت من قضية مشاركة بنزيمة في المنتخب الفرنسي سيحسم هذا الجدل المتواصل منذ أشهر، ويستطيع رئيس الاتحاد الفرنسي استغلال الدعم الذي يحظى به من طرف فرانسوا هولاند لدعم موقفه.