انتقد الصحفي الشيعي اللبناني،
علي الأمين، تصريحات لنائب الأمين العام لحزب الله
نعيم قاسم تهكم فيها على المعارضين السياسيين للحزب، وتهكم عليهم وعلى إنجازاتهم ومطالباتهم المستمرة للحزب بالانسحاب من
سوريا.
وقال الأمين، في مقالته المنشورة على موقع "جنوبية" اللبناني، إن قاسم لم ينتبه إلى "أنّ خصوم
حزب الله ما عادوا مهتمين بعودة حزب الله إلى لبنان. فمنذ شاركوه الحكومة الحالية، لم نعد نسمع دعوات تنطلق من قيادات تيار المستقبل أو غيرها من القوى الحليفة له".
وتابع، "ما عدنا نسمع بأيّ تحرك أو دعوات جدية لحزب الله كي يخرج من الحرب السورية، وإذا قيل فمن باب رفع العتب. اللهم إلاّ إذا كان الشيخ قاسم يرى في عدم تصفيق هؤلاء لحزب الله، في قتاله على مشارف حلب أو في ضواحي دمشق، دعوة من قبلهم كي يُخرج مقاتليه من سوريا".
واستدرك بالقول: "وباعتبارهم عملاء موضوعيين أو مباشرين لإسرائيل وللأمريكيين، كما درج مسؤولو حزب الله وإعلامه على وصف (جماعة 14 آذار)، فيجب أن ينتبه سماحته إلى أنّ الأمريكيين والإسرائيليين أنفسهم لا يظهرون أيّ مواقف جدية تدعو حزب الله إلى أن يخرج من سوريا"، على حد تعبيره.
وأشار الأمين في مقالته إلى أن الشيخ قاسم لم ينتبه أيضا إلى مصدر المطالبات الصادرة من لبنان أو مصدر الأسئلة المتنامية لبنانيا حول معنى بقاء حزب الله في سوريا وجدواه. فالأسئلة التي لا جواب مقنعا لها، والمطالبات بخروجه من لعبة الدم في بلاد الشام، تراها آتية من بيئته أكثر بكثير ممّا يمكن تلمّسها في بيئات أخرى. إذ إنّ ضريبة الدم محصورة داخل هذه البيئة، ولم تعد متوازنة مع الحصيلة والنتائج التي بشّر حزب الله جمهوره بها.
ورد الأمين على سخرية نعيم قاسم بسخرية مماثلة قائلا: "فليطمئنّ سماحة الشيخ إلى أنّ خصومه يتمنّون لحزبه البقاء في سوريا. خصوصا أنّ المخاوف من انتصاره لم تعد موجودة في أذهان أكثر المتشائمين بمسار تغيير النظام السوري".
ونوه إلى أن خصوم الحزب باتوا "يعدّون خسائر حزب الله كلّ يوم، ويدركون أنّ مسار الخسائر هو ما يمشي حزب الله على خطاه في الدولة الشقيقة. الجميع يدرك أنّ دمار سوريا هو الحصيلة الأهم، ولعلّ حزب الله بات يعرف أكثر من غيره هذه الحقيقة. ربما صار من المستحيلات نزع تلك الفكرة التي رسخت في أذهان السوريين على العموم، ومفادها أنّ إيران وأذرعها هي أحد أسباب إطالة عمر الأزمة وتدمير البلاد".
وشدد الأمين على أن سلّة الخسائر بصفوف حزب الله كبيرة جدا، وفيما يعدّ بعض خصوم الحزب اللبنانيين ماكينات إعادة الإعمار في سوريا، ويتصيّدون منذ الآن فرص الاستثمار في إعمار سوريا الجديدة، لا يبدو أنّهم يعيرون بالا لبقاء حزب الله في أهوال الحرب السورية ولا لخروجه منها".
وتابع بأن "الذهاب نحو الغيبيات؛ لمحاولة تأكيد صحّة قتال حزب الله في سوريا هو نوع من الهروب نحو المزيد من الغرق في رمال الأزمة. فقصارى ما يطمح له المتورطون في الحرب السورية، من خارجها، هو أن يظلّوا حاجة أمريكية أو روسية، ولا نريد ولا نحبّ أن نقول: إسرائيلية".
واستدرك الكاتب بالقول: "إذا كان حزب الله لا يريد التصديق، فهو حرّ، وهذا شأنه وخياره، لكنّ الشرخ المذهبي الذي ساهم في تعميقه، من خلال قتاله السوري، هو وحده كفيل بتوفير الضمانات الأمنية – النوعية لإسرائيل، وضمانة المصالح الروسية والأمريكية".
وختم الأمين مقالته بالقول: "مجدّدا نذكر سماحة الشيخ نعيم قاسم وندعوه إلى التدقيق في مصدر الدعوات إلى خروج حزب الله من سوريا. دعوات تأتي من الأكثر تألّما، ومن الذين يدفعون ضريبة الدمّ من دون أفق انتصار، وبلا قضية مقنعة، وأيضا من الذين يلمسون أنّ حجم الأعداء يزداد ويتكاثر من حوله.
وطالب نعيم قاسم بأن يتذكّر أنّ السياسة هي فنّ صناعة الأصدقاء والحلفاء، لا حرفة صناعة الأعداء فقط. بهذه المعادلة يمكن أن يكتشف سماحة الشيخ إلى أيّ من الاثنين حزب الله بات أقرب، إلى بناء الصداقات والتحالفات، أو الاكتفاء باستعداء الملايين. ويجب عليه أن ينتبه إلى غياب دعوات جادة لخروجه من سوريا من منصّات خصومه؟… وهذا ما يجب أن يقلق منه سماحة الشيخ ألف مرّة".
يذكر أن نعيم قاسم صرح في وقت سابق بالقول: "للمرة الألف نقولها: سنبقى في سوريا"، خلال كلمة له في ذكرى الشيخ البوطي.
وتهكم على خصوم حزب الله من السياسيين اللبنانيين، قائلا: "إذا طلبنا منكم أن تقدموا جردة أعمال على نجاحكم بسياساتكم منذ خمس سنوات حتى الآن لوجدنا الورقة بيضاء".
وأضاف: "حزب الله سيبقى في سوريا ما دام هناك حاجة، ولا مطالب لنا إلا أنّ يكون الشعب السوري حرّا في دولته وخياراته، وأن يبقى علم المقاومة مرتفعا، ولو كره الكافرون، ولو كره المنافقون"، وفقا لموقع "جنوبية".