بينما يواصل المرشحون للانتخابات
البرلمانية التي يجريها النظام السوري، في 13 نيسان/ أبريل الحالي، حملاتهم الدعائية في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة
حلب، توضح مصادر من داخل تلك الأحياء أن الوضع العسكري الذي يخيم على المدينة، يدفع بغالبية هؤلاء المرشحين إلى استعراض بطولاتهم العسكرية، استنادا إلى دور المجموعات العسكرية المقاتلة، التي يتولى كثير من هؤلاء المرشحين تمويلها والإشراف عليها.
هذا الوضع دفع بالمرشح الأبرز، رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية فارس شهابي، إلى القول عبر صفحته الشخصية على فيسبوك متهكما: "على اعتبار أن الجميع في هذه الأيام الانتخابية أصبح بطل المعاناة والصمود والتضحية، دعونا نتفق على أن البطل الحقيقي بيننا هو المواطن الذي فقد أحد أفراد أسرته شهيدا، أو مختطفا، أو مفقودا".
وفي الوقت الذي تشير فيه مصادر في النظام السوري إلى أن عدد المرشحين لانتخابات
مجلس الشعب في مدينة حلب وحدها يصل حوالي 247 مرشحا، تؤكد مصادر محلية أن جميع الأسماء اللامعة منهم، هم من عائلات ساندت النظام عسكريا بعد اندلاع الثورة السورية.
وفي هذا الصدد، قال أحد أساتذة جامعة حلب لـ"عربي21": "إن خوض
الانتخابات التشريعية صار واحدا من بين الأشياء التي تحرص العائلات البارزة التي قاتلت مع النظام على التفاخر به".
وشبّه الأستاذ الجامعي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ما يدور في المدينة بـ"الصراع بين الحرس القديم والجديد".
وأوضح خلال حديثه مع "عربي21" أنه "خلال الأعوام الخمسة الماضية، سطع نجم عائلات لم يكن لها شهرة من قبل، وخصوصا تلك التي قدمت من الأرياف الشمالية والشرقية للمدينة، للقتال إلى جانب النظام".
وتابع: "هذه العائلات غريبة على مجتمع المدينة نوعا ما، ولذلك تسعى الأولى لخوض الانتخابات أملا في فرض نفسها على المجتمع الحلبي بقوة، وخصوصا أمام العائلات الثرية الأصلية"، بحسب قوله.
وعلى الرغم من تقليل هذا الأستاذ من شأن هذه الانتخابات، لكنه رأى في الوقت ذاته فيها سعيا من النظام إلى كسب ود العائلات التي وقفت إلى جانبه.
من جهته، رجح المحامي حسين الحجي؛ أن تشهد هذه الانتخابات التي ينظمها النظام بشكل أحادي، نوعا من "السباق الديمقراطي"، على اعتبار أن جميع المرشحين هم من الفئة الموالية للنظام، على حد قوله.
وأردف: "النظام لن يكون خائفا من نتائج هذه الانتخابات، وبالتالي لا بأس من أن يفسح المجال للسباق الانتخابي، علما بأن هذا المجلس الذي سيتم انتخابه سيُحل مع بدء الحل السياسي في حال تم التوصل إليه بين المعارضة والنظام".
من جانب آخر، يرى الحجي في القليل من الديمقراطية التي تحدث عنها جانبا سوداويا على الأهالي، وخصوصا الفقراء منهم، مشيرا في هذا الصدد إلى ما تناقلته شبكات موالية للنظام من أخبار، تؤكد تعرض الأهالي للضرب المبرح من عصابات تعمل للمرشحين بسبب رفضهم تعليق صورة دعائية لأحد المرشحين.
وكانت شبكة أخبار حي الزهراء بحلب، الموالية للنظام، قد أوردت خبرا أكدت فيه تعرض صاحب محل "سوبر ماركت" في شارع كلية الهندسة، للطعن بالسكاكين، وذلك بعد رفضه تعليق صورة المرشح عبد الملك بري، على واجهة محله.
وبحسب الشبكة، فإن أفراد المجموعة المسلحة الذين قاموا بهذا الفعل، لم يقفوا عند ضربه، بل قاموا بتكسير واجهة المحل ونهب محتوياته، وهددوا المتجمهرين بذبح كل من لا ينتخب مرشحهم.