هاجم المرشح الرئاسي
المصري السابق
أحمد شفيق موقف رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي من ثلاث أزمات تفجرت خلال الفترة الأخيرة، وعلى رأسها جزيرتا تيران وصنافير التي تنازل عنها قائد الانقلاب للمملكة العربية السعودية، وكذلك موقفه من أزمتي سد النهضة، والطالب الإيطالي
ريجيني، داعيا للرجوع إلى الشعب في القرارات "المصيرية" دون أن يحدث انفراد بتلك القرارات لمن هم في سدة الحكم.
وتتواصل الإدانات الواسعة الرافضة لاتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، التي قضت بتنازل القاهرة عن جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر (صنافير وتيران) لصالح الرياض، وهو الأمر الذي دفع بعض النشطاء والحقوقيين والساسة لإقامة دعاوى قضائية وتدشين حملات شعبية وإطلاق دعوات للتظاهر لوقف تنفيذ هذه الاتفاقية، فيما دعا آخرون إلي تعليق التوقيعات والتصديقات عليها إلى حين عرض الأمر على استفتاء شعبي.
وقال "شفيق" -في بيان له الاثنين-: "تضافرت علينا -خلال الفترة الأخيرة- العديد من الأحداث السيئة، التي كان منها، على سبيل المثال وليس الحصر، كارثة مياه النيل ما بعد سد النهضة، وكذلك الانهيار الفجائي في علاقتنا التقليدية المتميزة بالشعب الإيطالي الصديق، تلك العلاقات التي اتسمت دائما بالقوة والاستمرار والتلاحم مع شعب مصر خلال أزماته المختلفة".
وأضاف "شفيق": "بحثت كثيرا عن أسباب أعزو إليها تلك النتائج السيئة التي تصل إليها جهودنا في مواجهة هذه الأزمات، هل هي نقص الخبرة وضعف الإدارة؟ هل هي الاختيار غير المناسب لمن يناط بهم معالجة الأزمات؟ هل هو التلكؤ والبطء في اتخاذ القرارات المصيرية، التي يلزم الرجوع بشأنها للشعب- صاحب المصلحة- بكامله، وليس بمن ينوبونه؟ (في إشارة واضحة للسيسي)".
وتابع: "أي قرار يمكن أن يكون أكثر خطورة على المصريين من قرار يخص ماء الحياة، وماء النيل، الذي قيل فيه قديما إن مصر هي هبته؟ أي قرار يمكن أن يكون أقوى أثرا على علاقات مصر الدولية ومدى تفاعلها مع العالم وتفاعل العالم معها أكثر من قرار مصيري ومناسب بشأن أزمتنا مع الشعب الإيطالي الصديق؟".
واستطرد "شفيق" قائلا: "لنعد إلى الشعب، وأقولها مكررا لنرجع إلى الشعب قبل أن نصدر قرارا، وقبل أن ندفع به إلى التزامات قد لا يستطيعها أو قد لا يقبل بها".
وأردف: "في ذكرى استعادة طابا من المحتلين يجدر الإشارة إلى أن المسؤولين في حينه أحسنوا التقدير لمدى صعوبة المعركة السياسية والقانونية والبعد الاستراتيجي بالغ الأثر لكسب هذه المعركة أو خسارتها، فسادت الحكمة وإنكار الذات، واختير من بين المصريين رجال جمع العلم فيما بينهم، وأظلهم حب الوطن، فتناسوا أهواءهم حتى أن من قام على رئاستهم كان سياسيا معارضا للنظام وقتها، وهو العالم الجليل وحيد رأفت، وإذا كان ذلك نهج شعب فلا بد أن يكون نصر الله حليفه.. وقد كان".
وقال "شفيق" إن "ما أوردته في بدء حديثي بشأن مسلسل الأزمات التي تجتاحنا، ومسلسل الإخفاقات في التوصل إلى حلول لها، ثم حديثي عن ما تم من إنجاز في شأن طابا، كلاهما يدفعني إلى الإلحاح على أهمية اللجوء إلى أكثر أبنائنا خبرة وقدرة على استنباط حقائق الأمور ودقائقها في كل ما يعن لنا من مشكلات، كما ألح في ضرورة عرض ما تصل إليه هذه النخب من أبناء مصر على الشعب بأكمله؛ للتعرف على ما يراه، وما يرغبه، وما يرغب عنه".
وأشار إلى أن "البعض فيما بيننا يتفق مع ما تم فيما جرى من ترسيم للحدود المائية، وأدى إلى ضم جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، بينما البعض الآخر يرفض هذا الإجراء رفضا قاطعا، وقد كان أجدر بنا أن يتم هذا الإجراء من خلال دراسات عميقة متخصصة، وبناء على نتائجها، أسوة بما تم من إجراءات في ترسيم حدود طابا".
وطرح عدّة تساؤلات قائلا: "بصفة عامة، وحتى تطمئن النفوس جميعا رفضا أو موافقة، نأمل من المسؤولين أن نجد لديهم إجابات لتساؤلات منها: أين الوثيقة أو الوثائق التاريخية التي تشير إلى ملكية الجزيرتين، سواء للسعودية أو مصر؟ أين الوثيقة التي فوضت مصر بمقتضاها في استخدام الجزيرتين وإدارتهما؟ وما هي أسباب صدور هذا التفويض إن كان قد حدث؟ وهل انتهت الأسباب التي صدر التفويض من أجلها إن كان صحيحا؟ وإذا كانت أسباب التفويض ما زالت قائمة، فلماذا ينهى الآن وبعد أكثر من مئة عام؟".