قال تسفي برئيل؛ معلق الشؤون العربية بصحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية، إن الاتفاقات التي توصل إليها ملك السعوية سلمان بن عبد العزيز، والرئيس
المصري عبد الفتاح السيسي، حولت مصر عمليا إلى "محمية سعودية".
وأضاف بارئيل: "لقد تم النظر إلى تنازل السيسي عن جزيرتي
تيران وصنافير، على أنه ثمن الدعم المالي السخي الذي قدمته
السعودية لمصر".
ونوه بارئيل إلى أن السيسي ونظامه يرفضان اتهامات النخب المصرية بأن "التنازل" عن الجزيرتين يعد "تجاوزًا على مواد الدستور المصري".
وتوقع بارئيل أن يقوم نظام السيسي بتعديل مواقفه من الأوضاع في اليمن وسوريا تبعا للموقف السعودي.
وأضاف: "لقد تحولت مصر عمليا إلى مجرد عربة تجرها القاطرة السعودية. صحيح أن التعهدات التي منحها الملك سلمان قد أمدت نظام السيسي بطوق النجاة الاقتصادي، لكنها عمليا جعلت مصر مجبرة على اقتفاء أثر السياسة السعودية".
وكشف بارئيل أن مصر أطلعت إسرائيل مسبقا على نيتها التوصل لاتفاق مع السعودية بشأن الجزيرتين على اعتبار أن اتفاقية "كامب ديفيد" تعرض لمكانة هاتين الجزيرتين، حيث التزمت مصر فيها بعدم القيام بأي خطوة بشأنهما دون الحصول على إذن مسبق من إسرائيل.
وأشار بارئيل إلى أن السعودية منحت إسرائيل تطمينات غير مباشرة بشأن طابع إدارتها للجزيرتين، حيث إن إسرائيل ظلت تخشى أن تستغل السيطرة على جزيرة "تيران" تحديدا في إعاقة وصول السفن إلى خليج "إيلات".
وأوضح بارئيل أن وزير الخارجية السعودية عادل الجبير طمأن إسرائيل عندما أعلن أن "السعودية ملتزمة بكل الالتزامات الدولية التي تعهدت بها مصر بشأن الجزيرتين"، في إشارة إلى نصوص كامب ديفيد.
وأشار بارئيل إلى أن إعلان الجبير يمثل "اعترافا سعوديا ضمنيا باتفاق كامب ديفيد" الذي توصلت إليه مصر وإسرائيل.
وبخلاف الانطباعات السابقة المشككة والمحذرة، يرى بارئيل أن الاتفاق المصري السعودي على تدشين جسر يربط مصر والسعودية ويمر فوق البحر الأحمر، يمثل تطمينا لإسرائيل.
وأضاف: "التزمت السعودية، كما التزمت مصر في السابق لإسرائيل، بعدم تمركز قوات مسلحة في الجزيرتين، على اعتبار أن وجود قوات فيهما يمثل تهديدا لحركة الملاحة البحرية. ومن الواضح أن الجسر، في حال تم بناؤه، فسيضمن عدم تحول الجزيرتين إلى مصدر تهديد لإسرائيل، على اعتبار أن إسرائيل سيكون بإمكانها الرد باستهداف الجسر".