أكد الإعلامي
المصري يوسف الحسيني، الأنباء التي ترددت حول عدم مواصلته تقديم برنامجه "السادة المحترمون"، على قناة "ONtv"، المملوكة لرجل الإعلام نجيب ساويرس، خلال الأيام المقبلة، موضحا أنه خارج مصر حاليا، وذلك دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.
ويأتي الاختفاء المفاجئ للحسيني من تقديم البرنامج، ومن مصر نفسها، في أعقاب حملة قادها الحسيني نفسه، لإثبات أن جزيرتي
تيران وصنافير مصريتان، وإعلانه أنه يرفض ما صرح به رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، من أنهما سعوديتان، وذلك في مقابل اتهامات تلاحقه بسب الشعب والجيش، وتطالب بملاحقته قضائيا.
ويعارض التوجه الذي تبناه الحسيني الخط العام للقناة الفضائية، التي تقدم برنامجه، والتي تميل إلى تبني وجهة النظر الرسمية، مع ترك فسحة محدودة لإبراز الآراء المعارضة، بينما يتصادم هذا التوجه بشكل كامل مع جهود الأجهزة الرسمية حول السيسي من أجل إثبات أن الجزيرتين سعوديتان، وأن السيسي لم يخطئ في شيء.
وكان الكاتب الصحفي والإعلامي محمد فتحي يوسف، كشف في تدوينة نشرها عبر صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الأحد، أن الحسيني "لن يظهر اليوم في برنامجه.. ولا غدا.. ولا بعد غد".
وشكك فتحي في تدوينته - التي حذفها لاحقا - في منع برنامج الحسيني في خلال الفترة المقبلة، بسبب تحقيق تليفزيوني، (تعلل به الحسيني)، قائلا: "هل سيظهر الأسبوع القادم، هل السبب تحقيق تليفزيوني وسفر، أشك؟!".
وكان آخر ظهور للحسيني في برنامجه بحلقة الأحد، وأعلن فيها عن سفره، الذي قال إنه سيستمر مدة من الوقت، في قضية تحقيق إعلامي مهمة خارج البلاد.
وقال: "أنا مسافر كام يوم للتصوير خارج البلاد في تحقيق يصعب الكشف عن أحداثه نظرا لخطورته، لكن أنا متأكد أن الحلقة هتعجبكم جدا".
"الحسيني بيهين الجيش والشعب"
ويأتي اختفاء الحسيني من المشهد الإعلامي المصري بعد أن دشن مجموعة من أنصار السيسي وسما (هاشتاغ) على موقع "توتر" يحمل اسم: "
#الحسيني_بيهين_الجيش_والشعب".
وطالبوا بمقاطعة البرنامج، ووقف الحسيني عن تقديمه، بل وتقديمه إلى المحاكمة بتهمة "إهانة الشعب والجيش"، على خلفية قوله: "فيه قطيع من المصريين يؤيد الرئيس على أي قرار".
الحسيني: شائعات.. وإخوان
لكن الحسيني وصف أنباء منعه من تقديم برنامجه بأنها شائعات، واتهم "الإخوان" بأنهم يقفون خلفها. وقال - في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، الاثنين -: "أرجو عدم الالتفات لشائعات الإخوان، أنا خارج البلاد في مهمة عمل لصالح "أون تي في" تحقيق استقصائي رفيع المستوى، وسأعود خلال أيام بمشيئة الله".
معركة الحسيني مع الجزيرتين
وكان الحسيني، قبل تحقيقه الاستقصائي المزمع والمفاجئ، عرض في برنامجه مزيدا من الوثائق والخرائط التي تنفي أن تكون جزيرتا تيران وصنافير سعوديتين في يوم من الأيام، ومؤكدا أنهما مصريتان: تاريخيا وسياسيا، استنادا إلى القانون الدولي، نقلا عن عدد من المختصين والمهتمين.
وتساءل - في برنامجه - موجها حديثه للسيسي: "هي أم الرشراش تبع مصر، واللا لأ، يا ريس هترجعها واللا لأ، وياريت تقولنا إزاي، بعد ما تنازلنا عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية".
وتابع: "يعني السعودية نامت 66 سنة، وصحيت فجأة، لقيت إن تيران وصنافير بتاعتهم، والدم اللي راح من أجل استردادها ثمنه إيه.. ولا المحادثات بينك وبينهم في السر العام الماضي، وصلت لكده".
وأردف: "ياريس.. إحنا نجوع، ولا نفرط في شبر من أراضينا.. إنت كسرت نفس 2 مليون مصري في السعودية، بتركعنا ليه، السعوديين يقولون للمصريين اشترينا الجزيرتين بفلوسنا، هنعمل استفتاء ياريس.. هنتحلى بالشجاعة، ونعمل استفتاء.. أصل لو معمنلناش استفتاء يبقى في الأمور أمور".
كما طالب الحسيني، الإعلامي أحمد موسى، المقرب أيضا من الأجهزة الأمنية، بالحصول على مليون جنيه من برنامج "على مسؤوليتي"، الذي يقدمه الأخير.
وكان "موسى" أعلن عن جائزة قدرها مليون جنيه لمن يمتلك وثائق تثبت تبعية الجزيرتين لمصر، وليس للمملكة العربية السعودية.
لكن الحسيني، رد - عبر "تويتر" -: "لو جدعان وأد الكلام، أنا عايز المليون جنيه بتاعتي علشان جاوبت على السؤال قبل حلقتهم بـ3 أيام، وهتبرع بهم كاش لصندوق تحيا مصر".
السلطة ترد بتسجيل للحسيني
ومن جانبهم اتهم متعاطفون مع الحسيني، السلطة، بأنها "بدأت بحملة تشويه قذرة للحسيني، تعتمد على تسجيل صوتي، فإذا كان صحيحا فلا يمكن أن يمتلكه أحد إلا أجهزة أمنية تراقب المشاهير، وتسجل مكالماتهم، أو شركات خدمة الهاتف، وإن كان مصطنعا، فمن الذي يمكن أن يقتص من يوسف الحسيني بعد أيام قلائل من إعلان رأيه في قضية وطنية تحشد لها السلطة كل أدواتها؟"، وفق قولهم.
وأشاروا إلى أن التسجيل الصوتي (الجنسي) الذي تم رفعه (للحسيني) على "يوتيوب" من حساب وهمي؛ "أنشئ خصيصا لرفعه، ولن يضر كثيرا بصورة الحسيني، بقدر ما يكشف أن هناك جهات أو أجهزة تستخدم أساليب رخيصة في عقاب خصومها ومناصريها"، على حد تعبيرهم.
ويذكر أن "يوسف الحسيني" يعرف نفسه بأنه "شيوعي موحد بالله"، في حين أنه معروف في أوساط المعارضين المصريين بأنه "الواد يوسف"، وهو الوصف الذي أطلقه عليه مدير مكتب السيسي، اللواء عباس كامل، في التسريبات التي بثتها قناة "مكملين" الفضائية، لمحادثاته مع السيسي، ودائرته.