قال السفير حسام القاويش، المتحدث باسم مجلس الوزراء في
مصر، إن شريف إسماعيل رئيس الوزراء، أصدر مساء السبت قرارا بإقالة عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون وتعيين
صفاء حجازي خلفا له.
وكانت حجازي تشغل قبل ذلك منصب رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري.
وأضاف القاويش، في تصريحات تلفزيونية، أن تعيين رئيس جديد للتلفزيون يأتي في إطار سعي الحكومة لتجديد الدماء، والدفع بأسلوب عمل ورؤية جديدة داخل المبنى المعروف باسم "
ماسبيرو".
لماذا أطيح بالأمير؟
وبينما يقول البعض إن عصام الأمير أطيح به من رئاسة التلفزيون بسبب سوء إدارته لماسبيرو وكثرة شكاوى العاملين من انتشار الواسطة والمحسوبية بالمبنى، إلا أن مراقبين يرون أن هناك أسبابا أخرى وأهم لهذه
الإقالة، وهي غضب النظام منه بعد تعدد حالات التحريض على النظام ومعارضة سياساته في الشهور الأخيرة.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن مصدر مطلع قوله إن سبب إقالة الأمير من منصبه يرجع إلى خروج بعض المذيعين عن النص خلال الفترة الأخيرة، وكان آخرهم المذيعة هبة عز العرب التي دعت إلى التظاهر يوم 25 أبريل عبر برنامج "ثوار لآخر مدى" على قناة القاهرة، بعد استضافتها مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، الذي هاجم النظام في حلقة الخميس الماضي وحرض على الخروج للتظاهر يوم 25 أبريل.
وقبلها أثارت المذيعة عزة الحناوي الجدل، بعدما وجهت انتقادات شرسة وغير مسبوقة للسيسي، عبر برنامجها "أخبار القاهرة" الذي تقدمه على قناة القاهرة، ما أدى إلى إيقافها عن العمل وتحويلها للتحقيق؛ بتهمة عدم المهنية والتحريض على النظام.
وأضاف المصدر أن الأوضاع المتوترة التي تشهدها البلاد وظروف الأمن القومي، لا تحتمل مثل هذه التجاوزات أو التحريض على النظام في التلفزيون الرسمي للدولة.
إقالة مهينة
ولم يشفع لعصام الأمير وقف برنامج "ثوار لآخر مدى" وإحالة فريق عمل إلى التحقيق وإقالة محيي السعيد رئيس قناة القاهرة من منصبه، بعد اتهامه بعدم متابعة برامج القناة والسماح للضيوف بانتقاد النظام الحالي بشكل غير لائق.
وعلى الرغم من أنه كان أحد أكثر العاملين في ماسبيرو ولاء للسيسي، إلا أن إقالته من منصبه رئيسا للتلفزيون بعد أكثر من عامين في هذا الموقع جاءت بطريقة مهينة، حيث تم إبلاغه بقرار الإطاحة المفاجئة به عن طريق سكرتيرته الخاصة بعد مغادرته مكتبه، حتى إنه لم يمنح الفرصة لجمع متعلقاته الشخصية من مكتبه.
وكان برنامج "ثوار لآخر مدى"، الذي تقدمه هبة عز العرب، قد تم إيقافه قبل عدة شهور؛ بسبب ما قيل عن معارضة القائمين عليه لثورة 30 يونيو، إلا أن لجنة فض المنازعات بماسبيرو أعادته للعرض مجددا.
وبعد هذا القرار أعلن فريق البرنامج وعدد من العاملين في القناة عن تنظيم وقفة احتجاجية ضد قرارات "الأمير"، الأمر الذي فسرته الجهات العليا في النظام بأنه عدم سيطرة من جانب الأمير على مقاليد الأمور في ماسبيرو.
حصلت على الموافقات الأمنية
وتعد صفاء حجازي أول سيدة تتولى منصب رئيس التلفزيون وثاني رئيس له عقب انقلاب يوليو 2013.
وقالت تقارير صحفية إن حجازي حصلت على جميع الموافقات الأمنية لتصعيدها لهذا المنصب الحساس، بعد مراجعة ملفها الأمني، والتأكد من ولائها التام لنظام عبد الفتاح
السيسي قائد الانقلاب.
وفي أول تعليق لها على هذا القرار، أكدت صفاء حجازي أنها قادرة على حل جميع مشاكل ماسبيرو فور توليها منصبها الجديد، مشيرة إلى أنها ستسعى لتطوير ماسبيرو بما يحقق صالح عشرات الآلاف من العامين فيه، وفي الوقت ذاته يتيح الاستفادة من قدرات وإمكانيات هذا الصرح الإعلامي الضخم.
ورفضت حجازي، وهي مذيعة سابقة وقارئة شهيرة لنشرة الأخبار بالتلفزيون الحكومي منذ ثمانينات القرن الماضي، قطع أي وعود محددة على نفسها، مؤكدة أنها ستبذل قصارى جهدها لإعادة المشاهد مرة أخرى للتلفزيون الرسمي للدولة بعد سنوات طويلة من هجره للقنوات الخاصة.
وأكدت أنها تملك خطة لتطوير ماسبيرو تحتاج إلى تعاون جميع العاملين به للخروج من الأزمة الطاحنة التي يمر بها، وباتت تهدد بتصفيته لتقليل خسائره.