نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية مقتطفات جديدة من قصة المقاتل الأردني الهارب من
تنظيم الدولة يروي فيها قصة هروبه من التنظيم.
وكان "أبو علي" يحلم بوظيفة إدارية في "الدولة"، غير أنه أجبر على القيام بالتمارين العسكرية، شأنه شأن الآخرين في التنظيم، رغم أنه لم يكن مهيأ للعمل الجهادي؛ بسبب بنيته الجسدية، وتضرره من التدخين، حيث كان يجلس على الأرض من التعب، فيصرخ به المدرب ليرد أبو علي: "مهمتي إدارية".
وقال أبو علي إنه جرى استدعاؤه مع عدد من جنود الدولة، وأخبروهم أنهم سيقاتلون في الجبهات الأمامية بسوريا، غير أن أبا علي أخبرهم أنه هنا ليعمل في مهمة إدارية في عاصمة التنظيم، الرقة.
وغضب القيادي في التنظيم من رد أبي علي، وهدده بأن عقوبة من لا يطيع الأوامر هي الموت، ما دفع "أبو علي" إلى التقدم نحو الحافلة.
اقرأ أيضا:
كتاب يروي قصة مقاتل أردني مع تنظيم الدولة حتى "الهروب"
وتوجهت الحافلة بأبي علي ورفاقه إلى الخطوط الأمامية في قرية الكرمة
العراقية، حيث عملوا على نقل الجرحى والمصابين من أرض المعركة، وكانوا على مقربة من خطوط القتال.
وتوجه أبو علي إلى القيادي هناك وقال له: "لم نعد نريد القتل، النبي محمد عليه السلام لم يجبر أحدا على القتال"، فوضع على متن حافلة عادت به وعدد من المقاتلين إلى
سوريا، واقتيدوا إلى "النقطة11"، وهي سجن تابع للتنظيم.
ومنح جنود الدولة أبا علي فرصة جديدة إذا وافق على القتال في سوريا هذه المرة، ليجد نفسه في بلدة منبج السورية بعد أيام، وتلقى هناك رسالة "واتساب" من زوجته: "إذا كنت تحب شيئا ما، اتركه يرحل، إذا لم يعد، فهذا يعني أنه ليس لك في الأصل. أما إذا عاد، فهو لك إلى الأبد".
وعندها قرر أبو علي أن يهرب من التنظيم، فراسل أحد رفاقه الذي طلب منه العودة إلى الرقة، فطلب إجازة مرضية، وتوجه بحافلة عائدا إلى الرقة.
وفي تل أبيض، انتظر أبو علي حتى ساعة متأخرة من الليل رسالة من رفيقه، وكاد يقع في أيدي رجال الدولة في المكان، لولا أن قدم صديقه على دراجة نارية، وصرخ قائلا: "أبو علي الطعام جاهز، نعتذر عن التأخير".
وفي اليوم التالي، اصطحبه رفيقه إلى منطقة بعيدة، وهرب من هناك عبر فتحة في السياج الحدودي بعد أربعة أشهر قضاها في أراضي "الدولة".