ذكرت صحيفة "تايمز أوف
إسرائيل" أن غواصَيْن اكتشفا حطام سفينة يعود تاريخها إلى 1,600 عام في قاع البحر، قبالة سواحل
حيفا، ما أدى إلى "عملية إنقاذ كشفت عن واحد من أكبر الكنوز البحرية التي تم العثور عليها، بحسب ما كشف عنه مسؤولنا من سلطة الآثار".
وأوضحت سلطة الآثار الإسرائيلية أنه تم اكتشاف الكنز قبالة سواحل قيساريا، جنوب مدينة حيفا، التي كانت ميناء هاما في العصر الروماني، وذلك في الشهر الماضي، واصفة الاكتشاف بأنه من أكبر الاكتشافات تحت الماء منذ 30 عاما.
وبينت أن القطع التي تم انتشالها تضمنت "مصباحا برونزيا يحمل صورة إله الشمس سول، وتمثالا لإلهة القمر لونا، ومصباحا على شكل رأس عبد أفريقي، وشظايا لتماثيل برونزية مصبوبة بحجم طبيعي، وقطعا على شكل حيوانات مثل الحوت، وصنبورا برونزيا على شكل خنزير بري، مع بجعة على رأسه".
كما تم العثور أيضا على شظايا جرار استخدمها طاقم السفينة لتخزين مياه الشرب.
ويعتقد خبراء أن هذه الاكتشافات جاءت من سفينة تجارية ضخمة حملت معادن كانت معدة لإعادة استخدامها، قبل أن تواجه عاصفة بالقرب من الميناء، وتصطدم بالسور البحري والصخور.
وقال بيان سلطة الآثار إن "دراسة أولية للمراسي الحديدية تظهر أنه كانت هناك محاولة لوقف انجراف السفينة قبل وصولها إلى الساحل، من خلال صب مراسي في البحر. مع ذلك، انكسرت هذه المراسي، وهو دليل على قوة الأمواج والرياح التي واجهتها السفينة".
وقال جيكوب شرفيت، مدير وحدة الآثار البحرية في سلطة الآثار الإسرائيلية، ودرور بلانر، نائب مدير الوحدة، إن تاريخ السفينة يعود إلى وقت ما في أواخر الفترة الرومانية أو القرن 3-4 ميلادي.
في الأسابيع التي تلت هذا الاكتشاف، قام غواصون من سلطة الآثار الإسرائيلية ومتطوعون بعملية مسح وإنقاذ، من خلال استخدام معدات خاصة، مكنتهم من العثور على عدد كبير من القطع، وانتشالها من حطام السفينة.
التماثيل البرونزية النادرة للغاية، كان من المقرر أن يتم صهرها، ولكنها غرقت مع السفينة، وحافظت مياه البحر عليها.
وقالت سلطة الآثار الإسرائيلية في بيانها: "في كثير من الحفريات البحرية التي تم تنفيذها في قيساريا، تم العثور على عدد صغير فقط من التماثيل البرونزية، في حين إنه في الشحنة الحالية تم العثور على عدد كبير من التماثيل الرائعة التي كانت في المدينة، وتمت إزالتها منها عن طريق البحر. حافظ الرمل على التماثيل. بالتالي، فهي في حالة حفظ مذهلة، وكأنه تم صبها أمس، وليس قبل 1,600 عام".
وأوضحت سلطة الآثار الإسرائيلية أن "القطع النقدية التي تم اكتشافها تحمل صورة الإمبراطور قسطنطين، الذي حكم الإمبراطورية الرومانية الغربية (312-324 م)، وعُرف فيما بعد باسم قسطنطين العظيم، حاكم الإمبراطورية الرومانية (324-337 م)، ولايكينيوس، وهو إمبراطور حكم الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية، وكان خصما لقسطنطين، حتى سقوطه في معركة شنها الحاكمين".