تواصل قوات كبيرة من وحدات حماية الشعب الكردية، التابعة للإدارة الذاتية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي، حصارها العسكري لقرى بريف محافظة
الحسكة، شمال شرق
سوريا، وسط عمليات دهم واسعة لمنازل المدنيين، وذلك بهدف توقيف الشبان المطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية التي فرضها الحزب.
وأثارت الخطوة استهجان الأهالي والأحزاب السياسية الكردية في مناطق الجزيرة السورية، حيث أشار سكان إلى مواصلة حزب الاتحاد الديمقراطي تصعيد أعماله التي وصفوها بـ"الاستفزازية" تجاه المدنيين من مختلف مكونات المجتمع.
وقال الناشط الإعلامي السوري خالد خليفة، لـ"
عربي21": "فرضت قوات الحماية الشعبية الكردية منذ ساعات الصباح الأولى الاثنين، حصارا مشددا على مداخل ومخارج قرى: طبقة (طبكي)، وسبع جفار (سي كرا)، وبستا سوس، وتل حبش، والجوهرية (جوهريا)، وكرنكو، بريف محافظة الحسكة".
وتتبع القرى الثلاث الأولى مدينة المالكية (ديريك) شمال شرق الحسكة، بينما الأخرى تتبع منطقة عامودا، شمال المدينة.
وأضاف أن القوات الكردية شنت حملة مداهمات وتفتيش واسعة النطاق استمرت حتى ساعات متأخرة من مساء يوم الاثنين، حيث بلغ مجموع الشبان الذين اعتقلتهم 50 شابا، تترواح أعمارهم بين 18 و30 عاما، بالإضافة إلى النساء اللواتي حاولن الوقوف بوجه هذه القوات.
وكانت الوحدات الكردية قد قالت في بيان لها إن تنفيذ المداهمات جرى بالتنسيق بين مجموعات المُداهمة التي نفذت حملات التفتيش والاعتقالات في نفس التوقيت، للبحث عن مطلوبين "لواجب الدفاع الذاتي المتوارين عن الأنظار" بريف محافظة الحسكة.
من جانبه، حمّل عضو المجلس الوطني الكردي، صالح السعيد، في تصريح خاص لـ"
عربي21"، حزب الاتحاد الديمقراطي؛ "مسؤولية الأفعال الترهيبية التي تمارسها وحدات حماية الشعب الكردية بحق أبناء الشعب الكردي، من سن القوانين والتشريعات التي تسببت بتهجير وتشريد غالبية الشباب"، محذرا من "تداعيات وممارسات الاستبداد التي لا تخدم مصالح الكرد"، وفق قوله.
ودعا السعيد "أبناء الشعب الكردي إلى فضح ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي، وكشفها أمام الرأي العام المحلي والدولي بكافة الوسائل السلمية".
ويقول راكان، وهو رب أسرة مكونة من أربعة أفراد، لـ"
عربي21"، إنه عاجز عن حماية أبنائه من شبح الاعتقال والسوق إلى الخدمة الإلزامية، لذلك فإنه لا خيار أمامه سوى الهجرة مع أسرته وترك المنزل الذي سكنه منذ طفولته، الأمر الذي ربما يتسبب بإصابته بالجنون، على حد تعبيره.
وأكد راكان أنه لم يفاجأ بالهجوم على قريته التي تعرف بأنها مناهضة لسياسات مسلحي وحدات الحماية الكردية.