نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن بحث
الشباب المصري عن متنفس لهمومهم في الإبداع الفني أو النشاطات الاجتماعية.
كما تشير الصحيفة إلى أن نظام السيسي يمارس أشكالا متعددة من القمع ضد أي تحركات احتجاجية، ولا يستثني أي فرد من الاعتقالات التعسفية.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إنّ الشباب المصري يكافح للتعبير عن مشاغله في ظل نظام استبدادي يقمع كل أشكال الاحتجاج والنقد، وقد ساهم ارتفاع معدلات البطالة التي بلغت نسبة 40 في المائة، بالإضافة إلى غياب أساليب التعبير السياسي لدى هذه الفئة من المجتمع المصري، في بحثهم عن طرق بديلة عن طريق الفنّ.
وفي هذه الظروف، يسعى بعض الشباب إلى البحث عن متنفس لهمومهم في الإبداع الفني أو النشاطات الاجتماعية، فيما يلجأ البعض الآخر إلى المقاهي للتواصل مع العالم والهروب من الواقع إلى العالم الافتراضي على الإنترنت.
ونقلت الصحيفة تعليق الخبير الاقتصادي عمرو الدالي، الذي حذر من أن هناك "عملية إدماج لحوالي مليون شخص في سوق العمل سنويا، لكن الآن؛ حتى أصحاب الشهادات العليا أصبحوا لا يستطيعون العثور على وظيفة. ولهذا السبب يهاجر العديد منهم بحثا عن فرص عمل في الخارج".
وأشارت الصحيفة إلى أن المثقفين الذين انضموا بشكل جماعي منذ خمس سنوات لثورة
ميدان التحرير، قد أداروا ظهورهم هم الآخرون لما يحدث في المشهد السياسي، ولم يعد لهم أي اهتمام بهذا الجانب.
وذكرت المخرجة السينمائية هالة خليل، التي تخلت عن الواقعية الاجتماعية في وقت مبكر من أعمالها، أنه "للتغلب على الرقابة والوصول إلى جمهور أوسع، تبنى فيلمها الأخير طابعا كلاسيكيا وتجاريا، كغيره من الأفلام المصرية".
وأضافت المخرجة أنه "بعد فشل حلم ميدان التحرير، أصبح الشارع المصري يعيش على وقع كابوس مستمر، لكن يجب أن يستيقظ منه ليضع حدا له".
وذكرت هالة خليل للصحيفة تعرضها لمضايقات تلت بث عملها الأخير على شاشة التلفاز. وقالت إنها "لا تجرؤ على الذهاب إلى ميدان التحرير، لأنها تخشى النتائج التي يمكن أن تترتب على ذلك". وأضافت المخرجة التي تحاول الحديث عن كل جوانب عالم المرأة ومعاناتها في عملها، أنه "رغم خوفها، إلا أن تأثير الثورة المصرية يبقى واضحا على أعمالها".
وتنقلت الصحيفة إلى منزل الممثل المشهور، أسامة أبو العطا، الذي أصبح عاطلا عن العمل بعدما نجح في خطواته الأولى كمخرج شاب. وذكر أبو العطا أن مسيرته وضعت "في مواجهة مع نقابة السينما والتلفزيون، التي منحتها الحكومة صلاحيات شبه أمنية للسيطرة على أعمال المبدعين".
ونقلت الصحيفة قول أبو العطا، الذي شارك في نشاط الحركة الفنية خلال ثورة ميدان التحرير في سنة 2011، أن "هذه الهيئة تعد شكلا جديدا من أشكال القمع، الأكثر دهاء".
ويضيف أبو العطا أن "النقابة عارضت مشاركته كممثل في عمله الخاص، ولذلك يشعر أنه يتعرض لحملة ممنهجة" شملت جميع أنواع الفنانين والمثقفين؛ بما في ذلك الفنانون الساخرون، والكتاب والصحفيون.
وفي هذا الإطار، قالت المخرجة هالة خليل إنه "لا أحد في مأمن من هذا الخطر في مصر، سوى أولئك الذين يبدون ولاءهم للحكومة". كما أشارت خليل في عملها، "نوارة"، إلى أن الرموز نفسها التي كانت تنهب الثروات وتضطلع بمهمة التعذيب في ظل ديكتاتورية حسني مبارك، قد عادت إلى البلاد لاستعادة زمام السلطة.
وذكرت الصحيفة أن المسؤولة عن ملف النوع الاجتماعي وحقوق المرأة بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، داليا عبد الحميد، صرحت خلال حوار في مكتبها أنها "تريد تسليط الضوء على بعض القضايا الملموسة مثل المضايقة والتحرش، التي أصبحت وباء حقيقيا في مصر".
وفي الختام، أكدت داليا أنه لا يزال هناك الكثير من التحديات التي تواجه الحركات الاجتماعية في مصر، وخصوصا في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، مضيفة أن "العنف ضد المرأة لا زال من بين المواضيع التي يجب الحديث عنها في مصر؛ حيث إن العديد من النساء لا تبلّغن عن حالات الاعتداء".