نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا حول إعلان للحليب تم منعه في
مصر، بعد أن تسبب بضجة؛ بسبب
الإيحاءات الجنسية، حيث اشتكى العديد من الناس بأن الإعلان فيه إهانة للمرأة، وأنه يمكن أن يشجع على التحرش الجنسي.
ويشير التقرير إلى أنه في الدعاية التلفزيونية لألبان جهينة يجلس مجموعة من الأطفال، يقارنون نوعية الحليب المعبأ في الزجاجات وحليب الأم، حيث يسأل أحد الأطفال صديقه الذي يبكي: ما بك؟ فيجيبه: "أريد دندو" ويقول بعد ذلك: "لا أستطيع أن أنسى دندو" في إشارة إلى ثدي أمه، فيقول له صديقه: "لن تنسى دندو"، ويسخر الطفلان الآخران من الطفل الذي يبكي؛ لأنه لا يريد أن يشرب الحليب من القنينة، ولأنه تنقصه الرجولة.
وتذكر الصحيفة أن كلمة "دندو" ليس لها معنى في اللغة العربية، لكنها كلمة مصطنعة استخدمت في الإعلان للإشارة إلى جزء من جسد
المرأة.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن جهاز حماية المستهلك في مصر أعلن يوم الأحد أنه سيوقف الدعاية مع عدد آخر من الدعايات "لانتهاك مضمونها للكرامة الشخصية، ولعدم احترامها للذوق العام والعادات والتقاليد المجتمعية، وخروجها على الآداب العامة"، بحسب بيان الجهاز.
وتورد الصحيفة أن الجهاز منع دعايات لشركات الأهرام للمشروبات، و"قطونيل" و"دايس"، وقال في بيانه إنه "أنذر الشركات المخالفة بإيقاف الإعلانات خلال 24 ساعة، واعتبار هذه المدة مهلة لتنفيذ القرار وتصويب أوضاعها، وفي حال عدم الالتزام، فسوف تتم إحالة الأمر للنيابة العامة".
ويلفت التقرير إلى أن جهاز حماية المستهلك منع في السابق دعايات خلال شهر
رمضان، حيث منع العام الماضي دعاية لرقائق البطاطا من إنتاج شركة "فوكس"؛ بتهمة تشجيع العنف المنزلي.
وتنوه الصحيفة إلى أن المنع الصادر عن الجهاز هذه المرة كان له مردود عكسي، حيث بث الإعلان أول مرة في بداية شهر رمضان، وتمت مشاهدته أكثر من مليون مرة بعد نشره على "يوتيوب" الأسبوع الماضي.
ويفيد التقرير بأن بعض الناس ليست لديهم مشكلة مع الدعاية، حيث قالت صفحة "فيسبوك" مخصصة لحقوق المرأة في مصر إن ذوي العقول المريضة، الذين ينظرون لجسد المرأة بصفته كائنا جنسيا، لديهم مشكلة مع الإعلان، بحسب ما أوردت "بي بي سي".
وتبين الصحيفة أن مصريين آخرين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي يجدون الإعلان إشكاليا، ويصفون الإعلان بأنه "مخيف"، ويعتقدون أنه يضفي الجنس على عملية إرضاع الطفل، لافتة إلى أن آخرين يقلقهم أن يستخدم الشباب كلمة "دندو" لمضايقة النساء في الشارع، حيث انتشر استخدام الكلمة على بعض مواقع التواصل الاجتماعي المصرية، وكان ذكر الكلمة بهدف إهانة النساء.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن التحرش الجنسي ينتشر بشكل كبير في مصر، لافتة إلى أن 99.3% من النساء المصريات "تعرضن لنوع من التحرش الجنسي" بحسب دراسة للأمم المتحدة عام 2013، بالرغم من إصدار قوانين تجرم التحرش الجنسي والعنف، والتمييز ضد النساء.