شرعت سلطات الاحتلال بمعاقبة مسؤولي السلطة
الفلسطينية الذين يبدون تعاطفا مع منفذي عمليات المقاومة، بحرمانهم من امتيازات بطاقة "VIP"، والتي بموجبها يسمح لهؤلاء المسؤولين بحرية التنقل داخل الضفة الغربية ومن الضفة إلى
إسرائيل.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها الصادر، الاثنين، أن الجنرال بولي مردخاي، منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية أمر بسحب بطاقة "VIP" من محافظ الخليل كمال حميد، لأنه قام بزيارة سرادق العزاء للفتى محمد طرايرة، من بلدة "بني نعيم"، الذي اقتحم قبل خمسة أيام مستوطنة "كريات أربع" التي تقع في محيط المدينة، وقتل مستوطنة.
ونقلت الصحيفة عن مردخاي قوله إن "دعم الإرهاب له الكثير من الصور، وضمنها زيارة سرادقات العزاء"، مشددا على أنه سيتم اتخاذ الإجراء نفسه ضد كل مسؤول في
السلطة الفلسطينية "يبدي أي صورة من صور التعاطف والتكافل تجاه منفذي العمليات وعوائلهم".
يذكر أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا تتردد في اتخاذ إجراءات عقابية ضد كبار المسؤولين في السلطة، والتي كان آخرها قرار وزير الحرب الجديد أفيغدور ليبرمان سحب بطاقة "VIP" من محمد المدني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، بحجة أنه يجري اتصالات سياسية مع أطياف حزبية داخل إسرائيل.
وفي سياق متصل، نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية الليلة الماضية عن مصدر عسكري إسرائيلي كبير، قوله إن تعاظم عمليات إطلاق النار التي تتم في الضفة الغربية مؤخرا هو "نتاج الضعف الكبير الذي طرأ على السلطة الفلسطينية ومؤسساتها".
ونقل عيدو حمو، مراسل القناة في الضفة الغربية، عن مصدر كبير في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، قوله إن هناك الكثير من المؤشرات التي تدلل على "بدء تهاوي السلطة الفلسطينية ومؤسساتها"، معتبرا أن اتساع دائرة الشجارات في شمال الضفة الغربية "وتجرؤ" الجماهير الفلسطينية على مهاجمة منازل ضباط الأجهزة الأمنية يدلل على هذا الاتجاه.
من ناحيته، قال المعلق بن كاسبيت، إن الانتقادات التي توجهها قيادات يمينية إسرائيلية لرئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس، في أعقاب العمليات الأخيرة، تدلل على "غباء سياسي".
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الأحد، أضاف كاسبيت: "عندما ينصرف عباس فإن إسرائيل ستكون أكثر المشتاقين إليه، فهو الأكثر حرصا على تواصل التعاون الأمني والأكثر مرونة في المجال السياسي".