قال الجيش الأمريكي، الجمعة إن ميكاه إكزافييه جونسون الذي قالت مصادر إنه من أطلق النار على قوات الشرطة بمدينة
دالاس، وقتل خمسة ضباط، سبق له الخدمة بقوات الاحتياط ونقل للعمل في أفغانستان بين تشرين الثاني/نوفمبر 2013 وتموز/يوليو 2014، فيما قالت مصادر في الشرطة إن وراء الهجوم دوافع عرقية والقناص كان يحاول قتل البيض.
وأضاف الجيش أن جونسون عمل في صفوفه بين آذار/مارس 2009 ونيسان/أبريل 2015 وتولى مهام النجارة والبناء في الكتيبة الهندسية رقم 420 المتمركزة في تكساس.
من جهة أخرى قال قائد شرطة مدينة دالاس إن قناصا واحدا على الأقل قتل خمسة من أفراد الشرطة في مدينة دالاس وأصاب سبعة آخرين في هجوم له دوافع عرقية انتهى عندما استخدمت الشرطة إنسانا آليا يحمل قنبلة لقتل المهاجم.
فيما أعلن البيت الأبيض أن المحققين الأمريكيين يستبعدون فرضية "الإرهاب" في إطلاق النار في دالاس. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست الذي يرافق الرئيس باراك أوباما إلى قمة حلف شمال الاطلسي في وارسو إن "المحققين استبعدوا الآن بشكل علني أن يكون الشخص الذي ارتكب عمل العنف الفظيع على علاقة بمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة أو خارجها. لا أظن أن هناك صلة بمؤامرة إرهابية".
وجاء الهجوم خلال واحدة من عدة احتجاجات في مناطق متفرقة من الولايات المتحدة على قتل الشرطة لأمريكيين اثنين من أصول أفريقية هذا الأسبوع في أحدث حلقة من سلسلة طويلة من أعمال القتل التي أدت لظهور حركة "بلاك لايفز ماتر".
وتسبب إطلاق النار في فرار المحتجين فزعا بينما وجد أفراد الشرطة أنفسهم تحت هجوم ممن يعتقدون أنهم عدد من المسلحين يستخدمون أسلحة متطورة على الأرض وفوق أسطح المباني.
وقال قائد شرطة دالاس ديفيد براون إنه خلال مفاوضات مطولة مع الشرطة قال المسلح إنه يريد قتل البيض وضباط الشرطة البيض وإنه يشعر بالغضب من وقائع إطلاق النار في الآونة الأخيرة. واستشهد بحركة (بلاك لايفز ماتر) أو (حياة السود مهمة) المناهضة لعنف الشرطة وقال إنه ليس جزءا من مجموعة أكبر.
وقال براون قائد شرطة دالاس للصحفيين في مجلس بلدية المدينة: "وقع تبادل لإطلاق النار مع المشتبه به. لم يكن أمامنا خيار آخر سوى استخدام الإنسان الآلي الذي يحمل قنبلة".
وتابع براون، وهو أمريكي من أصول أفريقية: "قال المشتبه به إنه يشعر بالاستياء من حوادث إطلاق الشرطة للنار في الآونة الأخيرة. قال إنه يشعر بالاستياء من أصحاب البشرة البيضاء. وقال إنه يريد أن يقتل أصحاب البشرة البيضاء ولاسيما ضباط الشرطة".
النهاية تقترب
وخلال المواجهة مع الشرطة في دالاس قال المشتبه به: "النهاية تقترب"، وإن المزيد من أفراد الشرطة سيتعرضون للأذى والقتل. وقال براون قائد شرطة المدينة إن المشتبه به أبلغ الشرطة بأن "هناك قنابل في جميع أنحاء المكان في هذا المرأب وفي وسط المدينة".
وذكرت الشرطة أنها تستجوب اثنين في سيارة مرسيدس أوقفتها بعد أن أسرعت السيارة في أحد شوارع وسط المدينة وألقى رجل حقيبة في ظهر السيارة. واحتجزت امرأة أيضا قرب المرأب حيث وقعت المواجهة.
وجاء الهجوم خلال أسبوع قتل فيه رجلان أسودان بالرصاص بأيدي ضباط شرطة في باتون روج بولاية لويزيانا وخارج منيابوليس. وفجرت هاتان الواقعتان اللتان يجري التحقيق فيهما بشكل رسمي الآن توترات بشأن ملفي العرق والعدالة في الولايات المتحدة.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية نقلا عن مصادر لم تنشر أسماءها في جهات إنفاذ القانون أن المشتبه به يدعى ميكا إكس جونسون (25 عاما) وهو مقيم في منطقة دالاس.
"بلاك لايفز ماتر" تدين
وأدانت كوينييتا ماكميلون -التي رزقت بطفل من ألتون ستيرلنج الرجل الأسود الذي قتلته الشرطة في باتون روج بلويزيانا في وقت سابق هذا الأسبوع - هجوم دالاس في بيان.
وقالت: "نرفض بشكل قاطع أعمال العنف المروعة التي ارتكبت ضد أفراد الشرطة في دالاس.. بغض النظر عن مدى غضب أو استياء الناس.. اللجوء لمثل هذا العنف المقيت ينبغي ألا يحدث ولا يمكن ببساطة السكوت عليه".
وكتب حساب على موقع "تويتر" وصف نفسه بأنه يمثل حركة "بلاك لايفز ماتر" تغريدة قال فيها: "بلاك لايفز ماتر تدافع عن الكرامة والعدالة والحرية وليس القتل".
ووفقا لصندوق ضباط جهات إنفاذ القانون الوطنية فإنه بهجوم أمس الخميس وصل عدد القتلى من أفراد الشرطة هذا العام إلى 26 في الولايات المتحدة. وهذه زيادة نسبتها 44 في المئة مقابل 18 ضابطا قتلوا في الفترة ذاتها من عام 2015.
ووضعت بعض من أكبر قوات الشرطة في الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى اليوم الجمعة في أعقاب الهجمات.
هجوم منسق
قال رئيس بلدية دالاس مايك رولينجز إن المحتجزين وبينهم امرأة "لا يتعاونون" مع محققي الشرطة، ورفض براون القول كم عدد الأشخاص الذين شاركوا في الهجوم قائلا: "سنترك هؤلاء المشتبه بهم في حالة ارتباك".
وقال مسؤولون أمريكيون اليوم إنه لا توجد مؤشرات على وجود صلة لأطراف دولية بالهجمات.
وكان أحد الضباط القتلى يدعى برنت تومسون (43 عاما). وكان أول ضابط يقتل أثناء الخدمة منذ تأسست إدارة شرطة دالاس في 1989. والتحق تومسون بقوة الشرطة في دالاس عام 2009.
وفي وقت سابق قال براون إن المهاجمين - الذين كانوا في مواقع مرتفعة- استخدموا بنادق قنص لإطلاق النار على أفراد الشرطة فيما بدا أنه هجوم منسق.
وأضاف في مؤتمر صحفي أن المهاجمين كانوا "يطلقون النار معا من بنادقهم وتمركزوا في أماكن مرتفعة على شكل مثلث في نقاط مختلفة بمنطقة وسط المدينة حيث انتهت المسيرة". وأضاف أن مدنيا أصيب أيضا.
وأظهر مقطع فيديو التقطه شاهد رجلا يحمل بندقية وهو يزحف على الأرض ويطلق النار على شخص بدا أنه يرتدي زيا رسميا من مسافة قريبة، وسقط ذلك الشخص الثاني على الأرض.
تنكيس الأعلام
أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمعة بتنكيس الأعلام خمسة أيام في الولايات المتحدة حتى 12 تموز/ يوليو حدادا على عناصر الشرطة الخمسة الذين قتلوا في دالاس.
وقال اوباما في بيان مكتوب: "احتراما لضحايا الهجوم (...) آمر بتنكيس العلم الأمريكي في البيت الأبيض وجميع المقار العامة والمراكز العسكرية وسفن البحرية" في كل أنحاء الولايات المتحدة.
وقتل خمسة شرطيين وجرح سبعة آخرون مساء الخميس في مدينة دالاس جنوب الولايات المتحدة برصاص
قناص واحد على الأقل، هو ميكا جونسون البالغ 25 عاما، أثناء تنظيم تجمع احتجاجي على مقتل رجلين أسودين برصاص شرطيين في ولايتي لويزيانا ومينيسوتا.
وقدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يزور بولندا "خالص تعازيه" لرولينجز نيابة عن الشعب الأمريكي.
وقال: "أعتقد أني أتحدث بلسان كل مواطن أمريكي عندما أقول إننا شعرنا بالرعب من هذه الأحداث وإننا متحدون مع الشعب والشرطة في دالاس".
وذكر أوباما أن مكتب التحقيقات الاتحادي على اتصال مع شرطة دالاس وأن الحكومة الاتحادية ستقدم المساعدة.
وقال: "لم نعرف كل الحقائق بعد. ما نعرفه هو أن هناك هجوما خبيثا ومدبرا وحقيرا استهدف جهة إنفاذ القانون".
احتجاجات ضد مقتل السود
ومنطقة دالاس فورت وورث من أكثر المناطق ازدحاما بالسكان في الولايات المتحدة إذ يسكنها أكثر من 7 ملايين نسمة.
ووقع إطلاق النار في وقت شهد أيضا احتجاجات سلمية إلى حد بعيد في مناطق متفرقة من الولايات المتحدة على مقتل مواطن أسود آخر برصاص الشرطة في مدينة منيابوليس في وقت متأخر يوم الأربعاء. ونشرت صديقة القتيل الذي يدعى فيلاندو كاستيل (32 عاما) مقطع فيديو على الإنترنت للمشهد الدامي بعد الواقعة بلحظات. وحظي الفيديو بنسبة مشاهدة مرتفعة.
وقبلها بيوم أطلقت الشرطة النار على ستيرلنج (37 عاما) بيما كان يرد على الهاتف زاعمة أنه هدد شخصا بمسدس.
وفجر استخدام الشرطة للقوة مع مواطنين من أصل أفريقي في مدن مثل فيرجسون بولاية ميزوري وبالتيمور ونيويورك احتجاجات شابها العنف أحيانا في العامين الأخيرين.
وزاد الغضب عندما برئت ساحة من وجهت لهم تهم أصلا من الضباط الضالعين في هذه الأحداث أو عندما لم توجه لهم اتهامات على الإطلاق.