نشرت مجلة "النبأ"، التابعة لتنظيم الدولة، معلومات "مثيرة" عن
محمد دليل، منفذ التفجير الانتحاري في مدينة
أنسباخ بمقاطعة بافاريا الألمانية.
التنظيم كشف أن "دليل" كان مبايعا لتنظيم الدولة قبل الثورة السورية، قائلا إنه "التحق بمجاهدي دولة العراق الإسلامية، وبقي بينهم شهورا، ثم رجع إلى مسقط رأسه في مدينة حلب، قبل أن يُفضَح أمر غيابه وتبحث عنه مخابرات النصيريين".
ولفت التنظيم إلى أن "دليل أخذ احتياطاته الأمنية، وعمل في دكان لوالده، إلى حين اندلاع الثورة السورية".
وأوضح التنظيم أن محمد دليل شكّل مع رفاقه خلايا جهادية، وألقوا قنابل على مراكز أمنية للنظام، قبل أن يتنقل بين عدة فصائل.
وتابعت المجلة التي تصدر بشكل أسبوعي عن التنظيم: "لم يستطع البقاء في صفوفها، لما كان يراه من فساد في عقيدتها وانحراف في أخلاق عناصرها؛ إذ كيف له أن يرضى بمخالطة هؤلاء وقد خاض تجربة الجهاد مع مجاهدي الدولة الإسلامية".
وكشف التنظيم أن "محمد دليل انضم إلى جبهة النصرة، قبل دخول الدولة الإسلامية إلى الشام، وأصيب بشظايا اضطرته للذهاب خارج سوريا للعلاج".
وأشار التنظيم إلى أن دليل حاول العودة إلى سوريا عدّة مرات، لكنها باءت بالفشل، مشيرة إلى أنه دأب على إنشاء الحسابات ومناصرة التنظيم.
وتابعت المجلة: "وجد ضالته بتنفيذ وصية الدولة الإسلامية لعموم المسلمين، باستهداف الصليبيين في عقر دارهم بما استطاعوا، فانطلق يبحث عن وسيلة ينكي بها في أعداء الله في ألمانيا الصليبية، فكان
أول خياراته أن يكرّر ما اعتاد فعله في خليته الجهادية الأولى من إلقاء القنابل الحارقة على السيارات والمباني، فلم يحصل على ما يحتاجه من المواد النفطية اللازمة لصنع القنابل الحارقة، وكان من الخطر عليه أن يطلب كميات كبيرة منها دون أن يثير شبهة؛ كونه لا يمتلك سيارة، ولأسباب أخرى".
وأضاف التنظيم: "عدل عن موضوع حرق سيارات الصليبيين وبيوتهم بهذه الطريقة البدائية، وانتقل للتخطيط لعمل أكبر وأكثر فاعلية، وهو عملية تفجير وسط حشد من الصليبيين، بقنبلة مصنوعة من مواد بسيطة، يستطيع هو إعدادها بنفسه".
وكشف التنظيم أن محمد دليل احتاج ثلاثة شهور لتجهيز القنبلة، وأضافت: "أكرمه الله خلال تلك الفترة بالستر، بل إن الشرطة الألمانية كانت قد دخلت المكان الذي كان يعد فيه قنبلته مرة للتفتيش؛ بحجة
وجود أحد المطلوبين فيه، فأعمى الله أبصارهم عن العثور على القنبلة التي كان قد خبأها قبل لحظات من التفتيش".
وبيّن التنظيم أن دليل كان يتواصل بشكل دائم مع أحد عناصر التنظيم، مشيرة إلى أنه ذهب واستطلع مكان المهرجان الذي نفذ به عمليته، قبل يوم من التنفيذ.
وتابع: "انطلق الكرّار إلى هدفه؛ ليقطع أوصال الصليبيين بقنبلته، ويغرس ما حشاه بجوفها من شظايا
في صدورهم ورؤوسهم، ولكن قدّر الله ألّا يتمكّن من الدخول إلى هدفه الذي اختاره ورصده".
وأضاف التنظيم: "انطلق يبحث عن هدف بديل، يسهل عليه اقتحامه وتحقيق نكاية كبيرة من خلاله، حتى وقع اختياره على الحانة التي فجر قنبلته داخلها، موقعا عددا من الصليبيين بإصابات بليغة، ليلقى ربه وقد مُزّقت أشلاؤه في سبيل الله، نحسبه كذلك".