ناقشت صحيفة "
التايمز" البريطانية، في عددها الصادر الجمعة، تبعات إعلان زعيم جبهة
النصرة السابق أبي محمد الجولاني فك ارتباطه بتنظيم
القاعدة، وتشكيل "جبهة فتح الشام"، الخميس.
وتساءلت مراسلة الصحيفة للشؤون الدولية كاثرين فيليب حول تحول الجبهة الجديدة إلى تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن القاعدة تخطط لاستخدام
سوريا كمركز لعملياتها ضد الغرب، خصوصا بعد أن أرسلت إليها عددا من محاربيها القدماء، استعدادا لانهيار النظام السوري، وهزيمة
تنظيم الدولة.
وتابعت فيليب في تقريره بالقول إن "مخاوف واشنطن دفعتها لتقديم طلب تعاون وتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع روسيا، لمواجهة التهديد المضاف لتهديد تنظيم الدولة".
وتخشى أجهزة المخابرات أن انفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة، الذي أعلنه الخميس، يمثل خطة من تنظيم القاعدة لتأسيس نفسها في سوريا، كتهديد دولي يمكن أن يواجه تنظيم الدولة، بحسب "التايمز".
"إعادة تموضع"
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم القاعدة بدأ بنقل قادته القدامى إلى سوريا من باكستان واليمن، لينضموا لقيادات أطلقت إيران سراحها مؤخرا ضمن صفقة تبادل أسرى، كان أبرزهم، كما يعتقد، أبو الخير، النائب العام لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي بارك الانفصال، الخميس.
ويعتقد أن أبا الخير، القيادي العسكري السابق في تنظيم القاعدة، من القلة القليلة الموثوقة في التنظيم، وكان على علم بهجمات الحادي عشر من سبتبمر على أمريكا مسبقا.
وقال نيكولاس راسومين، مدير مركز مكافحة الإرهاب الوطني الأمريكي، للكونجرس، في وقت سابق من الشهر الجاري، إن "قادة تنظيم القاعدة كانوا ينتقلون بأعداد متزايدة إلى ملجئهم الآمن في سوريا".
وأضاف أن "من بين هؤلاء، أشخاص كانوا جزءا من التنظيم حتى قبل هجمات الحادي عشر سبتمبر"، مشيرا إلى أنهم "يعملون الآن في سوريا لتهديد الولايات المتحدة ومصالحها عبر التخطيط من داخل سوريا".
بدوره، قال خبير شؤون الجهادية تشارلز ليستر، إن "اللعبة الطويلة التي تمارسها جبهة النصرة، عبر استدخال نفسها داخل الثورة السورية، قد تصبح أكثر خطورة واستدامة من خلافة تنظيم الدولة نفسه، الذي يرفضه معظم السوريين".
وأوضح أن "هجرة قادة تنظيم القاعدة الكبار لشمال غرب سوريا، يمثل إعادة إحياء لتنظيم القاعدة المركزية على أبواب أوروبا"، محذرا من "أفغانستان على حدود أوروبا".
ولم تستهدف الولايات المتحدة التنظيم بشكل ممنهج مسبقا، في حين شنت ضربات محدودة على ما يسمى "تنظيم خراسان"، الخلية التي قيل إنها تخطط للهجمات الخارجية، كما استهدفت بشكل متكرر الثوار المعتدلين كذلك، في حين استهدفت موسكو مرارا الثوار المعتدلين، قائلة إنها لا تستطيع تفريقهم من حلفائهم المتطرفين.