أكد السفير التركي بالعاصمة
المغربية الرباط أدهم باركان أوز، أن "السلطات التركية ستعمل داخل لجنة مشتركة مع السلطات الأمريكية لتسليم المتهم الأول بمحاولة الانقلاب الفاشلة في
تركيا فتح الله
غولن".
وقال السفير في حوار له مع صحيفة "العمق المغربي"، إنه بعد الحصول على دليل يؤكد تورط فتح الله غولن الذي يقيم حاليا في الولايات المتحدة، في المحاولة الانقلابية بدأ تبادل الآراء من أجل تسليمه بموجب الاتفاقيات...".
وأضاف: "اقترحت السلطات الأمريكية العمل في لجنة مشتركة، وبعد ذلك صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للصحافة عزمه القيام بزيارة في الأيام المقبلة إلى واشنطن برفقة وزير العدل بكير بوزداج".
وبخصوص الموقف الأمريكي من الانقلاب، أشار باركان أوز إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعربت عن تضامنها عقب الانقلاب الدموي من خلال الرسائل والمكالمات الهاتفية، سواء بين الرئيس باراك أوباما ورئيس الجمهورية رجب طيب
أردوغان، أو بين نائب السيد الرئيس جو بايدن ورئيس وزرائنا بنعلي يلدريم، أو بين وزير الخارجية جون كيري ووزيرنا للشؤون الخارجية مولود جاويش أوغلو.
الطلبة المغاربة
وسألت صحيفة "العمق المغربي" السفير عن وضعية الطلبة المغاربة والعرب أيضا في تركيا، بعد مغادرتهم مباني سكنية كانوا يقطنون بها تعود ملكيتها لجماعة فتح الله غولن، وأصبحت وضعيتهم أقرب إلى التشرد.
وأجاب السفير أدهم باركان أوز أنه "بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، أغلقت 934 مدرسة و15 جامعة، و109 مساكن للطلاب و35 من المستشفيات والمرافق الصحية التابعة لمنظمة غولن، لذلك فإن أكثر من 150 ألف طالب وطالبة بتركيا تضرروا من هذه التدابير.
وأكد باركان أوز أن الحكومة التركية على وشك وضع تدابير لتصحيح هذا الوضع قبل الموسم الدراسي الجديد، وأشار إلى أنه حسب المعلومات الواردة من طرف وزارة التربية والتعليم، سيتم تعيين أكثر من 20 ألف معلم بحلول الدخول المدرسي المقبل.
التعاون الاقتصادي
وبخصوص مجالات الاستثمار والتعاون الواعدة بين المغرب وتركيا والتي من شأنها إعطاء دفعة قوية للعلاقة بين البلدين، أوضح السفير التركي بالرباط أن تركيا مثل المغرب، لا تمتلك ثروات طبيعية واضطرت إلى الاعتماد على قدراتها الذاتية، وحققت بفضل ذلك مستوى متميزا في التنمية من خلال الاعتماد على رأس المال البشري.
وأكد السفير أن تركيا أصبحت تتبع سياسة نشطة للشراكات مع دول منطقتها بما في ذلك المغرب، خاصة وأن الأخير أحدث تغيرات جذرية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، من أهمها الحداثة والتطور الديمقراطي كما أنه مثال بارز على النمو في ظل الاستقرار خاصة وأن المغرب يتواجد بين مناطق مضطربة وتشهد عدة تحولات، حسب تعبير السفير.
وأشار باركان أوز إلى أن التبادلات التجارية زادت بين البلدين عشرة أضعاف في العقد الماضي واقتربت إلى 3 مليارات دولار، كما أن اتفاقية التجارة الحرة التي دخلت حيز النفاذ سنة 2006، كان لها دور كبير، رغم أن التجارة الثنائية لا تعكس الإمكانات الإنتاجية والعديد من الفرص التي يتيحها اقتصاد البلدين.
واعتبر ما سبق يشجع على تكثيف الجهود سواء على المستوى الحكومي أو في القطاع الخاص لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، قائلا: "أشجع جميع مبادرات المستثمرين الأتراك الراغبين في الاستقرار في المغرب، ونتوقع الآن أن علاقاتنا التجارية والاقتصادية، التي تغنيها هذه المرة الاستثمارات الجديدة، تنمو في الاتجاه نفسه".
وأكد السفير على أن ما يقارب 150 شركة تركية استقرت في المغرب، كما هو الحال بالنسبة لرجال الأعمال الأتراك والوفود التجارية، الذين يقومون بزيارات منتظمة لهذا البلد، بتشجيع من سفارتنا، من أجل استكشاف الفرص الاستثمارية في الموقع، أي الموقع الجغرافي والعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية الوثيقة مع دول إفريقيا وأوروبا وأمريكا، تمكنه من أن يكون منصة اقتصادية ومالية هامة للشركات التركية.
وأعرب أدهم باركان عن فخره بأداء الشركات التركية التي تأهلت لإنجاز مشاريع مهمة مثل ميناء الناظور (شمال المغرب)، وتوسيع خط ترامواي الدار البيضاء (وسط) وغيرها من مشاريع البنية التحتية بـأكثر من 3.3 مليارات دولار تم تقديرها من طرف الحكومة المغربية.
وأفصح السفير التركي عن أمله في أن يتمكن بلده من التعاون بطريقة متعددة الأبعاد مع المغرب، خاصة وأن العلاقات السياحية بين تركيا والمغرب تتطور أيضا بسرعة فائقة بفضل رحلات مباشرة بين اسطنبول والدار البيضاء، ومؤخرا بين اسطنبول وطنجة، إضافة إلى مساهمة المسلسلات التركية.