بعد توغل قوات الاحتلال
الإسرائيلي داخل الأراضي السورية بعمق 300 متر قبل عدة أسابيع، وبناء بعض السواتر على تل عكاشة في محافظة القنيطرة، بدأت الإشاعات تنتشر بين سكان
المخيمات الملاصقة للجولان السوري المحتل؛ حول ما تسعى تل أبيب لتنفيذه في تلك المنطقة.
ونشرت بعض وسائل الإعلام العبرية والعربية تكهنات حول رغبة إسرائيل بفرض منطقة آمنة على طول الشريط الحدودي بعمق 10 كم، بدءا من قرية حضر وصولا إلى قرى جنوب القنيطرة.
وفي هذا السياق، قال الناشط والإعلامي مصطفى عدنان، المقيم في القنيطرة، إن هناك أقاويل كثيرة بدأت تنتشر بين الفصائل العسكرية في المنطقة؛ عن هدنة ملزمة بين النظام والثوار مع حظر للطيران ومنطقة آمنة تحت الوصاية الإسرائيلية، تشمل 17 قرية يقطنها نحو 20 ألف مدني.
وعن طبيعة المنطقة المعنية، يقول عدنان لـ"
عربي21": "هي عدة قرى تقع تحت سيطرة الجيش الحر والثوار، كبلدات بريقة وبير العجم".
وأضاف: "تشير المعلومات إلى أن عمق المنطقة سيصل إلى تل الحارة في ريف حوران حيث تتواجد هناك ألوية الفرقان، وجبهة أنصار الإسلام، وفرقة 99 مشاة، ولواء العز، وبعض المقرات الصغيرة لجبهة فتح الشام".
وتحدث محللون عسكريون إسرائيليون عن ضرورة حماية الحدود، وإقامة حزام أمني في مناطق تواجد مخيمات اللاجئين قرب الجولان المحتل، بالإضافة لتكثيف التواجد العسكري على الحدود السورية تحسبا لأي تطورات عسكرية، بعد تمدد تنظيم الدولة هناك، بحسب وصفهم.
آراء لأهالي المخيمات
ويقول أحمد البستاني، وهو نازح من ريف دمشق مع عائلته المكونة من سبعة أفراد، إن المنطقة الحدودية مع الجولان يتواجد فيها عائلات كثيرة من حماة وحمص وريف دمشق والقنيطرة ودرعا، وقد فر جميعهم من قصف طائرات النظام ومسلسل القتل اليومي.
ويتابع البستاني (58 عاما) في حديثه لـ"
عربي21": "المطالبة بمناطق آمنة للمدنيين ورغبتنا بها؛ هو حق مشروع للسوريين المشردين الذين فقدوا كل شيء، ومُنعوا من الدخول إلى أراضي الدول الشقيقة لنضطر للاحتماء بحدود العدو الإسرائيلي".
إلى ذلك يقول حمزة أبو علي، من نازحي محافظة القنيطرة: "رأينا كمشردين هاربين من بطش النظام وإرهابه أن نتوحد، فجميعنا هرب بأطفاله من الموت والقصف والاقتحامات والإعدامات الميدانية والاعتقال إلى هذه المنطقة؛ لأننا نعرف أنهم لن يجرؤوا على الاقتراب من إسرائيل".
ويضيف أبو علي لـ"
عربي21": "كذبة المقاومة والممانعة هي فقط ضد السوريين، أما بالنسبة للأنظمة العربية فكنا نتمنى أن نسمع إشاعات منهم عن إقامة
مناطق آمنة وحظر للطيران بدلا من وقوفهم متفرجين على المذبحة التي يباركها المجتمع الدولي ضد السوريين".
ومن جانبه يعتقد، سائد الحمد، القادم من محافظة حمص، أن "المناطق الآمنة هي حلم الشعب السوري المهجر برمته، لتخليص الأطفال من العقد النفسية التي سببها إرهاب الأسد غير المسبوق، ولا حتى في عصر التتار"، بحسب تعبيره.
ويختم الحمد حديثه بالقول: "ماذا نفعل إذا وقف دعاة الإنسانية على الحياد منتظرين إبادتنا، ومنهم من منعنا من اللجوء إلى أراضيه؟ لم نعد نتحمل حياة الخيام المأساوية بعد خمس سنوات ونصف، وأصبح حلمنا أي حل ينهي مأساتنا حتى ولو كان أصحابه كيانا نكن له عداء تاريخيا"، كما قال.