معلق في الغارديان: ما حقيقة الصلة بين ترامب وروسيا؟

ناقشت صحيفة "الغارديان" البريطانية، العلاقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئيسية الأمريكية دونالد ترامب، في ظل "احتفاء" متبادل بينهما.

وقال مراسل الصحيفة شون والكر في موسكو بمقال له، الثلاثاء، إن "الرئيس الروسي أظهر دفئا للمرشح الجمهوري، وسط خشية البعض من مخطط مشترك بينهما".

وأشار والكر إلى وصف بوتين لترامب بأنه "رجل متنوع وموهوب"، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وقوله مؤخرا إنه "أعلن أنه مستعد لاستعادة كاملة للعلاقات الأمريكية الرئيسة، ونحن جميعا نرحب بهذا"، في حزيران/ يونيو الماضي.

وكان هذان التصريحان هما التعليقان الوحيدان لبوتين حول ترامب، إلا أن الارتباطات المحتملة بين الرجلن أصبحت واحدة من أكبر قضايا حملة الانتخابات، حيث فتحت وسائل الإعلام كل شيء من صفقات ترامب المشبوهة في روسيا، إلى ارتباطات مدير حملته بالأموال الروسية والأوكرانية، والأفكار القريبة من الكرملين لأحد مديري حملته.

وتساءلت "الغارديان": "هل يعد بوتين لمخطط لوضع ترامب في البيت الأبيض؟"، مشيرة إلى أن الاختراق الظاهر لرسائل الحزب الديمقراطي من قبل مخترقين روس تشير إلى ذلك، كما أنه كانت هناك حملة مشتركة على "تويتر" بدءا من حسابات صغيرة إلى أليكسي بوشوف، أحد أكبر مسؤولي السياسة الخارجية الروسية.

"مرشح مغسول الدماغ"

وقال الكاتب إن مراقبي الكرملين يقولون إن الصورة قد تكون أكثر غموضا، وسط حديث في موسكو، عن أن ترامب قد يكون "مرشحا مانشوريان"، في إشارة إلى رواية أمريكية تتحدث عن سياسي أمريكي غسل الشيوعيون دماغه ليصبح سفاحا لهم.

وقال المحلل السياسي الروسي غليب بافلوفسكي، الذي نصح الكرملين حتى عام 2011، إنه "لا يمكن أن يكون كل هذا الهلع والهستيريا حول التأثير الخارجي ليسا مرتبطين بروسيا".

وقال مصدر مقرب من الكرملين لـ"الغارديان"، إنه يعتقد أن بوتين يملك مشاعر متضاربة تجاه ترامب، لأنه "بالرغم من كونه أقرب لروسيا، فإنه غير متوقع، بعكس المرشحة الديمقراطية هيلاري كيلنتون".

"من وجهة نظر جمالية"

وقال فاليري غاربوزوف، مدير معهد الدراسات الأمريكية والكندية، المرتبط بالحكومة الروسية، إن "بوتين يحب ترامب من وجهة نظر جمالية"، بحسب تعبيره، مضيفا أنه "يجب أن يكون حذرا من أن الواقع سيكون مختلفا".

وقال والكر إن "نظرة بوتين لترامب مرتبطة بأفكاره حول القوة الأمريكية ككل، بالإضافة إلى عدم محبة شخصية بينه وبين كلينتون"، مشيرا إلى دعوات بوتين لاستعادة روسيا كالقوة الأولى في العالم.

مؤامرة

وأضاف أن هناك عددا من الحلقات التي غيرت آراء بوتين تجاه النوايا الأمريكية، وكانت الأولى اعتقاده بأن أمريكا تمول المقاتلين الشيشان عبر سفاراتها، ثم اعتقاده بإدارة أمريكا مباشرة للثورة البرتقالية في أوكرانيا، ليصبح مقتنعا تماما بأن أمريكا كانت عدوا، وأنها تسعى لتغيير النظام في الكرملين.

وقال مايكل مكفاول، السفير الأمريكي السابق في روسيا، إن "بوتين يملك اعتقادات خاصة مؤمنا بها، ونحن حاولنا بشدة إقناعه بتغييرها"، مضيفا أن "بوتين يتهمنا في أمريكا بأشياء، وأوباما يقول له إننا لا نفعل ذلك، لكنه لا يصدقه، ويصدق الأفكار حول هذه المؤامرة".

وسواء كان بوتين يسعى لإيصال ترامب للرئاسة أم لا، فإن البعض يشك في أن رجل الأعمال المثير للجدل سيكون جيدا لروسيا، بحسب الصحيفة.

وقال غاربوزوف إن "هذه فكرة تبسيطية جدا، وهي للدعائيين لا للمحللين"، موضحا أنه لا يمكن توقع النتائج، في ظل عدم ديماغوجيته المفتقدة للسياسة رغم توجهاته المقربة من روسيا، وخبرات كلينتون رغم عدائيتها لروسيا".