نشر موقع فوكاتيف الأمريكي، تقريرا حول اعتماد تقنية جديدة لتنشيط الدماغ عبر موجات إلكترونية موجهة لخلايا عصبية معينة.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمه "
عربي21" إنه خلال الألعاب الأولمبية لهذا العام؛ ظهر مسدس ليزر يتم استعماله لعلاج الآلام، ولتسهيل تدريبات الواقع الافتراضي، مشيرة إلى أن هذه التقنية استعملت من قبل عديد الرياضيين الذين طوّروها، حيث قاموا بضخ النبضات الإلكترونية من خلال جماجمهم لإدخالها إلى الخلايا العصبية الحركية، الأمر الذي من شأنه تحسين المردود، وذلك ما دفع العديد إلى اعتبار هذه التقنية شكلا من أشكال
المنشطات، لكنها منشطات تستهدف الدماغ.
وذكر الموقع أن هذه التقنية تسمى "التحفيز المباشر عبر الجمجمة"، و"تبدو هذه التسمية سهلة التذكر، ومفيدة أيضا، شأنها شأن جل العلوم المستقبلية التي تستند على البحث والتطوير".
وأضاف أن هذه التقنية استعملت أيضا لعلاج الاكتئاب، "وهو ما تحدثت عنه إحدى مجلات الطب النفسي البريطانية عام 2012"، حيث قالت المجلة إن نتائج كل الدراسات السابقة بينت أن "التحفيز المباشر عبر الجمجمة فعال؛ إذا ما تم استعماله كمضاد للاكتئاب".
وبين الموقع أنه تم منذ البداية تركيز هذه التقنية على العالم الرياضي، وعلم الأعصاب، وإعلان أن هذه التقنية كفيلة بتحقيق تنمية جسمانية بالنسبة للطيارين وقناصة الجيش الأمريكي، مشيرا إلى أن الشركة المنتجة تقول إن منح الطاقة للدماغ باستعمال الطريقة الصحيحة؛ من شأنه أن يعزز القدرة على التدرب وتعلم المهارات.
وقال "فوكاتيف" إن هذه التقنية تعد ابتكارا جيدا، رغم استعمالها بطريقة فظيعة كـ"علاج" للمثليين جنسيا، وهو ما فسرته المجلة الأمريكية "ذي نيويوركر" التي جاء فيها أن محاولة العلاج هذه تقوم على "إرفاق قطبين كهربائيين في بطارية، وإلصاقها بالرأس، والقيام بإرسال موجات كهربائية ضعيفة؛ تكون أضعف من تلك التي تستعمل في العلاج بالصدمات الكهربائية، وتعالج الموجات الكهربائية مدى الإثارة التي تشعر بها الخلايا العصبية".
وأضاف أنه "من بين أول العملاء الذين تعاملت معهم الشركة المنتجة؛ الفريق الأمريكي للقفز على الثلج، الذي شارك في الألعاب الأولمبية (بريو)"، مشيرا إلى أن القوة الدافعة للفريق ارتفعت بنسبة 13 بالمائة، وزادت نعومة القفز بنسبة 11 بالمائة؛ بعد أربعة أسابيع من التدرب، مع استعمال هذه التقنية الجديدة.
وقال إنه "أعلن فريق كرة السلة الأمريكي (غولدن ستايت ووريورز) أنه قد أمكن أعضاء فريقه من استعمال هذه التقنية".
وفي السياق ذاته؛ أوضح الموقع أن الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، تقوم بـ"جمع المعلومات عن هذه التقنية؛ قبل أن تقوم باتخاذ أي قرار تجاهها"، وذلك وفقا لصحيفة التلغراف.
وذكر أن المحرر المساعد لفقرة
الرياضة في صحيفة "التلغراف"، جوليان بينيت، قام بتجربة التقنية بنفسه، وأقر في تقرير قام بكتابته، بأنه كان قادرا على رفع المزيد من الأثقال بدون إجهاد، مضيفا أنه "من الصعب أن نعرف إن كانت النتائج نفسية، ولا يمكننا أن ننكر بأن القوة البدنية تعززت بعد استعمال التقنية لمدة 15 دقيقة".
واضاف: "قد يكون بينيت محقا في وجود تأثير وهمي لهذه التقنية، فقد قام قسم العلوم النفسية في جامعة ملبورن بعديد الدراسات حول هذه التقنية، وكانت نتيجة هذه الدراسات بأن 59 تجربة انتهت بالجزم بأن هذه التقنية ليس لها أي تأثير حقيقي".
وفي الختام؛ قال الموقع إن هذه التجارب لا تنكر مساعدة هذه التقنية لأولئك الذين يعانون من الاكتئاب والألم المزمن، ناقلا عن مدير الأبحاث في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، جاريد هورفاث، قوله: "يبدو أن الأدلة كلها تشير إلى أن هذه التقنية ليس لها أي فائدة".