دعا "مجلس شيوخ ووجهاء
العشائر والقبائل العربية" في محافظة الحسكة، شمال شرق
سوريا، أبناء العشائر العربية المنخرطين ضمن صفوف "قوات الأسايش"، وهو بمثابة جهاز الأمن لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، إلى الانشقاق عنها، وسط انشقاق العشرات من المقاتلين العرب، الذين يقاتلون ضمن صفوف وحدات الحماية الشعبية الكردية في الحسكة بسبب ما يتردد عن "الانتهاكات" بحق العرب، وفق أحد الناشطين.
وجاء في بيان صادر عن مجلس شيوخ العشائر أن هذه الدعوة جاءت على خلفية "الأعمال الإجرامية" التي تقوم بها قوات الأسايش في مدينة الحسكة، بحسب البيان.
من جهته، تحدث الناشط الإعلامي خالد خليفة، لـ"
عربي21"، عن "انشقاق العشرات من المقاتلين العرب، الذين يقاتلون ضمن صفوف وحدات الحماية الشعبية الكردية في المناطق التي تسيطر عليها في محافظة الحسكة، وسط تكتم أمني من جانب المسؤولين الأكراد بسبب المخاوف من خروج الأمور عن السيطرة".
وأضاف أن بعض العشائر العربية، التي التحق أبناؤها بصفوف القوات الكردية لأسباب مادية؛ بدأت في إعادة التفكير بالأمر، بعدما فاجأتهم أفعال وتصرفات المسؤولين العسكريين تجاه المناطق العربية، بالإضافة إلى فقدان العديد من أبنائها خلال المعارك الأخيرة ضد تنظيم الدولة.
وبحسب خليفة، فإن السبب الرئيسي وراء تزايد أعداد المنشقين عن
الوحدات الكردية خلال الأيام الماضية، يعود إلى وجود شبكة العلاقات بين المقاتلين العرب مع الرموز العشائرية، خاصة تلك العشائر المحيطة بالحسكة التي لها نفوذ على هؤلاء المقاتلين، كون أن هناك الكثير من المقاتلين كانوا يستعدون في وقت سابق للانشقاق، لكن الواقع لم يسمح لهم بفعل هذه المخاطرة.
وبيّن أن الأحداث التي تشهدها مناطق الحسكة اليوم أدت إلى انشقاق العديد من عناصر الوحدات الكردية؛ العرب المنتمين للعشائر العربية، بعد إخفاق قيادتهم العسكرية في إرسالهم إلى الخطوط الأمامية للمشاركة بالاشتباكات الدائرة ضد قوات النظام السوري والعشائر العربية الموالية له.
من جانبه، رأى الناشط السياسي هيثم المصطفى، أن التعويل على هذه الانشقاقات في إسقاط الوحدات الكردية أمر غير منطقي، لكنها أحد عوامل تهاويها، مبينا أن هذا الحدث له أهميته التي لا ينبغي تجاهلها، لأنه سيشجع آخرين على الانشقاق وإحداث تراجع معنوي في ضمن صفوف القوات الكردية، كما قال.
وأشار المصطفى إلى أن توالي الانشقاقات مرهون بعوامل كثيرة، أبرزها حصول المقاتلين على الحماية والأمان، ما يؤدي إلى استقطاب آخرين، فضلاً عن جدية المعارك الدائرة في الحسكة، والتعامل الإيجابي معهم من العشائر العربية.
وكانت مصادر محلية في المحافظة قد كشفت عن حدوث حالات عديدة من الانشقاقات للمقاتلين العرب بصفوف القوات الكردية، وسط تكتم مسؤولي هذه القوات، بحسب ناشطين.
ويذكر أن معظم المناطق التي تسيطر عليها قوات الحماية الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعتبر بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، فرضت على الشبان العرب في مناطق سيطرتها؛ التجنيد الإجباري ضمن صفوفها منذ عام 2014، حيث يتم توزيعهم على جبهات ضد تنظيم الدولة في ريف محافظات حلب والرقة والحسكة.