اتهم سياسيون ومحللون
فلسطينيون، وزير الدفاع
الإسرائيلي أفيغدور
ليبرمان، بأنه يسعى إلى شق الصف الفلسطيني، من خلال إيجاد قنوات اتصال مباشر مع الفلسطينيين بعيدا عن سلطة رام الله.
وكان ليبرمان قد أعلن بشكل رسمي عن انطلاق خطته الجديدة، التي تقضي بتغيير الواقع الأمني والسياسي في المناطق الفلسطينية، والتي وصفها مراقبون بأنها "قائمة على سياسة العصا والجزرة".
وجاء إعلان الخطة في مؤتمر صحفي عقده ليبرمان بمدينة "تل أبيب" في 18 من آب/ أغسطس الجاري، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية مقتطفات منها، من بينها صحيفة "جيروزاليم بوست".
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية؛ فإن الخطة التي سيتم بموجبها إقامة قنوات اتصال مباشرة مع شخصيات فلسطينية كبيرة، بحيث يتم تجاوز
السلطة الفلسطينية، ويفتح حوار مباشر مع رجال أعمال فلسطينيين، ورجال عشائر، ومواطنين عاديين، إضافة إلى تقديم حوافز اقتصادية لتجمعات فلسطينية لم ينطلق منها منفذو عمليات في الداخل الإسرائيلي، وفي المقابل فإنها تشدد الإجراءات العقابية ضد القرى الفلسطينية التي انطلق منها منفذو العمليات.
قيادة بديلة
وتعليقا على
خطة ليبرمان الجديدة؛ قال أمين سر المجلس الثوري لحركة
فتح، مستشار الرئيس عباس، أمين مقبول، إن "خطة ليبرمان هي محاولة لشق الصف الفلسطيني، وخلق قيادة فلسطينية بديلة للتعامل معها، بالتوازي مع منظمة التحرير التي ستبقى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني" على حد وصفه.
وأضاف مقبول لـ"
عربي21" أن "هذا المشروع الإسرائيلي فاشل، وسيرفضه الشعب الفلسطيني، كما رفض الكثير من المشاريع السابقة، التي تأتي في سياق مخططات ممنهجة اعتدنا على رؤيتها من القيادات الإسرائيلية لإنهاء القضية الفلسطينية".
وكانت المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية توقفت في نيسان/ أبريل 2014، دون أن تلوح في الأفق أي إمكانية لاستئنافها مجددا.
ويتخذ ليبرمان موقفا متشددا من السلطة الفلسطينية وحركة
حماس؛ إذ اعتبر في تصريحات سابقة أن الرئيس محمود عباس ليس شريكا للسلام، وأنه ينبغي القضاء على "حماس".
تراجع دور السلطة
وفي هذا الإطار؛ قال رئيس تحرير شبكة سراج الإعلامية المقربة من حركة حماس، إبراهيم المدهون، إن ليبرمان يحاول بهذه الخطوة وضع لمسة من لمساته في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مختلفا عن سابقيه من القيادات الإسرائيلية، من خلال فتح قنوات اتصال بشكل مباشر مع الفلسطينيين بعيدا عن السلطة الفلسطينية، ويهدف من وراء هذه الخطوة إلى تكوين رأي عام محلي فلسطيني مواز، يسانده في مفاوضات الحل النهائي.
وأضاف المدهون لـ"
عربي21" أن "دور السلطة الفلسطينية بدأ يتراجع في السنوات الأخيرة، وهذا الأمر دفع ليبرمان للبحث عن قيادة فلسطينية جديدة؛ لتصبح مهام السلطة الفلسطينية مقتصرة على السلطة التنفيذية، وتلقي الأوامر من القيادات الإسرائيلية باعتقال المنفذين للعمليات البطولية، وإرجاع المفقودين من مستوطنيها".
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية؛ فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية رصدت مبلغ 10 ملايين شيكل، بما يعادل 2.5 مليون دولار، لإنشاء موقع إخباري ينطق باللغة العربية، يحتوي على مواد مصورة ومقاطع فيديو، تجري إدارته من قبل "منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية" دون معرفة أية تفاصيل أخرى تتعلق بموعد انطلاق الموقع، أو هوية المحرر له.
ليست مفاجئة
ووصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، ناجي شراب، خطة ليبرمان الجديدة، بأنها "أداة من أدوات الصراع مع الفلسطينيين، وهي ليست بالمفاجئة كما يروج لها الإعلام الإسرائيلي".
وقال لـ"
عربي21" إن "مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا في تغيير المفاهيم والقيم والنظم، والعوامل الاقتصادية تؤثر في سلوكات الأفراد، إضافة إلى العوامل الاجتماعية والسياسية، كلها عوامل يمكن لمنظومة الإعلام الإسرائيلي الموجه بحسب خطة ليبرمان تحقيقها".
وأوضح شراب أن الهدف الاستراتيجي لهذه الخطة يتمثل في "منع قيام دولة فلسطينية بصورة أو بأخرى"، مشيرا إلى أن "إسرائيل حاولت في العقود الماضية إلغاء الوجود الفلسطيني، ولكنها فشلت؛ بسبب تماسك ووعي أفراد الشعب الفلسطيني، ووقوفه خلف قيادته وتنظيماته المسلحة".
وترأس ليبرمان منصب وزير خارجية إسرائيل منذ آذار/ مارس 2009 في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث قدم استقالته في أيار/ مايو 2015، وصرح بعدم مشاركته في الحكومة المقبلة، ثم عدل عن قراره بعد ذلك، وهو نائب رئيس الحكومة وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، وتم تعيينه في أيار/ مايو عام 2016 وزيرا للحرب في الكيان الإسرائيلي.