أدى التدخل التركي العسكري في الشمال السوري، والدعم اللافت المقدم للثوار لرسم خارطة عسكرية جديدة في الشمال، والشمال الشرقي لمدينة
حلب.
وقطعت المستجدات الأخيرة الطريق على قوات
سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ"قسد" في السيطرة على الشريط الحدودي كاملا مع تركيا من جهة، وفي الوصول لمدينة عفرين من جهة ثانية.
وتجد القوات الكردية نفسها أمام خيارات صعبة ولا سيما بعد أن طلب منها نائب الرئيس الأمريكي صراحة الانسحاب لشرق الفرات، وإلا فقدان الدعم الأمريكي.
واستجابت القوات الكردية للطلب الأمريكي، وأعلنت سحب قواتها لشرق الفرات، فيما يؤكد أبناء المنطقة خلاف ذلك، حيث يقول حنيظل عماد حنيظل رئيس المجلس الثوري السابق: "انسحاب ما يسمى وحدات حماية الشعب الكردي، تم عبر الإعلام فقط، وزادت من حشودها في منبج خلف الإعلام".
"يرى الكرد أن المجلسين العسكري والمدني يمثلان أهل منبج، ولا علاقة لهما بقوات الحماية الكردي، فترأس المجلس المجلس المدني فاروق الماشي وسوزدار في إدارة مشتركة، وترأس المجلس العسكري الكردي عدنان حمدية أبو أمجد، والسيدة سوزدار هي صاحبى الكلمة"، كما يقول حنيظل.
ويؤكد ما سبق إصدار القيادة العامة لـ"كتائب شمس الشمال" المنضوية ضمن "قسد" بيانا قالت فيه: "نتوجه إلى جبهات
جرابلس لمؤازرة ومساندة المجلس العسكري لجرابلس وريفها ضد التهديدات التي تطلقها الفصائل التابعة لتركيا".
ويظهر البيان بوضوح البون الشاسع بين بيان الكرد بالانسحاب والوضع الميداني ويرى حنيظل: "أن هذا الكلام لن يمر على الأتراك الذين أصبحوا لاعبا أساسيا، ونكاد نجزم أنهم اللاعب الوحيد في الساحة الشمالية والشمالية الشرقية لحلب".
وهذا ما دفع وسيدفع لمواجهات عنيفة بين الثوار والأتراك من جهة، والكرد ومن يقف إلى جانبهم من جهة ثانية، حيث يقول المتحدث باسم مجلس أمناء الثورة في منبج أبو محمد: "أعتقد أننا سنجد أنفسنا أمام معركة أغلب عناصرها من القوات العربية التي وقفت مع الكرد ضد أهداف الثورة".
وتتأكد حتمية الصدام إذا عرفنا أن خطة الثوار العسكرية تسير وفق ما قال قادة عسكريون في محورين؛ المحور الأول المتمثل بتطهير الشريط الحدودي بين جرابلس والراعي. وهذا ما يحصل حيث سيطر الثوار على قرى حمير العجاج، تلج الغربي، الهضبات، الحلوانية، البير الفوقاني، البير التحتاني، وغيرها. وهي قرى واقعة بين جرابلس والراعي.
ويؤكد الناشطون في ريف جرابلس الغربي بأن معظم القرى غرب جرابلس خالية من عناصر داعش، وفي حال وجود مجموعات صغيرة فإنها غير قادرة على المقاومة لصغر القرى.
أما المحور الثاني فيتمثل بالتوجه جنوبا نحو منبج والباب وصولا لأعزاز وفق ما صرح به قائد لواء السلطان مراد، وهناك قصف على تلة العمارنة التي يسيطر الكرد على تلتها، بينما يسيطر الثوار على القرية، يقول حنيظل: "المواجهات ستبدأ من هنا (يقصد العمارنة جنوب جرابلس) لأن قسد في العمارنة، والعين البيضاء ويوسف بيك".
وقد سيطر الثوار لاحقا على قرية يوسف بيك، والعمارنة وطريخيم فعلا، ويتوقع المتحدث باسم مجلس أمناء الثورة أبو محمد حدوث تصدعات في قسد: "ربما سنشاهد انشقاقات للعناصر العربية في صفوف قسد، لأن معظم قوات قنديل ستنسحب".
ويؤخر الكرد انسحابهم من بعض المواقع متذرعين بوجود جيوب، وخلايا لداعش يتم تطهير المنطقة منها، بينما نجد أن قسد تسابق الثوار في السيطرة على مدينة الباب، إذ باتت قواتها على مشارف الخفسة، وتبعد حاليا عن قوات النظام مسافة 30كم، وهنا يبرز احتمال تقديم النظام الدعم لهم، يقول حنيظل: "تنسيقهم مع النظام وارد، وصرحوا بذلك علنا، وسبق تنسيقهم مع النظام في الشيخ مقصود، وعند حصار حلب".
ويستبعد بعضهم مضي الكرد في معركة خاسرة غرب الفرات بعد سحب الغطاء الأمريكي، يقول أحمد الصالح مقاتل في فيلق الشام: "سيحاولون جاهدين الحفاظ على منبج وريفها من خلال المجلسين العسكري والمدني دون التوسع" وبالتالي يرى هذا الفريق أن الصراع الحقيقي سيكون بين الثوار وتنظيم الدولة، فالقوات الكردية لا تستطيع القتال دون مؤازرة طيران التحالف.
وأكد حنيظل صدور بيان قريبا يتحدث عن توجه الثوار نحو الجنوب بعد أن أصبحت السيطرة على الشريط الحدودي بحكم الواقع.
وستتغير الأحداث ومجرياتها، خصوصا بعد تدمير قوات قسد دبابة تابعة للجيش التركي في تلة العمارنة بصاروخ حراري كما أكد ناشطون.