قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة، أعلنت عن مقتل المخطط والمنظر ومسؤول الدعاية أبي محمد
العدناني، دون تقديم تفاصيل، مشيرة إلى أن مصادر في البنتاغون قالت إن طائرة دون طيار أطلقت قذيفة محددة قرب بلدة في
حلب، واستهدفت يوم الثلاثاء العدناني، إلا أنها لا تزال تقوم بتقييم نتائج الضربة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن مقتل العدناني يعد ضربة جديدة لتنظيم الدولة، وبرحيله يفقد التنظيم واحدا من كبار مسؤوليه، وأحد أهم المطلوبين على القائمة الأمريكية.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، طلبا عدم الكشف عن اسميهما، قولهما إن طائرة أمريكية دون طيار استهدفت عربة كان يعتقد أن العدناني فيها، وتم تحديد مكانه، بعد تعاون وثيق بين وكالة الاستخبارات المركزية" سي آي إيه" وقوات العمليات الخاصة.
ويلفت التقرير إلى أن العدناني يعد من مؤسسي التنظيم، ويبلغ من العمر 39 عاما، وكان المتحدث الرسمي ومسؤول الدعاية في تنظيم الددولة، حيث أشرف على عملية إعلامية متقدمة هزت العالم، ودفعت العديد من المتطوعين الذين جاءوا من بلدان مختلفة، للانضمام إلى التنظيم.
وتذكر الصحيفة أن روايات عناصر في التنظيم تم اعتقالهم تؤكد دور العدناني، وهو سوري عمل في قيادة عمليات الدعاية، وأشرف على فرع العمليات الخارجية، الذي كان مسؤولا عن التجنيد حول العالم، وحثّ المنظمات الموالية للتنظيم على القيام بعمليات في الدول التي تنشط فيها، خاصة في باريس، وبروكسل، ودكا في بنغلادش.
ويجد التقرير أنه في ضوء خسارة التنظيم مناطق واسعة في كل من سوريا والعراق، فإن وفاة مسؤول كبير بحجم العدناني تعد ضربة خطيرة أخرى، ونكسة جديدة.
وتعلق الصحيفة قائلة إنه "يجب الانتظار ومعرفة ما إذا كانت العملية الأخيرة، وجهود أمريكا في استهداف القادة، ستتركان أثرا في قدرة التنظيم على شن هجمات في الخارج، فإن هذا التنظيم يتمتع بمرونة عالية في وجه الهجمات".
ويورد التقرير نقلا عن المتخصص في الإرهاب في مؤسسة "راند" سيث جونز، قوله: "لو أخذنا مقتل العدناني بصفته حالة معزولة، فإنه يمثل نهاية لزعيم تنفيذي واستراتيجي في
تنظيم الدولة، إلا أنه يظل شخصا واحدا"، مشيرا إلى أنه ستتم الاستعاضة عن العدناني بشخص آخر، ويضيف أن "التنظيم سيعين مكانه شخصا آخر، كما فعل مع بقية الناشطين الذين قتلوا".
وتنوه الصحيفة إلى أنه بحسب الرواية الرسمية التي بثتها وكالة "أعماق"، فإن العدناني قتل وهو يقوم بتفقد الجبهات حول حلب شمال سوريا، التي يواجه فيها التنظيم عددا من الأطراف، منها تركيا والولايات المتحدة وروسيا، ويتعرض لضربات من الجهات كلها، تنفذها الجماعات السورية المسلحة، المدعومة من تركيا والولايات المتحدة.
ويفيد التقرير بأن مقتل العدناني ظل محل شائعات؛ بسبب مركزه، منها في كانون الثاني/ يناير، عندما أعلن مسؤولون عراقيون عن إصابته بجراح خطيرة، بعد غارة جوية في محافظة الأنبار، وتبين فيما بعد أن التقارير غير صحيحة، لافتا إلى أن المحللين يستبعدون قيام التنظيم بالإعلان عن معلومات غير صحيحة تتعلق بأحد قادته المعروفين في قنوات الاتصال الرسمية كلها.
وترى الصحيفة أن مقتل العدناني سيكون ضربة موجعة للتنظيم، خاصة أن الولايات المتحدة وضعته نصب عينيها من عامين، وأعلنت عن جائزة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمنيين في أوروبا وأمريكا، بالإضافة إلى عناصر تم اعتقالهم، تحدثوا عن فرع العمليات الخاصة، ومكانته المتميزة داخل التنظيم، حيث كان العدناني يتولى قيادته، وتعود إليه القرارات الحاسمة كلها، وهو الذي كان يخبر أبا بكر
البغدادي عن سير العمليات.
وبحسب التقرير، فإن محللين يرون أن العدناني كان من المرشحين لخلافة من نصب نفسه خليفة "البغدادي"، لافتا إلى أنه في الوقت الذي يواصل فيه التنظيم عملياته في المناطق التابعة له في سوريا والعراق، فإن فرع العدناني كان يركز على العمليات الخارجية، الذي يتم من خلاله تحديد العناصر للتجنيد، وتوفير التدريب، والتمويل للعمليات، وترتيب عمليات نقل الأسلحة.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم أن الجهود تركزت على تنفيذ عمليات في أوروبا، إلا أن جماعات موالية للتنظيم نفذت عمليات في مناطق آخرى، حيث قتل حوالي 650 شخصا في هجمات نفذت في مناطق يرتادها السياح في تركيا وتونس ومصر، لافتة إلى أنه في الوقت الذي تواصلت فيه خسائر التنظيم، فإن العمليات الخارجية استمرت.